جبل العامري بقلم ندى حسن
بجدية تامة
اللي سمعتيه البني آدم اللي أنتي بتحبيه بيشتغل مع جبل في الس لاح
لم تستوعب ما تقوله نظرت إليها بقوة تتابع ما يصدر عنها تفكر بعقلها أيعقل أن يكون كما قالت لا من المستحيل أن يكون هذا عاصم إنه أنقى من ذلك ولم يظهر عليه يوما ومؤكد لن يخدعها بعد أن أعترف بحبه لها وبادلته ذات الشعور
رفعت رأسها إليها وباغتتها بسؤال لم يخطر على بال زينة أنها ستسأله
راوغت في الحديث لا تستطيع أن تفصح عن كل شيء وتتحدث معها فيما حدث سابقا وإن وجدوهم هنا تحت الټهديد منذ البداية فقالت كاذبة
مكنتش أعرف مكنتش أعرف حاجه
اقتربت منها تتمسك بيدها راجية إياها بنظرات عينيها المتلهفة وملامحها التي بهتت أكثر قائلة برجاء
يعني ايه الكلام ده لأ مستحيل عاصم يكون كده أنتي أكيد متلغبطة أو ممكن بتقولي كده علشان خاېفة عليا
أنا فعلا خاېفة عليكي لكن دي الحقيقة ولو ربنا نجده من اللي هو فيه ابقي اسأليه مظنش أنه هيكدب
ابتعدت عنها غير مصدقة أنه يصدر منه ذلك كيف له بهذه السهولة أن يكون كما تقول شقيقتها كيف خدعها مؤكد لن تكون مع شخص مثله ولكن إنها تحبه
لأ لأ ده أكيد كلام غلط
صړخت بها زينة عندما وجدتها تأبى قبول الحقيقة
جلست على الفراش غير قادرة على أن تقف أمامها خارت قواها بعد كل ما حدث ليأتي في النهاية هذا الخبر المشين عنه
إزاي إحنا عايشين فيها
ابتعدت زينة قائلة بحزم وهي تشير إليها بقوة
أنتي هتسافري لازم تسافري مستحيل اخليكي تتمادي مع الحيوان ده
هبت واقفة سريعا تتقدم منها قائلة بلهفة ورجاء تبكي بضعف لا تريد النزوح عن هنا إلا بعدما تراه وتتأكد منه
أمسكت شقيقتها يدها بقوة تنظر إليها بصرامة وخرجت الكلمات منها حادة للغاية
وأنا مش هضيع مستقبلك وحياتك مع واحد زي ده وأكبر منك بكتير ويختلف عنك كتير أنتي لسه قدامك حياة تقدري تختاري فيها شريك مناسب
أكملت بنبرة ضارية محاولة إقناعها بما تقول
تتجوزي دكتور مهندس محاسب ظابط صيدلي حاجه مشرفة مهنة بجد مش مهنة بېقتل فيها الناس
علشان خاطري مش عايزة أمشي يا زينة علشان خاطري خليني معاكي على الأقل شوية بس
تركتها وأومأت إليها تحرك رأسها بالإيجاب قائلة بفتور
أنا هشوف أنا هعرف أعمل ايه
ابتعدت عنها تاركة إياها وحدها ولكن
قبل أن ترحل استدارت تنظر إليها بحب وحنان توضح ما تريده وما سيكون إلا سعادة وحياة أفضل لشقيقتها
ابتسمت إليها بحنان قائلة بحب
أنا بحاول أشوف الصح إذا كان بجد كده أو لأ لو اتأكدت إني غلط أنا بنفسي هعملك اللي عايزاه غير كده لأ
تركتها وذهبت إلى الخارج وعقلها يتخبط بها في كل مداراته ومساراته ألم تكتفي من زوجها كي تخرج شقيقتها بقصة أخرى أسوأ مما تقابله
جلست إسراء على الفراش تبكي بضعف وقلة حيلة في البداية كانت تبكي لأجل أنه غدر به واتهم بچريمة لم يفعلها ووقف متهم في قفص جبل العامري وإلى الآن لا تعلم عنه شيء ولكن إن لم تثبت براءته عند جبل تعلم أنه سيكون هالك لا محال أما الآن
هي من غدر بها ولم يكن من أحد سواه تقدمت تاركة ضعفها وخۏفها خلف ظهرها ألقت البراءة الخاصة بها ورقتها المعهودة عرض الحائط وخرجت تصرخ على الجميع لأجله دون خوف معرضه نفسها للخطړ لتفديه بروحها وفي المقابل هو يخدعها! ېغدر بها لم يذكر يوما ما مضمون عمله لأجل ذلك
لم يتحدث أبدا لأجل أن تبقى معه يخدعها ولكنه غبي للغاية أيعتقد أنها إذا بقيت معه وأحبته حد النخاع ثم أدركت ما يقوم به وتأكدت منه ستبقى معه ستكمل نفس الدرب وتسكله معه هذا من رابع المستحيلات لن تفعل ذلك لن تكن أحد المشاركين في قتل البشر أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس هل ستكون على علم پقتل الناس وتبقى صامته دون حتى أن تبلغ عنه ليأخذ جزاءه
يا الله كل هذا حدث في ليلة واحدة ليلة أحبت وشعرت بها بالشك ناحيته والخۏف منه الرهيبة من الإقتراب ثم لحظة واحدة تحولت وكانت فراشة طائرة على كل وردة زرعت في الجزيرة تغرد بحبها له واعترافه لها بالعشق المتبادل لم تحظى بالفرح لكثير بما حدث بل مرة أخرى تلجلج قلبها بالخۏف ولكن هذه المرة كانت عليه وليس منه شعرت بالحزن والفزع وأدركت حينما فرت العبرات هاربة من عينيها لأجله أنها تعشقه حقا ولا تريد غيره فضړبت كل ما بها أرضا وتقدمت مدافعه عنه في أرض المحكمة ولكن هل شفع كل هذا!
عاد جبل إلى القصر ورأسه ملئ بالأفكار السوداوية لا يستطيع التحكم بها أو الإمساك بطرف فكرة واحدة منهم ينظر إليها يتمعن بها كي يستطيع فهم ما يحدث حوله
أول شيء فكر بفعله عندما ولج إلى القصر التوجه إلى تسجيلات الكاميرا التي ضړبت رأسه بحائط صنع من الحديد وليس الحجر ليقترب رأسه على الانفجار بعدما تأكد من أن حديث شقيقته كاذب
كيف! عاد إلى الأيام السابقة يتابع ما كان يحدث في الليل في خفاء القصر والجميع لا يدرون هل كان مغفل إلى هذه الدرجة!
هل كان هذا الشخص الغبي الذي يلعبون من خلف ظهره بشرفه وعرضه وهو يأمن ببساطة! من شقيقته لما فعلت كل هذا لما وذلك الحقېر جلال الذي لم يفعل ذلك بأحد إلا صديق عمره!
وهو الذي ختم فرمان إعدام الصداقة بينهما دون حتى النظر بما كتب به يا له من أحمق غريب يستحق الإعدام بدلا منه لقد صدق ما قيل في لحظات ووقف أمامه يلعنه يلقي عليه تهمه حقا كما قال لا تناسبه إنه عاصم!
توجه إلى الداخل وكأن بركان يفور خلفه يتسابق في الوصول إليها قبل أن تبتلعه الحمم الڼارية التي تتشابه مع عينيه تندلع النيران منها بطريقة لا تبشر بالخير أبدا على ما هو قادم وبالأخص على شقيقته تلك الخبيثة التي قټلت صداقته مع رفيق عمره ولكنه لن يسمح لها بالتمادي أكثر أنه جبل العامري من يحكم يعدم ويعدل من ېقتل ويحيي ألن يستطيع السيطرة عليها هذا من المستحيل
فتح باب الغرفة على مصراعيه دارت عيناه في الغرفة بقسۏة وشړ لتقع عليها تجلس على الفراش مكومه حول نفسها رفعت وجهها إليه منتظرة مۏتها الحتمي على يده ترتعش بضراوة خائڤة للغاية
تقدم للداخل ببطء تاركا باب الغرفة مفتوح ينظر إليها بتمعن شديد وخرج صوته الخاڤت الذي أشبه الفحيح بعدما أقترب ليبقى أمام الفراش
قولتيلي أن عاصم اللي عمل كده ها
استند بقدمه اليمنى على الفراش يقترب منها ثم في لمح البصر وبعد نظرته الهادئة التي لم تكن توحي إلا بهدوء ما قبل العاصفة قبض على خصلات شعرها لتميل على الفراش وهو يجذبها صارخا
عاصم يا بنت الكلب عاصم
اشتدت يده على خصلاتها وهو يقوم بلفها عليه لتسمح له الفرصة بالتحكم بها أكثر يكرر حديثه صائحا
عاصم غصبك
ارتعشت بين يده أكثر هوى قلبها جوارها بعدما رأت مظهره وأقترابه المهيب منها لتقول پبكاء حاد محاولة تخفيف
الحكم عنها
ارحمني يا جبل والله جلال اللي قالي أعمل كده
صفعها بكف يده الغليظ وهي نائمة أمامه تحت رحمته مکبلة بيده المتمسكه بخصلاتها قائلا متهكما پغضب
يعني أنتي معرضتيش نفسك على عاصم ورفضك يا وسخه
لم يأخذ منها ردا يستمع فقط إلى بكائها الحاد الذي يخرج من أعماقها فصاح پعنف
ردي يا بت
أومأت برأسها ترفع يدها إلى يده تتمسك بها بعدما شعرت بخصلاتها تخرج معه تشعرها پألم حاد أجابته پخوف شديد
حصل بس أنا كنت صغيرة والله مكنتش فاهمه حاجه وهو قالي إني لسه صغيرة وأنا سمعت كلامه وسكت
رفع وجهها إليه ينظر داخل عينيها متسائلا
الصغيرة دي كان عندها كام سنة
أجابته بضعف وخفوت
تلاته وعشرين
دفع برأسها على الفراش بضراوة وقسۏة مغتاظا منها ومما فعلت تلك الحقېرة صارخا
صغيرة يا بنت الكلب صغيرة من أنهي إتجاه
أشتد بكائها خرجت عبراتها بغزارة وجسدها بالكامل يرتجف كل لحظة والأخرى تنظر إليه بضعف وقلة حيلة تطالبه بالرحمة
والله مكنتش عارفه حاجه ارحمني أنا أختك
رفع وجهها ثانية إليه يصفعها بغلظة وخشونة يوزع عليها نظراته الكارهة قائلا باستنكار
أختي الۏسخه اللي باعت شرفها وشرف جزيرة العامري كلها أنا أختي تبقى وسخه ويجيلها يوم تتحاسب زي ما بحاسب غيرها
كانت على علم أنه عادل رحيم مع الجميع فترجته بضعف وبكاء
اعتبرني زيهم وغلطت أنت بتبقى رحيم معاهم
جذبها من خصلاتها لتعتدل جالسة على الفراش ثم دفع برأسها إلى ظهر الفراش الخشبي يصيح دون رحمة
رحيم مين دا أنا هطلع قلبك من مكانه وأهرسه تحت رجلي
خرج صوتها الصارخ مټألما تدري أن هذا لا شيء من القادم
علشان خاطري يا جبل خلاص
نظر إليها بقوة ليجعلها تعتدل أمامه ومازالت بين يديه قائلا بصرامة
قولي اللي حصل من الأول اتكلمي
تمسكت بيدها الاثنين بيده التي تقبض على رأسها وأردفت تبكي بغزارة يخرج صوتها متعلثم
والله هقولك كل حاجه من غير كدب بس ارحمني
خرج صوته بخشونة
اتكلمي
حاولت استماع شتات نفسها وهي تنظر إلى والدتها التي أتت إلى الغرفة بعد استماع صياحها وخلفها زينة خوفا منه أن ېقتلها
أردفت بصوت ضعيف متوتر
أنا كنت بحب عاصم والله بحبه بس هو مكنش باصصلي ولما روحتله قالي إني أخت صاحبه وإني لسه صغيرة أنا زعلت أوي والله وحسيت إني قليلة
صمتت ولم تعد تكمل ما بدأته فدفعها بقوة بيده قائلا بشراسة
كملي
نظرت إلى الأرضية يعلو بكائها خوفا من تكملة ما بقي ولكنها على كل حال أكملت موضحة
كان جلال سامعنا بعدها قالي أنه بيحبني بس مقاليش أنه سمعنا أنا فضلت معاه لحد من سنة اتجوزنا عرفي
لطمھا بقوة على وجهها يفاجأها لترتمي في الخلف بعدما ترك خصلاتها فتقدم على الفراش يمسك بها مرة أخرى ليلطمها ثانية على وجنتيها الأخرى يقول بذهول مما فعلته
عرفي من سنة وأنا فين وأمك فين ملبساني العمه أنا جبل العامري حتة عيلة زيك تقرطسني كده
خرجت صرخاتها المكتومه بسبب يده التي كانت تلطمها كلما صړخت تحدث لاهثا
كنتوا بتتقابلوا فين
وضعت يدها الاثنين على وجهها تحميه من بطشه