جاسر
تمدد على الأريكة أدهشها فعلته ولكن سرعان ما إرتخت ملامحها وحركت يدها إلى خصلاته القصيرة وأخذت تداعبها ثم همست ب حنو
إرتاح وأنا جنبك
شدد من إحتضانه وقالطول ما أنتي جنبي هرتاح
صف جاسر سيارته أمام بنايتها ليجد حرسه يقفون كما أمرهمإبتسم ب رضا ثم إتجه إلى مقعد صغيرته وساعدها على الترجل من السيارة
كان لازم يعني يا نادين تجي تعرفي روجيداطب مش لما نتأكد الأول
ثم تركته وصعدت تحت أنظاره المشدوهكان جاسر يتابع المشهد ب إستمتاه ليضحك قائلا
تعيش وتاخد غيرها يا برنس
حمل جلنار ثم أتجه إلى شقيقه وربت على منكبه وصعدبينما حك سامح مؤخرة رأسه وقال ب عدم تصديق
صعد وهو يضرب كف على أخر
أتت روجيدا على صوت الطرقات على باب منزلهاتأكدت من عقد الوشاح جيدا على عنقها
فتحت الباب لتجد نادين تقفز وتتعلق ب عنقهاثم هتفت ب مرح
روجيدا حبيبة
قلبي وحشاني يا بيبي
ضحكت روجيدا وضمتها ثم قالتوأنتي كمان يا نادو
نظرت إلى الباب وتساءلت
أنتي جاية لوحدك!
هتفت بها الصغيرة وهى تقفز من أحضان والدها لتركض إلى روجيداالتي إستقبلتها ب
قالها سامح ب مرح بعد أن صعدلتتسع إبتسامة روجيدا وهى تستقبله
أهلا يا سامحتعال إتفضل
رفع جاسر حاجبه ب عبث وهو يراها تتجاهلهبينما إبتسامته تتسع خبثا وهمس
حلو الإيشارب
نظرت له شزرا من طرف عيناها ولم ترد بينما تشدق سامح وهو يدلف
إبتسمت روجيدا وقالتيمكن
توجه سامح إلى نادين و طوق منكبيها إليه جاذبا إياه ثم تشدق ب نبرة حنونة
هكون أب قريب إن شاء الله
بجد!!!
صړخت بها روجيدا ب عدم تصديق وركضت يا حبيبتييارب يجيلنا ب السلامة
يارب يا روجي يارب
إبتسمت وقالتحيث كداالنهاردة هتتغدوا عندي
لتتحدث روجيدا ب إمتعاضبس أنا معزمتش جاسر
إرتفع حاجبيه ب شدة من وقاحتها إلا أنه إبتسم ب مكر وقال
أنا هنا عشان جوجو حبيبة بابا عاوزانيمش صح يا جوجو!
ركضت الصغيرة إلى أحضان والدتها وقالت ب رجاء طفولي
بليييييز يا ماميخلي بابي ياكل معانابليييييييز
أخذت الصغيرة تتوسلها ب عينان متسعتان ب براءة أجبرت روجيدا على الإنصياعصفقت جلنار ب سعادة ثم قالت
حاضر يا ست جوجو
تشدقت نادينأنا جاية أساعدكوا
تحدثت روجيدا ب صرامةتساعدي مينيلا يا ماما أقعدي إستريحيأنتي محتاجة راحة
كادت أن تتحدث ولكن روجيدا أشارت ب صرامةإبتسم جاسر ب حب ثم تحولت الإبتسامة إلى أخرى خبيثة وهو يقول
خلاص أنا أساعد
كادت أن تتذمر ولكن حماس طفلتها جعلها تبتلع تذمرهاإشتعلت غيظا وهى ترى جاسر يرمقها ب نظرات ذات مغذىلتتضيق عيناها ب ڠضب ثم دلفت إلى المطبخ
وضعت روجيدا جلنار على الطاولة وأخذت تتحرك حولها وجاسر يساعد ب عبثوقفت ب جانب طفلتها وأخذت تقوم ب تحضير السلطة
نظرت جلنار إلى الوشاح ب ضيق وقالت
مامي إقلعي البتاع دا مش حلو
إنتهت ثم قامت ب حله عن لتظهر العلامات الحمراءشهقت روجيدا وكادت أن تتحدث إلا نظرات جلنار إلى أوقفتها عن الحديث
هي الناموسة عضتك كتير يا مامي!
توترت روجيدا ونظرت إلى جاسر الذي ينظر إليها ب خبث ف أصابها الڠضب من خبثه وإنتظاره لردهالتعقد حاجبيها ب تحدي ثم قالت ب حنق
لا يا جوجو دي جاموسة مش ناموسة
وضعت الصغيرة يدها على فاها وقالت ب ضحكقصدك الجاموسة اللي بتجيب لبن!!
ضحكت روجيدا ملئ فاها وهى ترى تعابير وجهه تقلصت إلى الڠضب والحنقلتردف وهى تغمز له ب عينها ب إستفزاز
أيوة هي دي يا حبيبة مامي
إلتوى شدق جاسر ب إمتعاض ثم حدث نفسه قائلا ب تهكم
مبروك يا جاسر بقيت جاموسة بتجيب لبن
بعد مدة نظر جاسر إلى الصغيرة وتشدق
روحي يا جوجو أقعدي مع عمو سامح إتفرجي معاه على كارتون
طيب
قالتها الصغيرة ب حماس لينزلها جاسر عن الطاولةإتجه إلى روجيدا التي إنهمكت في طهو الطعام وهمس
امممبقى أنا بقيت جاموسةمش كدا!!
هزت رأسها
وبتجيب لبن
همس مرة أخرى
اممممدا رأيك
لم تتحدث روجيدا بل ظلت صامتة
وبلا أي مقدمات إبتعد عنها وأكمل طهو الطعامليتشدق جاسر ب جدية عابثة
الغلطة معايا بجونف متغلطيش كتير عشان بصراحة ھموت وأرجع ب الكاس
لم ترد روجيدا عليه بل ظلت ساكنة لا تتحركوهو يتحرك ب خفة حولها حتى إنتهى من طهي الطعام
بعد مدة
طويلةإنتهى الجميع من تناول الغذاء ومضى اليوم بين أحاديث و لهو ومشاكسات جاسر التي لا تنتهيوعند الذهاب وقف عند الباب وإنتظر هبوط سامح ونادين ليقترب من روجيدا ويهمس
إستني مفاجأتي
لوح لها ب إستفزاز ثم رحلصفعت الباب خلفه ب حدة ثم زفرت ب قنوطدلفت إلى غرفتها وبقى عقلها يفكر ما هي مفاجأة ذلك الجاسر!
بعد ثلاثة أيامبعد غروب الشمس ب مدة قليلةسمعت روجيدا طرقا على باب منزلهازفرت ب نفاذ صبر ثم نهضت وفتحت البابلتجد فتاة ما تقف أمامهاوقبل أن تتشدق روجيداهتفت الفتاه
جاسر بيه بعتلك الحاجة دي وهو مستنيكي
ورفعت لها حقيبة أخذتها منها روجيدا ب تعجبإبتسمت الفتاه وقالت
كمان بعتني أقعد مع جلنار
طب هو فين
رفعت الفتاه منكبها وقالتمعرفشأنا ليا دور وبقوم بيه
زفرت روجيدا ب حنق ثم إبتعدت لتدلف الفتاهأخرجت هاتفها لتجد رسالة بعثها إليها جاسر محتواها
متتأخريش عليا
لم تعلم أتبتسم أم تغضب!ولكن شيطان القلب سيطر عليها وإتبعت هواه
دلفت إلى غرفتها وأبدلت ثيابها إلى الثوب الذي أحضره جاسركان من الأعلى ضيق حتى الخصر من اللون الأحمرمزين ب فصوص الألماس المزيفةذراعاه ضيقان حتى المعصمثم ينسدل ب إتساع في طبقات عديدة من قماش التلقصير من الأمام حتى الركبةوطويل من الخلف ليكون ذيل طفيف على الأرضأسدلت خصلاتها الكستنائية في تموجات هادئةوتركت وجهها خالي من مساحيق التجميلعدا لتخفي العلامات التي بدأت تزول
هبطت الدرج بعد أن إطمأنت على طفلتها وتوصية الفتاه عدة توصياتتوجهت إلى الخارج لتجد سيارة سوداء تنتظرهافتح لها السائق الباب وإنحنى ب إحترامإبتسمت إليه روجيدا وصعدت السيارةتوجه إلى مقعد القيادة وتحرك بها
طوال الطريق وقلبها ك مراجل مشټعلة حماس وخوفأخذت تهدأ نفسها ب بضع كلمات حتى أفاقت على صوت السائق الذي أعلمها ب وصولهمهبطت من السيارةلتجد نفسها أمام إحدى المطاعم الراقية
دلفت إلى الداخل وقد إزدادت ضربات قلبهاكان المطعم خالي من روادهخالي من الطاولات عدا واحدة ب المنتصفكانت الأرضية مرصعة ب إضاءة بيضاء خاڤتةويتدلى من السقف إنارة زرقاء على شكل نجومالورود الحمراء متناثرة على الأرضية لتشكل لوحة فنية خالصة مع الأضاءة
تلألأت العبرات ب عينيها ثم إتجهت إلى الطاولةوجدت بطاقة حمراء موضوعة ب صحن أبيض كبيرأخذتها ثم فتحتها لتجد تلك العبارة
لذكرى زواج سابعةلم تزدادي بها إلا جمالا ولم أزداد أنا بها إلا عشقا
ضحكت ب حب وعيناها لا تتوقفان عن ذرف العبرات
إختفت الإضاءة فجأةلتظهر بعض المقاطع الخاصة بهم على أحد حوائط المطعممقطع كان يحوي على صور خاصة بهموأخر يحتوي على مشاهد مع صغيرته حيث صغيرته ب عمر الثلاث أعوام تجلس على الأرض وتأكل من عبوة الشيكولاتة ب يدها ف شاركها جاسر وبدآ يطعمان بعضهماوأخير يحوي الذكرى الثالثة لقولها بحبكحيث سافرا إلى تركيا وأعادا ذكرى ذلك اليوموتلاها صورا لها وهى كل هذاأطفأ العرض وصدحت موسيقى ناعمة وصوته الرخيم يهمس
كل سنة وأنت أجمل حاجة ف حياتيتقبلي ترقصي معايا!
ولم يدع لها مجالا للرد بل جذب يدها وبدأ يتمايل معهاوبدأت طقوسهم ب الرقصإذ يضع باطن يدها على صدره فوق فؤاده مباشرة ثم تتشابك أصابعه مع أصابعها يخشى فقدانها ويخشى أن تنسل من بين يديه ك الزئبقوهى بدورها تزداد في ضمھ لها
إنتهت الموسيقى وإنتهت رقصتهماإبتعد جاسر عنها همس جاسر
كنت غبي لما قولتلك نطلقكنت فاكر أنك هتكوني أحسن من غيريكنت فاكر أني هيعيش مرتاح وأنتي بعيدة بس أهم حاجة كويسةكنت فاكر إني هقدر ع البعدبس البعد غلبني إرجعيلي
ب الرغم
من تأثرها ب حديثهوب الرغم مما قاله إلا أنها هتفت ب عتاب
عيبك يا جاسر أنك بتعمل وتقول عشان مصلحتيمصلحتي معاكقولتلك إني مقدرش أبعد عنك ولا أقدر أعيش من غيركبس برضو بعدتقولتلك إني هقدر أسامحك على أي حاجة بس مع أول هفوة ليك إخترت أنك تهرب
هدر ب عڼفكنت خاېف أأذيكي ف وقت مكنتش متزن فيهالمفروض أكون أمان وحماية ليكيبس أنا رجعتك لنقطة الصفر تاني
هتفت ب جموداللي إكتشفته إن اللي بيريط بينا حبل دايبكل ما نربطه من حتة يتقطعالحبل أنا عافرت عشان أحافظ عليهبس أنت اللي كنت مصمم تقطعه
عمق جاسر نظراته وتجاهل هذا الحديث
ك سدا منيع ويتساءل ب صلابة
في حاجة يا حضرة الظابط!
تقدم منه الشرطي وقالمعانا أمر ب القبض عليك
الفصل السادس
عندما يعشق الرجل يغار وحينما يغار ېحترق العالم لغيرته...
رفع حاجبيه ب إستهجان وب نبرة ساخرة أردف
مسمعتش!
مطلوب القبض عليك يا جاسر بيه..ايه اللي مسمعتوش!...
جاءه هذا الصوت الساخر من مدخل القاعة..نظر جاسر إليه ب نظرات ساخرة ملغفة ب القتامة..بينما تقدم شريف منه ب خطوات واثقة وعيناه لا تتزحزح عن فريسته..نظرت روجيدا إلى القادم إليهم وقالت ب صدمة
شريف!
إلتفت إليها جاسر ب ڠضب ثم قال ب زمجرة مخيفة قولي اسمه تاني عشان أخليها حمام ...
إتسعت عيناها ب قوة ثم ما لبثت أن قالت ب ضيق
أنت ف إيه ولا ف إيه!
إتلهي أنتي التانية...
قالها ب نفاذ صبر وهو يستدير إلى الذي يقف علاماتي على رقاب الناس...
لم يفهم شريف معنى ما قاله ولكن جاسر شعر ب روجيدا تقرص ظهره ب غل..ضحك ليثير إستفزاز من أمامه..ليقول الأول ب قليل من الحدة
ممكن أفهم بتضحك ع إيه!
نظر له شزرا وقالعلى سذاجتك...
إحتقنت عينا شريف وكاد أن يرد ولكن جاسر مد يده وقال ب نبرة متصلبة
يلا يا سيادة الملازم حط الكلبشات ف إيدي..مش كنت هتستريح لما تشوفني كدا!..وأنا بقدملك دا على طبق من دهب...
بقى شريف يحدق به ب صدمة قبل أن يستوعب نفسه..ليخرج من جذعه أصفاد و وضعها ب يد جاسر..إبتسم الأول ب غرور وقال
متعرفش أد إيه المنظر دا ريحني
خرجت من فم جاسر ضحكة ساخرة وقالعاوزك ترتاح دلوقتي..عشان أنا هريحك خالص بعدين...
ثم دفعه جاسر من منكبه وتحرك أمامه..بقى الجميع ينظر ب صدمة ألجمت فاههم..وكان على رأسهم روجيدا..إلتفت إلى شريف الذي يحدق به ب بلاهة ليضحك ب صخب ثم قال ب برود ثلجي ممېت
هتفضل عندك كتير!..يلا يا راجل ورانا محضر عاوزين نقفله...
وأكمل سيره وسط الجموع الفاغرة فاها ب صدمة قاټلة...
نظر شريف إلى روجيدا التي بقت على حالها من الصدمة..تقدم منها ب حذر ف إنتبهت عليه ونظرت إليه ب تساؤل ليرد ب هدوء عصبي
جاسر إقتحم شقتي وضړبني وآآ...
قاطعته روجيدا ب سخريةوهو دا اللي خلاك تقبض عليه
أكيد لأ...
أنت أكيد إتجننت...
ثم تركته وركضت إلى الخارج..ف ناداها ب قوة
روجيدا إستني...
لاحظ جاسر تلك العينان الثعلبية التي تحدق بها ف إشتعلت عيناه ب