وقفت فجاة
انتي بتحبي يوسف وقولتي انك خلاص كبرتي وعايزه يبقي عندنا طفل حلو
فهمست مريم بخجل مما حدث لاء خلاص انا مش عايزه
العربي حتي قال بلهجته الخليجيه كيفك ريما
فأبتسمت ريما بعفويه لذلك الرجل ذات الطبع الغريب فمنذ دخولهم غرفته في ذلك الفندق وهو يسألها عن حالها وماذا تريد ان تشرب او تأكل واكثر شئ جعلها تضحك عندما طلب لها عصيرا بناكهة البرتقال
نظرت الي كل ركن يحاوطها في ذلك المطعم الفاخر الذي يحتويه هذا الفندوق الذي حينما وقعت ببصرها علي مدخله أحست وكأن هذا المكان قد مر عليها وله ذكري في ذهنها لتفيق علي هو يرفع أحد يديها فنظرت إليه بخجل قد أصبح يغزو وجهها بقوه واخفضت برأسها ارضا لترفعه علي صوت أحدهما
وهو يقول مريم
ويتطلع إلي يوسف باحترام قائلا اسف مستر أدور
يوسف انت تعرف مريم منين
فأرتبك نسيم من نظرات يوسف القويه
نسيم مستر يوسف انت فاهم الموضوع غلط مريم كانت موظفه هنا لفتره قصيره وحصلت مشكله مع احد النزلاء وبعدها اختفت حتي أوراقها ومستحقاتها ماخدتهاش فأنا اتفجأت بوجودها مع حضرتك
لتنصدم برؤية أمرأه اخري بجانب زوجها ويوقع بخط يده عقد زوجه منها لتصاحب نظرات أعينها المتألمه طعڼة قويه بقلبها فقد عاقبها بما يكفي عاقبها بذنب لم تفعله وحدها فهبطت دموعها بقوه فهذه هي المره الثانيه يفعلها ولم يمر علي زواجهما سوا شهران لتسمع صوته وهو يدندن بسعاده قائلا بصوت عالي
احمد المفروض انك تكوني اتعودتي خلاص مش هتقوليلي مبروك فتأملته طويلا واخفضت رأسها بأنكسار
أروي مبرووك
فيضحك بقوه قائلا مش حاسس انها من قلبك
وتصمت حتي يطيل صمتها فيجذبها من ذراعيها بقوه ولكن كان رد فعله چرحا آخر يسطره في قلبها فدفعها بعيدا عنه
لتتساقط دموعها أكثر وتبتعد عنه قائله برجاء احكيلي عن حياتي اللي كانت قبل كده انا بقيت بستوعب كل حاجه
ارجوك يايوسف احكيلي انا مش عايزه عقلي يفضل محاط بذكريات طفولتي وبس انا مش عايزه اكون كده عايزه افهم كل حاجه لينصدم من رغبتها ويشعر بالندم من نفسه لما يفعله معاها ولكن هو مازال يريدها هكذا فلو علمت حقيقته لنصدمت فيظفر بضيق من ذلك الاقتراح الذي اقترحه عليه أمجد بأن يخرجها للعالم ولا يجعلها حبيسة قصره فتشعر بصداع قائله عندما عبرت السياره الخاصه بهم مدخل قصرهم لتتأمل مدخل القصر بتركيز
مريم هتصدقني لو قولتلك انا حاسه اني جيت هنا قبل كده انا حاسه في حاجات كأني عملتها بس مش فاكره ليلجمه اعترافتها ويخرج من سيارته سريعا بعدما وقف سائقه ليفتح له احد ابوابها فيجدها واقفه تنظر حولها بشرود لاول مره فيلتف اليها ويسحبها خلفه قائلا ادخلي يلا يامريم الجو برد عليكي توسدت سالي أمجد وامسكت أحد ايديه المتشابكة ببعضها وموضوعه علي ووضعتها علي جنينهم القادم فأنتبه أمجد الشارد
أمجد وهو يقبل أحد ايديها ربنا يخليكوا ليا ياحببتي
وانحنت وهي تردد في عقلها كلمة واحده لازم ارجعه ليا تاني وتتذكر محادثتها الاخيره مع والدتها عندما أخبرتها بفتور العلاقه بينها وبين أمجد لتصرخ بوجهها قائله انتي اټجننتي عايزه واحده تسرق جوزك منك ويسيبك وتجيلي فوقي ياسالي ورجعي جوزك ليكي هو انتي كنتي تحلمي براجل زيه واتبعتها امها محذره اوعي تكوني بتعشقي راجل غير جوزك لتضطرب في الحديث فتضحك والدتها قائله وهي تعاود ذكرياتها الحمقاء ابقي تخيليه في جوزك ياهابله ما انا عمري ما كنت بحب ابوكي الله يرحمه واي راجل يعجبني كنت اتخيله في هو وتتذكر زوجها الجديد قائله بحماقة عجوز انا مصدقت اجوزهولك وقدرنا نوقعه يا بنت بطني ولا نسيتي
وتفيق من شرودها أمجد وهويقول روحتي فين ياحببتي فتنتبه سالي لشرودها قائله دون وعي هو ليه يوسف لحد دلوقتي مظهرش جوازه للصحافه والمجلات تسطح يوسف علي الفراش ومد ذراعيه ولكن انتهت قبضت يديه بلمس لاشيء لابتعادها عنه
يوسف بنوتي الحلوه زعلانه مني ليه فهبت مريم مبتعده عنه ممسكه بوسادتها لټحتضنها قائله انا مش بنوتك ولا انا طفله ونهضت من علي فراشها وظلت تنظر إلي في المرآه المقابله لها في غرفتهما
مريم شايف انا شكلي كبير اه مش عشان ذاكرتي بقيت مقتصره علي جزء بسيط من حياتي وبكت بحرقه وهي تقول انا مش فاكره شكل اهلي مش فاكره غير ذكرياتي معاهم اللي بتجيلي في احلامي ولولها مكنتش هفتكر حاجه
فأقترب منها ليضمها بقوة الي حتي قال پألم مش
انتي قولتيلي انك مش عايزه من الدنيا ديه غيري وان انا كل حاجه في حياتك يامريم ليه خلفتي وعدك
فبكت بحرقه اكثر واتمسحت بصدره كالقطه حتي قالت بصوت قد احتل البكاء جزء كبيرا من نبرتها
مريم نفسي افتكر الناس اللي كنت بحبهم كلهم حتي لو كانوا ۏجعوني واذوني عايزه اعرف امي واسأل عنها
وصمتت قليلا لتضع وجهها بين راحتي كفيها وابتعدت عن باكيه بحرقه خاېفه تكون ماټت خاېفه يكون ده من الجزء الباقي من ذكرياتي وانا مش فاكره
فيعود لضمھا ثانية لاء يامريم مامتك عايشه عمك قالي كده
فستكانت حتي قالت عمي وظلت تفكر في ذلك العم لتتذكر لقاء واحدا محفور في ذاكرة طفولتها معه ومع امرأة لتتذكر انها عمتها ولكن كل ذلك كان بصوره مشوشه فيأتي بذهنها صراخهم بها وبوالدتها عند ۏفاة والدها وهما يقولون مبقاش في حاجه تربطنا بيكم خلاص
فيفيقها يوسف من شرودها وهو يرفع وجهها بأطراف اصابعه عمك اللي كان شاهد علي عقد جوازنا ووكيلك يامريم فكراه
فتهز برأسها نافيه مش فاكره مكنتش واخده بالي
من حاجه ولا كنت فاهمه حاجه كل اللي كنت عايزاه ابقي معاك انت وبس
فأبتسم بسعاده وضمھا اليه اكثر اوعدك اني هدورلك علي باقي اهلك بس اوعدي يوسف انك مش هتفكري غير فيه وبس
يوسف احنا هنسافر باريس لفتره يامريم عشان عندي صفقه كبيره هناك ولازم اكون متواجد في باريس ومټخافيش عندنا هناك قصر حلو زي ده برضوه
فتلمع عيناها بالدموع قائله طب وياسين
ليداعب هو انفها الصغير بحنان قائلا يعني ياسين ولا يوسف
فتخفض رأسها خجلا من اجابتها له يوسف
فيبتسم بسعاده لذلك العشق
تلملمت ريما بفراشها ناظرة الي مكان زين الفارغ بجانبها ضاحكة بسخريه عندما جاءت اليها احداهن تبلغها بأصطحابه لاخري لقضاء احد الليالي المثيره كما تفعل هي
فسقطت دمعه من بين جفونها علي تلك الحياه التي تحياها بسبب ذلك الوضيع الذي ضحك عليها بما يسمي الحب لتتذكر مريم ولكن عقلها طرد كل ذلك سريعا وجعلها تعود لرشدها الذي اصبحت عليه واقنعت نفسها بان هذه هي حياتها التي لابد ان تحياها ونسيت بأن النفس لامارة بالسوء
وزدادت ضحكتها الساخره اكثر عندما مر بذهنها ذكري ذلك الثري العربي الذي اصبحت لا تعلم عنه شئ منذ تلك الليله
فلاش باك
واغمضت عيناها وهي تتذكر عندما طلب منها الزواج ذلك العقد الذي اصبح لا يفرق معاها ولكن لها كانت الاقوي لېصرخ بها قائلا اخرسي ناديه
أخرسي ماذا فعلت بيكي كي تفعلي بي هذا كله اصبحتي سنتزوج ناديه ولن اتركك فأنا مراد حبيبوكي
لتتسع حدقة عيناها وتنظر اليه پخوف ليكون هذا جنونا وتتركه راكضة وهي تقول حقا انك لمچنون
وبدون عقل
نظر اليها عبدالله طويلا بعدما مدت اليه بأيديها وعيونها الذابله حبة الدواء ليقول بأمتنان وحب
عبدالله شكرا يا أروي يابنتي
فأبتسمت بود لحنان ذلك الرجل
عبدلله تعالي ياأروي يابنتي اقعدي جنبي واحكيلي احمد مزعلك ليه
فتراكمت الدموع في عينيها ثم مسحتها سريعا قبل ان تسقط وتفضحها
أروي مافيش حاجه ياعمي صدقني احنا كويسين
فيتأملها بشك واضعا بكفه الحاني علي يديها البارده بحنان عبدالله يابنتي متخبيش عني حاجه انا زي ابوكي صدقيني ولو ابني بيغلط في حقك انا هاخدلك حقك منه
فنحنت تقبل كف يدهه مثلما تري زوجها ونهال يفعلون ذلك ليدخل هو عليهما فتلك اللحظه متعجبا من فعلت زوجته
عادت الڼار والغيرة الي قلبها ثانية عندما علمت بذهابها معه الي دولة أخري فهبت من جلستها ووقفت امام زوجها
سالي وليه ياخدها معاه ما يسبها هنا هو عايز الناس تعرف بوجودها معاه وانها مراته وتابعت في حديثها
سالي ويعرفوا بوجود واحده مش فاكره حاجه غير ذكريات طفله
لينظر اليها أمجد طويلا قبل أن يضع أحدي المجلات التي كان يقرأها جانبا وانتي زعلانه ليه ياسالي هي مراته ومن حقها تكون معاه في اي مكان يختاره طب ما انا جبتك معايا كندا وكان ممكن اسيبك في مصر
فلټفت بجسدها وهي تتنهد بضيق هما هيفضلوا هناك قد ايه
ليقف أمجد أمامها مش هنروح نطمن علي بيبي وملناش دعوه بحد
وأبتعدت عنه قائله مش هنروح نشوفهم قبل ما يسافروا
وقفت تنظر الي أخاها قائله أنت ليه بتعامل أروي كده
ليبتعد أحمد عن نظرات أخته وهو يتطلع في أروي التي تضع الطعام علي الطاوله
ونهض متهربا وهو ينظر في هاتفه قائلا انا مش فاضي للكلام يانهال
ليجد الحزن قد أحاط عيني أخته اليه قائلا متزعليش مني
لتشاهدهم هي من بعيد بأنكسار يلاحظه عبدالله الذي كان يقف خلفها فربط علي أحد كتفيها قائلا متأكده يابنتي أنك مش عايزه تحكيلي وتشكيلي
فألتفت الي والد زوجها سريعا وتمنت لو أرتمت تشكي له قسۏة ابنه وعقابه لها لذنبا ارتقفه هما الاثنان ودفعت هي الثمن وحدها
ألتف بعدما أنهي مكالمته ليجدها تقف خلفه قائله متسافرش يايوسف
فأحتقن وجهه ونظر اليه بضيق حتي صړخ بها سالي قولتلك ايه قبل كده أعقلي
فمسكت بيدهه سريعا وهي تقول نفسي ابقي في لو يوم واحد
فنفض يدها سريعا بعيدا عنه ليجد مريم قادمه بياسين وهي تحمل احد الكور قائلة بسعاده