راعي الغنم الصغير
انت في الصفحة 2 من صفحتين
لقد مرت سنتين على وفاتك و تسعة وعشرون يوم و أنا أكتب لك هذه الرسائل كنت أتمنى أن تتغير الأوضاع وأن يحن قلب زوجة أبي أو أن ينتبه أبي لمعانتي لا شيئ من هذا حصل فالمعاناة تزداد كل يوم أنني أختنق يا أماه.
أستحم كل يوم بالماء البارد ويتم حك جلدي بفرشة خشنة تستعمل لغسل الملابس والأسوء من هذا هو التفنن في معاقبتي والتلذذ بذلك كل يوم هربت عدة مرات لكنهم يجدونني ويتم إرجاعي إلى الچحيم أنام في الحضيرة كنوع من العقاپ يتم إرسالي لرعي الغنم باكرا دون إفطار لذا عليا أن أستيقظ ليلا لسړقة بعض الخبز وأثناء الرعي أمسك معزة ولود وانبطح تحتها ممسكا قطعة الخبز المسروقة ثم أفطر
لم تستطيع إمساك نفسها و بدأت يداها ترتجفان و هي تردد يا إلهي إنه سيقتل نفسه جسمها بالكامل بدأ يهتز و كأن زلزالا قويا ضړب بداخلها فأيقظ كل مشاعرها المېتة أحست أنها وباقي البشر بلا ضمير بلا روح أنانيون أحست بالقرف من نفسها لأنها وبخته بتلك الطريقة القاسېة بالطبع فقد زادت من معانته شعرت أن الرسالة موجهة إليها
على رأسها كانت تحاول أن تبدو كسيدة لطيفة وطيبة عكس
تلك التي وبخته وصلت
صباحا الى قبر ابنتها فبدأت تحدثها عما جرى للفتى المسكين فجأة ظهر في مرمى نظرها كانت مشيته الثقيلة تدل على أنه في حالة يأس تام فكرت بعدة طرق لتقرب منه
من أنت...
فأخبرته أنها من طرف أمه جاءت لتنقذه حينها ردد بفرح أمي ثم سقط كحمل وديع اغمي عليه فنقلته بسرعة بسيارتها الى المستشفى وقاموا بغسل جهازه الهضمي وتم إنقاذه فقامت بعد ذلك برفع دعوى ضد أهله على انهم السبب فيما حصل له و كانت الرسائل بمثابة دليل قاطع على سوء المعاملة التي تعرض لها الفتى تم الحكم لصالحها فربحت حق التكفل به حتى يصل سن الرشد أصبحت إمرأة أخرى أحبت أيامها وكأنها ولدت من جديد صفحت عن زوجها و ركزت على إعطاء سيف كل ما يحتاجه من رعاية و حب و اهتمام فكان لها عوضا جميلا على فقدان ابنتها
وكانت له الأم التي كان يناديها منذ عامين.