في قديم الزمان وسالف العصر والأوان عاش في البصرة تاجر توابل إسمه حبيب وكان له دكان صغير في السوق
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
في قديم الزمان وسالف العصر والأوان عاش في البصرة تاجر توابل إسمه حبيب وكان له دكان صغير في السوق ورثه عن أبيه ورغم ربحه القليل كان دائما يحمد الله أما أمه فلا تريد البقاء وحدها وتجلس معه تبيع وتشتري وفي المساء يقفلان الدكان ويحملان حاجتهما من خضار ودقيق وزيت ويعودان للدار وكانت النساء والبنات يحبون تلك المرأة ولذلك يأتونها للشراء ولما تكلمهن عن الزواج من إبنها فانهن يكتفين بالإبتسام ولم توافق أي منهن فلقد كان حبيب ولدا فقيرا وحتى الدار التي تركها له أبوه هي خربة ولم يكن له ولأمه النقود الكافية لإصلاح النوافذ وسد الشقوق وكم من مرة طلب منها الكف عن إحراجه أمام بنات الحي وإلا تركها في الدار لكن المسكينة كانت حزينة عل إبنها الذي كبر ولم يتزوج كغيره من الفتيان الذي هم في سنه وكان حبيب بارا بأمه ويخدمها وهي تدعو له دائما بالخير وأن يرزقه بإبنة الحلال أحد الأيام جاءته امرأة وقالت له لقد بعت لجارتي زنجيلا مرحيا طيب الرائحة ولقد أعطتني منه ولما وضعته في الطعام شفي زوجي من أوجاع معدته أما أنا فأشعر بأنني أحسن حالا وأصفى لونا .
هذه الفكرة من رأسك فإننا نجد بالكاد ما نأكله !!! لكنه بقي أياما وهو يجلس في ميناء البصرة يكلم التجار لعل أحدهم يحمله معه مقابل خدمته في هذه الرحلة الطويلة لكن تذرع الجميع بأن المراكب ممتلئة بالبضائع ولا يقدرون على إضافة شيئ لها جلس حبيب في ركن وأنشد
لماذا قسوتك
لا الفرح يضحكنا
ولا السعادة تعرفنا
نعيش لأنه كتب علينا العيش
وعلى الأديم مسعانا
و تحته مثوانا
فيا رب أرزقني
أنا وأمي وارحمنا
واغفر لنا ذنوبنا وخطايانا
كان أحد التجار واسمه عبد الصمد مارا قرب حبيب وسمع شعره فرق له قلبه وسأله عن سبب حزنه وبكائه فأخبره أنه يريد الذهاب إلى الوقواق لجلب نبتة
يربح منها في تجارته