الأحد 22 ديسمبر 2024

حكاية عاش في قديم الزمان

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

معروفا ولم يعد سرا وانصرف لحاله وحواسه ومشاعره مشدودة نحو الفتاة التي بقي يراقبها من نافذة بيته كلما طلعت سطح البيت ليزداد تعلقا بها واصرارا على الزواج منها
أخذ يستوقف العجوز يوما وراء يوم ويكرر لها طلبه في الزواج من الفتاة وهي تكرر له نكرانها ويعود ويدخل في تحد معها عن وجود الفتاة وهي ترفض الحديث إلا أنه ضيق عليها الخناق ذات يوم وقال لها
إني أشاهد الفتاة باستمرار من نافذة بيتي ومتأكد من وجودها في بيتك وإذا كنت تريدين أن اكذب نفسي واصدقك دعيني أفتش البيت بنفسي 
ابتسمت له العجوز التي كانت قد أخذت حيطتها وأخفت الفتاة في حصير طوته وركزته في زاوية البيت وقالت له
البيت بيتك فتشها كما تريد
أخذ الرجل يفتش زوايا البيت زاوية بعد أخرى حتى وصل إلى الحصير المطوي وهزه بيده فلقاه ثقيلا فتناوله بكلتا يدية من الزاوية ووضعه برفق على الأرض وراح ينشره في القاعة لتخرج منه الفتاة فأوقفها لتبقى في مواجهة العجوز وهو يقول لها أريد منك أن تزوجيني بها 
وجدت العجوز أنه لا مفر لها من مفارقة الفتاة فقررت المباعدة والمغالاة في المهر لعله يعجز عن ذلك فأجابته قائلة 
أريد منك كيس ذهب وكيس فضة مهرا لها
قال لحسن التطواني لها لك ما تطلبين 
التفتت الفتاة نحو العجوز لتقول لها هذه مطالبك وحدك وأنا لي مطالبي ولن أتزوجه إلا إذا حققها 
سألها مستوضحا ماذا تطلبين أنت 
أطلب قعاده زاج وقعاده زجاج لننام عليهما ولن أتزوجك بدونهما 
لك ما تطلبين 
انصرف ليحضر للعجوز أكياس الذهب والفضة التي طلبتها وليجهز لغرفة نوم الفتاة سرير من زاج وسرير من زجاج 
وبعدها حددوا يوم الزفاف وزفت له الفتاة في اليوم المعين
دخل العروسان غرفة النوم وقعد واحد منهما على سرير تكلم السرير الذي تحته قائلا
قعاده زاج وقعاده زجاج 
وإذا بالسرير الآخر يجيبه متسائلا كيف يصح بين الأخوة زواج 
لم تلق الفتاة اهتماما لما سمعت أما هو فقد تسمر في مكانه يبحث عن تفسير لما سمع ولما لم يهتد إلى شيئ حاول الاقتراب من زوجته مرة ثانية وإذا بالسرير يعيد قوله 
قعاده زاج وقعاده زجاج
فأجابه الثاني كيف يجوز بين الأخوة زواج
تراجع الرجل مرة ثانية يعاود
التفكير دون أن يهتدي إلى شيء
استمر السريران يكرران حوارهما كلما هم الرجل الاقتراب من زوجته وفي الأخير قال لنفسه
لا بد وأن هناك أمرا وراء نطق السريرين وحوارهما يكمن في حياة هذه الفتاة التي ظهرت فجأة في بيت العجوز ولا بد لي من معرفته فقال يخاطبها أقسم لك بالله ولك عهده وميثاقه اني لن أقربك ولن أعاملك كزوجة أبدا وكل ما أرجوه هو أن اعرف حقيقتك واسمع قصتك 
أخذت الفتاة تروي له قصتها من البداية وتروي له معاملة زوجة أخيها لها واتهامها بالژنا واستدلالها
بعردان مخلوس حتى أوغرت صدر أخيها إلى آخر قصتها
كانت تتكلم وهو مصغ لها فأيقن أنها اخته التي كادت لها زوجته عنده
سامحيني فأنا هو أخوك صدقت وشايات زوجتي ضدك وصنعت بك ما صنعت ابتسمت له أخته وهي تبادله العناق والحضن وطلق الرجل زوجته وبقي يعيش مع أخته كما كانا يعيشان من قبل كان ذالك من زمن بعيدا أما الان فلم تبقى سوى حكايات نحكيها الان بعد ان كانت تحكيها الأجداد والعجائز في الأيام الباردة أيام البساطة والنقاء والبرائة النهاية

انت في الصفحة 4 من 4 صفحات