رواية الضرائر الثلاثة
لم يتمالك الطاغي نفسه مما رآه في تلك اللحظة. فكانت ردة إنفعاله غير متوقعة عن اي اب يرى مولوده الذي إنتظره منذ مدة طويلة ناهيك عن جنسه او تكوين بنيته. بل امر القابلة ان تأخذ الطفلة من يديه فهي ليست بإبنته كما صرح بذلك جهرا عدة مرات وهو يعيد كلامه. .. ثم بدأ يشتم افنان وهي لاتعلم حتى تلك اللحظة ما انجبته للتو . فهي لاتظل غائبة عن الوعي. وبما ان الفا.جعة كانت كبيرة على البيداء ومثاني فهما نسيا ان يوقظا افنان ومن ايقظها هو نفسه ولا غيره الطا.غي تحت نوبة من الص،ـراخ الهستيري وشتم افنان انها لاتصلح ان تنجب اطفالا . مدعيا ان رحمها به مس من شي.طان معاق . وتوعد انه لن يخوض تجربة ان تحمل منه مجددا. فاطفاله الذين سيأتون من صلبه لن يكونوا سوى صبيان اقوياء كوالدهم.
ولكن الطاغي لم ينته امره بالسب والشتم فقط. .بل وصل إلى ابعد حد من القسوة واللؤم. إذ طلب من القابلة ان تحتفظ بالمولودة عندها وان لا تعطيها لأفنان وتتبعه خارج الغرفة.
اغلق الطاغي الباب من ورائه بالمفتاح. حتى لايقوم احد بلحاقه وإزعاجه. ثم اختلى بالقابلة مثاني في مكتبه عندها اخرج صرة بها نقودا ذهبية من الدرج وطلب منها ان تأخذ الطفلة وترحل بها بعيدا عن القرية التي يقيم بها…
صعقت مثاني من طلب الطاغي لها. وعندما إحتجت محاولة رفض طلبه. حينها امسك الطا.غي بقبضة من يده عنقها لتعود ادراجها للخلف ولولا الحائط لما زلت قدمها وسقطت هي والطفلة الرضيعة معها أثناءها اصبح يضغط عليها بقوة ويهددها ان تسمع كلامه. وان لم تنفذ طلبه واشتم رائحة وجودها بالقرية. سيتخلص منها ويخرج روحها دون رحمة منه او شفقة… كما حذرها ان يكون هذا سرا بينه وبينها. ولا احد يعلم ان هذه الفتاة تكون ابنته مهما كان.
كادت القابلة مثاني تنقطع انفاسها لولا انسحاب الطاغي قبضته من عنقها في الوقت المناسب..