السبت 30 نوفمبر 2024

جبل العامري بقلم ندى حسن

انت في الصفحة 45 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

بعد أن تجيبه
في بيته
تغاضى عن فعلتها وأعطى لها الأمان وهو يكمل حديثه بجدية وحدة
كنتي بتخرجي إزاي
اخفضت يدها من على وجهها عندما وجدته لم يفعل لها شيء وقالت بخفوت
كنت بمشي الحرس اللي معايا
لم يطول الأمان الذي قدمه لها حيث أنه دفع برأسها في ظهر الفراش مرة أخرى لتخرج صرخاتها مع حديثه
كملي
انتحبت بكثرة ولم تعد ترى من كثرة البكاء وكثرة ضرباته لها يؤلمها رأسها بقوة مرة من صفعاته وأخرى من ضرباته لها في الفراش وأخرى من جذبه لها من خصلاتها پعنف دون رحمة خرج صوتها متقطع أثر البكاء الحاد
بس والله بعدين أنا كنت متغاظه من عاصم علشان مقرب من أخت زينة ومش باصص عليا أبدا ومحسسني إني أقل منها فبعدين جلال قالي أعمل كده علشان هو يلبسها وتجوزهولي
نظر إليها باستغراب وتركها عائدا للخلف يسألها بخشونة وغلظة
اجوزهولك إزاي وأنتي متجوزة جلال
قالت بصوت خاڤت لا تريد أن يصل إليه
ماهو طلقني وقطع الورقتين
قارب على النيل منها بعدما فارت عروقه أكثر مما كانت عليه يشعر لو أنه رجل مجرد من ملابسه متعري أمام أهل قرية شامتون به غضبه أعمى عيناه وأراد أن ېقتلها في الحال بعد أن تخطت كل مراحل الأدب أو حتى الاحترام لشقيقها ليس لأجل نفسها 
وقفت أمامه زينة في لمح البصر تتمسك بذراعيه الاثنين تتحدث بنبرة مرتجفة خوفا منه ولكن لن تستطيع أن تقف هكذا وهو يقوم بضربها بهذه الطريقة الۏحشية
جبل كفاية علشان خاطري دي حامل كلمها بهدوء
دفعها للخلف ناظرا إليها بقسۏة ضارية وقاټلة مجردا أمامها من هيبته واحترامه بعد فعلة شقيقته وهو الذي كان أمامها كبير الجميع من يخطأ يحاسب ومن يحاسب لا يخطأ
صړخ بوجهها پغضب جامح
قولتلك متدخليش سمعتي
أومأت برأسها وعادت للخلف خطوة فتقدم هو من شقيقته يهبط لمستوى جلوسها على الفراش سألها ناظرا إليها بشړ يخرج صوته كالفحيح
أنتي حامل ولا لأ يا بت
نظرت إليه پخوف شديد الكلمة وقفت على أعتاب فمها ولكنها لا تستطيع

أن تخرجها فإن قالت الحقيقة ستكون نهايتها ولكن على أي حال أجابته
لأ
انهال عليها بالضربات الموجعة ولم يشفق عليها أو يرق قلبه ناحيتها أنها هي من فعلت كل ذلك حتى أنها اتهمت نفسها بشيء بشع قالت أنها حامل وهي ليست كذلك كانت هي المتسببة في مقټل صديقه على يده بدون أي ذنب ارتكبه
كمان يا بت الكلب كنتي عايزة تلبسي الراجل مصېبة مش بتاعته لولا أخت زينة سمعتكم كان زماني قاتله
صړخت پعنف وهي تتلوى بين يده
ارحمني يا جبل
قابلها هو الآخر بصړاخ حاد مقهور على ما بدر منه وما حدث بينهم لأجل تلك الحقېرة التي باعت كل شيء فقط لأجل نفسها
هو أنتي تعرفي يعني ايه رحمة أنا لسه هوريكي
بقيت والدتها تقف تنظر عليها يرتسم الجمود على ملامحها تتابع ما يفعله ولدها وإن لم يكن يفعل ذلك لكانت فعلته هي ابنتها وضعت رأسهم في قاع الأرض يدهس عليها البشر هنا وإن خرج الخبر لن تكون سيدة الجزيرة ولن يكن ابنها كبيرهم بعد اليوم 
بينما زينة كانت خائڤة تريد القرب منها ومساعدتها ولكنها تخاف من بطشه عليها في هذه الحالة لا تضمن هدوءه من ناحيتها أو أي أحد تابع لها تنظر إليه پخوف شديد تشعر وكأن العالم قاسې إلى حد ما وهو قساوته بحجم العالم 
أبتعد عنها بعدما ڼزفت وجسدها هامد على الفراش يخرج منها أنين خاڤت لم تعد تقوى على الصړاخ لينظر جواره على الكومود يرى هاتفها مد يده ليأخذه بجيب بنطاله ثم أردف لوالدته بقسۏة
متخرجش من الاوضه ومحدش يجبلها أكل غير لما أنا أقول
أبتعد بنظرة إليها مرة أخرى ليقول بشراسة
كان زمانك مرمية في الجبل مش هنا دلوقتي زيك زي غيرك بس أنا لو عملت كده والخبر أتعرف هبقى عيل وسط أهل الجزيرة لكن أنا كفيل بيكي
بصق پعنف على وجهها وذهب خارجا من الغرفة پغضب وانفعال حاد جسده يشتعل بالنيران المتأهبة داخله بكثرة وكل شعوره لا ينم إلا عن الألم والحزن الڠضب والعصبية وما شابه ما حدث لم يكن هين أبدا عليه ولن يكن 
لأول مرة يشعر أنه صغير طوال حياته كان هو الكبير ذلك الشخص الذي لا يخطأ ولا يعود بحديث الكبير على الجميع صاحب الكلمة المسموعة والحكم المجاب تنفيذه دون الرجوع لأحد اليوم كسر ظهره وشعر بالعجز الشديد وهو يقف وحده أمام معالم الڤضيحة والاټهامات الموجهة نحو شقيقته منها وإليها 
لأول مرة يقف هكذا مسلوب الإرادة لا يستطيع وصف شعوره أو تحديده ولكن الشيء الوحيد المتأكد منه أنه كسر على يد شقيقته التي باعت عرضها وشرفها بأرخص الأتمان عرض جبل العامري وجزيرة العامري بأكملها المتأكد منه أنه يشعر بالڠضب تجاه نفسه لأنه كان المغفل وسط كل هذا ولم يدري أن شقيقته تعرف رجل وليس هكذا فقط بل متزوجه منه 
المتأكد منه أيضا أنه لا يستحق لقب الصداقة يأخذه من شخص مثل عاصم الذي أفداه كثيرا ووقف جواره أكثر اليوم هو باع كل هذا كما فعلت شقيقته مع عائلتها وأشترى الفتنة بينهم والعداوة وكذبه على الرغم من أنه صادق 
شعور بالعجز الشديد يجتاح كيانه بعدما ڤضح أمام نفسه ورأى أنه يخدع ببساطة من قبل شقيقته وذلك الحقېر جلال شعر بالحزن على نفسه لأنه ابتلع الطعم ولم يستطع كشفه سابقا وهو الذي يعلم كل شيء صغير وكبير يدور على الجزيرة هل عجز عن معرفة ما يدور داخل قصره
بقي جالسا على الفراش ينظر على الأرضية ليجدها أتت إلى الغرفة خلفه وأغلقت الباب تقدمت تجلس جواره لم يكن يستطيع أن يرفع رأسه لها فقد ضاعت هيبته وكرامته أمامها وما كان يهددها بفعله في شقيقتها قامت بفعله شقيقته يالا السخرية 
خرج صوتها بهدوء متقدمة بيدها إلى فخذه تضعها عليه
أنت كويس
مال برأسه على صدرها لا يدري لما وكيف فعلها ولكنه ربما يحتاج إلى ذلك يحتاج إلى من يحنو عليه ويقابل قسوته باللين وكرهه بالحب لن يجد أحد غيرها يميل بكسرته عليه ألا يحبها وأعترف بهذا إلى نفسه! ليس هناك غيرها تقابل كسرته وقسوته برحابة صدر حتى لو لم تحبه 
خرج صوته خاڤت بعدما صړخ كثيرا يفرغ بركان غضبه في الخارج هنا بدأ كطفل صغير تائه بين اروقه الحزن والمعاناة
حاسس إني مكسور مغلوب على أمري
وضع يده بالقوة يكمل مغمضا عيناه مسترسلا في الحديث بهدوء
فرح غلطت غلط كبير أوي تستاهل عليه القټل بس أنا مقدرش اقټلها تبقى أختي وزي بنتي
كان حديثه عفوي للغاية وكأن هناك من يسحبه منه يؤثر عليه حزنه وضعفه وكسرها ظهره بعد فعلة شقيقته يقول بأسى
حاسس إني عريان قدام الناس جبل العامري الكبير اللي كان بيحاسب على الغلط وقع هو فيه
اخفضت وجهها للأسفل تنظر إليه فلم ترى إلا خصلات شعره الظاهرة إليها ورأسه موضوعة على صدرها يقرب نفسه إليها مستغربة تماما مدهوشة بفعلته وحديثه الذي يلقيه عليها لأول مرة بضعف واڼهيار وكأن

جبل العامري وقع بأرضه 
حركت يدها بتردد ولكن لم تجد شيء تفعله إلا ذلك تحيطه بذراعيها لتقدم إليه الدعم في لحظة سقوطه فحتى لو كان غريب عنها لفعلت ذلك قالت بجدية
أنت مالكش ذنب في اللي حصل وبعدين كل الناس بتغلط وهي اتعاقبت بما فيه الكفاية
ضغط على عيناه بضراوة يوبخ نفسه لأنه لم يقوى على النيل منها بالطريقة المناسبة بل كان رحيم للغاية معها بعد فعلتها الدنيئة قال بصوت خاڤت تملئه القسۏة ثم الضعف
اللي خدته مني مش عقاپ هي تستاهل أكتر من كده بكتير بس أنا اللي مش قادر
شعرت بالقسۏة المكبوتة داخله وتذكرت ما ارتوته على يده فقالت مجفلة
متقساش أكتر من كده
شدد دون الشعور بها مما جعلها تتألم يقول بغلظة
هي اللي قسيت لما عملت فينا كده
تنهد بعمق مازال لا يدري كيف يتحدث معها بهذه الأريحية والبساطة مازال مغيب عن الواقع سقط القناع الذي كان يضغه على وجهه طيلة الوقت قائلا أنه ذئب لا يخشى أحد الآن هو طفل لا تراه إلا طفل صغير أضل الطريق يريد العودة إلى رفيق دربه ولا يستطيع 
خرج صوته بنبرة حزينة متوترة يلوم نفسه على ما فعله يندم على كل ما بدر منه
أنا مش عارف هقف قدام عاصم إزاي أنتي مش فاهمه علاقتنا دي ايه عاصم يبقى أخويا وقف في ضهري في كل حاجه قليلين كلام آه بس اللي في قلوبنا لبعض معروف
ضغط مرة أخرى عليها مټألما مما فعله يعلن أن نتيجته لن تروق له مهما حدث
خلتني اشك فيه وأنا متأكد أنه برئ دخلت الشك بينا وهو عزيز الكرامة مش هيوافق يفضل معايا تاني بعد اللي عملته فيه قدام الكل
تجعدت ملامح وجهها ألما بسبب كثرة ضغطه بقوة وقسۏة حاولت أن تحتويه وتحتوي الموقف وهي تقربه منها تفعل دورها كزوجة على أكمل وجه حتى وإن كانت العلاقة بينهم غير ذلك 
قالت بجدية تنظر إليه باستغراب
أتكلم معاه بهدوء ماهو مش معقول بردو كنت هتصدق صاحبك وأختك لأ
تألم أكثر بعد حديثها فهو كان على دراية تامة أنه ليس شخص كاذب عقب على حديثها بقوة
صاحبي مش بيكدب يا زينة وأنا كنت عارف كده
أومأت برأسها وحاولت بكلمات أخرى تخفف عنه
أكيد مش هيهون عليه اللي بينكم يا جبل
باغتها بحديثه الذي اخترق قلبها يهتف بيقين متهكما على ما قالته
أنتي نفسك هيجي يوم ويهون عليكي كل شيء تفتكري هو لأ
والله لا تدري لما خفق قلبها بهذه الطريقة عندما أتى الحديث ناحية الرحيل وتركه لا تدري لما ارتجفت فجأة وشعرت أنها تريد البقاء لأجل ذلك الطفل الذي ألقى نفسه داخل أحضانها تشعر بأن عليها إخراج القسۏة المزروعه به عنوة من داخله 
حاولت التبرير قائلة
قولتلك إني 
قاطع حديثها لأنه يعرف ما الذي ستقوله كما كل مرة لن تتركه وتترك الجزيرة تعتقد أنه غبي لا يفهم ما تريده فقط لأنه يجاريها
مش هتسيبيني عارف بس أنتي موجودة لغرض تاني غير جبل العامري أنا مش صغير يا زينة بس مع ذلك أنا مبسوط أننا بنتعامل أحسن من الأول
ربتت بيدها على ذراعه قائلة محاولة الهرب من محاصرته
هون على نفسك دلوقتي وخلي موضوعنا بعدين
زفر بهدوء يجيبها بنبرة حانية لم تستمع إليها من قبل أبدا تخرج من بين شفتيه
موضوعنا دلوقتي وبعدين وفي كل وقت
حاولت الفرار مرة أخرى من الحديث عنهم يبدو أنه الآن في حالة لن تتكرر عليهم مرة أخرى
هتعمل ايه طيب مع عاصم
ألمه قلبه وهو يقول بحزن طاغي
مش هعرف أقف في وشه
اعتدل في جلسته يعود للخلف على الفراش يتمدد عليه ناظرا إليها ثم
44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 58 صفحات