حكاية عاش في قديم الزمان
اختفت ابتسامة اخيها وغدى يتجنب مشاهدتها وإذا صادف ووقع نظره عليها فبصورة مغضبة كلها عداء وكراهية فطوت عڈاب نفسها بداخلها واستسلمت لقدرها وجسمها بدأ في النحول وشهيتها للأكل بدأت تنقطع
لما لاحظت زوجة أخيها ما آلت إليه صحتها قالت له الآن تأكد لي أن اختك حامل
قال وكيف عرفت ذلك
نحن النساء نعرف ظواهر الحمل وأعراضه وأختك أخدت تتأفف من الروائح خاصة الأكل ألا تلاحظ أنها لا تأكل إلا ما يسد رمقها
صمت زوجها والكآبة تملأ نفسه وبقى يعيش في هم إلا أن زوجته راحت تكثر من تهدئته
تناول قطعة اللحم المغلفة بالقماش من يد زوجته يتأملها وحملها إلى خارج القرية يدفنها وعاد إلى البيت يبحث عن أخته وما أن شاهدها حتى عمد إلى خنقها وهي مستسلمة له
نبت على قبر الفتاة ردينة شجرة نخل أخذت تنمو وتكبر وتمتد إلى الأعلى كانت نساء القرية قد اعتدن على التجمع عند البئر يغسلن ملابسهن من مائها وبعدها ينشرنهن على الاحجار وعلى جدران القرية القريبة ليجفوا
بلغ الخبر إلى زوجها فأتى لمساعدتها ولأخذ ملابسها من فوق النخلة إلا أنه لم يتمكن من ذلك
وجاء بمنشار اخذ ينشر به جذع النخلة ليقطعها فأرسلت أنينا موجعا وقالت له آلمتني تنشر يا نشار تنشر كعوبي بالمنشار
سمعها فتوقف عن قطعها وهو يقول هذه ليست نخلة يعلم الله ما هي ممكن جنية أو إنسية
إستعان الرجل بشخص آخر لقطع النخلة وما أن شرع بذلك حتى سمعها تقول له آلمتني يا نشار تنشر كعوبي
فألقى بالمنشار
وفر هاربا من الخۏف
إستعان بثالث ورابع لقطعها وكلما هم احدهم بذلك سمع أنينها وكلامها وكف عن ذلك نادما على ما بدر منه
فلم يجد بدا من الإستعانة برجل أصم وأبكم ليقطعها
فراح ينشرها وهي تئن وتسائله وتعاتبه وهو يسمعها حتى قطعها وسقذت على الارض فأخذا ملابسهما وانصرفا عائدين إلى البيت
مرت إمرأة عجوز فقيرة من جيرانهم بجانب النخلة المقطوعة تجمع عيدان الحطب من الطريق و تحمله فوق رأسها
فشاهدت في قلب النخلة حبة بلح ناضجة كانت هي كل ثمرها فقطفتها ووضعتها في قفتها