رواية علي اوتار قلبي
ساب الفوطة على السرير ونزل المطبخ وعمل فنجان قهوة وفضل واقف قدامها بيقلبها وهو بيقول لنفسه بخفوت: كان لازم يعني أقولها إني عاوزها تروح معايا.. في الآخر الهانم رفضت أصلًا وكان شكلي كوتشي
طفى على القهوة وهو بيشمها ومُبتسم وصبها في الفنجان وأخد فونُه وطلع على أوضته من تاني
قعد على السرير ومسك موبايلُه لقى رسالــة من وتـر، فـ إبتسم وبعدين كـ"شر لما إفتكر إنها مرضتش تروح معاه، فـ مسك فنجان القهوة بتاعُه ومسك فونُه وفتح الرسالة
وتر:
" فخر نمت ولا لسة؟؟ "
كتب بتنهيدة وهو رافع حاجبُه:
" هو الهانم مش مرضتش تروح معايا ! يخُصِك في إية بقى نومي يا وتر؟؟ "
" وتر ":
" أنا عارفة إن المفروض كنت أروح معاك بس سميحة ونعيمة محتاجيني أوي خصوصًا إننا في أيام صعبة عليهم.. بالذات سميحة هي متوترة وأعصابها با"يـظة يا فخر..
دة غير إن وجودي جمبك مش هيفرق، أة إحنا في ظروف مش كويسة بالنسبة لك وبالنسبة لي.. بس أنت معاك باباك..
وبعدين يا فخر أنت مش بتحبني ولا بتطـ"يقني وأنا..
{ حركت عيونها بتوتر وبعدين كتبت وهي بتاخُد نفس عميق }
وأنا كذلك.. فـ أكيد وجودي جمبك ممكن يضايقك أو يقفلك يا فخر... وبعدين أنا في الأول وفي الآخر بردُه أكون
{ هِنا حست إن قلبها بيدق بطريقة مش طبيعية.. وحاسة إنها بتو"جع في نفسها وروحها... ومع كل حرف بتدو"سُه حست إنها بتدو"س على فُؤادهــا إلي بيعشق فخر }
أنا أكون أخت شجن.. { بلعت ريقها وهي بتحاول تسيطر على دموعها وكتبت بقهر"ة }
إلي في الأول وفي الآخر كانت حبيبتك إلي خا"نتك.. عشان كدة إحنا نهاية حكايتنا دي معروفة.. كل واحد فينا هيروح لحالُه بعد ما نطـ"لق.. "
بعتت الرسالة أما عن فخر فـ كان طول فترة كتابة الرسالة مش قاعد على بعضه وعاوز يعرف هي كتبت إية..
لحد ما جالُه إشعار فـ فتح الرسالة بلهفة وإبتسامة وهو مُتخيلها مُبتسمة وهي بتكتب لُه.. لكن إبتسامتُه إخـ"تفت تدريجيًا وهو بيقرأ الرسالة وكشـ"ر وملامحه كان
ت بتتأ"زم أكتر مع كل كلمة هو بيقرأها منها !!
فـ كتب بغيـ"ظ منها وهو حاسس بإ"عصار جواه وساب فنجان القهوة بتاعُه جمبُه:
" فخر ":
" أنتِ بتتكلمي بجد؟؟ فاكرة إني مش بطيقك بجد !! وتر أنا سري معاكِ.. أنا ضعـ"فت وعيطت قُصادك.. وتر أنتِ الوحيدة إلي كنتِ جمبي في حُزني إلي فات..
لو فاكرة إن وجودك جمبي ملوش معنى وبيأ"ذيني
{ إتنهد بحر"ارة وكتب بثقة }
بالعكس.. أنتِ الشخص الوحيد إلي قادر يخرجني من همي وحُزني...
{ أخد نفس عميق وكمل كتابة وهو حاسس إن مشاعره كلها متلغبطة }
أنا عمري ما فكرت في نهاية علاقتنا دي.. وتر أنا إتجوزتك في البداية بدون علمي، ولتاني مرة عشان الفضيـ"حة..
وأنتِ في الحالتين عشان تحمـ"ينا من الفضا"يح وكلام الناس..
بس يمكن تجمعنا دة بترتيب من القدر.. يمكن في أسباب تانية لوجودي معاكِ ؟
أنا بفكر كل يوم لية إحنا؟ لية أنا ولية أنتِ؟
يمكن كل دة حصل عشان يشيل فكرة إني شخص متكـ"بر من دماغك.. ويشيل نفو"رك مني وكُر"هك ليا من قلبك !
أنا حاسس إن في سبب أكبر مني ومنك عشان نتجمع..
وتر..
{ إتنهد بحر"ارة وكتب }
حتى لو نهاية علاقتنا الطلا"ق.. صدقيني هنفضل صُحاب كويسين رغم إني مش بتعرف بفكرة ولد وبنت صحاب دي..
بس أنتِ أكتر حد أنا برتاح معاه ومش مستعد أخسـ"رك تحت أي سبب من الأسباب.. وأنا مش بشوفك أخت شجن خالص يا وتر..
{ إبتسم في اللحظة دي وأخد رشفة من قهوتُه وكتب }
بكرة لما نتقابل هقولك أنا بشوفك إزاي.. بس تأكدي إني بشوفك بشكل غير أي حد.. بشوفك بنت مُميزة جدًا جدًا
تستحق حد مُميز زيها بجد..
إتنهد بحر"ارة وضاف لرسالتُه إيموچي قلب أزرق، بعدين بص للإيموچي بإعترا"ض وغمـ"ز وقال بحماس: لا خليه قلب أحمر.. ويا ريت لو بيرفرف بقى
وضاف إيموچي قلب أحمر بيرفرف.. زي حالة قلبُه تمام لما بيشوفها، ودا*س إرسال..
وتر شافت إشعار الرسالة من برة من غير ما تفتحها بعيونها إلي مليانة دموع ومسكت الفون بتوتر وهي بتقول بلو"م: حرا"م عليا.. كلامي كان زي الحجـ"ر.. الله أعلم هو كتب لي إية دلوقتي بقى..
فتحت وتر الرسالة وهي مغمضة عيونها وبعدين فتحتها، لكن أول ما وقعت عيونها على القلب الأحمر برقت بصد@مة وفي إبتسامة بريئة زينت وشها القمحي بالتدريج.. وسط دموعها..
رغم كل شيء وأي شيء كلام فخر ليها قادر يحـ"ييها، فضلت تقرأ الكلام وهي حاسة إن روحها خفيفة.. حاسة إنها فراشة..
وتر بتو"هان وهي سرحانة في كلامُه: يــاه يا فخر.. قد إية كلامك جميل وحنين زيك..
فجأة لقت إيدها رغم عنها وبأمر من قلبها بتكتب بهيا"م وعشق:
" وتر ":
" ممكن أقولك بحبك؟ لا بعشقك.. لا بدوب في عيونك البُني إلي يشبهوا لون القهوة..
بحب كل تفاصيلك يا باشا.. إبتسامتك وغمازاتك..
من أول يوم شوفتك فيه وأنا بحبك يا فخر..
فخر أنا مش ناسية أول مرة تحضني فيها، تنـ"قذني فيها، تخاف عليا.. تديني أمــان العالم كله.. طول عمري بحس إني بنت الملـ"جأ.. وبنت روحية لسليمان باشا..
طول عمري كدة يا فخر
{ دموعها نزلت رغم ذلك كانت لسة مُبتسمة وكتبت }
بنت مُز"يفة..
زوجة مُز"يفة..
حتى حُبي ليك كان بيني وبين روحي وبس..
كل شيء جوايا وحيد وخايف.. ماعدا قلبي يا فخر.. طول ما أنت جمبي بيبقى أقوى ما فيا وبيديني قوة غريبة و....
فاقت وتر فجأة من سر"حانها وقالت بصد@مة: أنا بعمل إية !! يالهــ"ــوي !! أنا مُغيـ"بة..
مسحت وتر كل إلي كتبتُه وهي حاسة إن وشها بقى قا"يد زي الجمـ"ر من توترها وصدمتها..
أما فخر كان متحمس عاوز يعرف كتبت إية؟؟ وهو بيتخيل إنها بتكتب فيه شعر..
لكنه فجأة لقى رسالة صدمتُه منها، بدأ قرأتها بلهفة:
تصبح على خير !
كمل بصد@مة:
نام كويس عشان عندنا مشاوير !
وبعدين عيونُه إتسعت وكمل بقر"ف:
ولازم نروح نزور مرات عم محمود وعيالها بكرة بعد المغرب كدة أو قبل عادي..
بربش فخر بعيونُه بغيـ"ظ وقفل فونُه وقام كب القهوة في كوباية الماية ونام بتعب.. وهو بيفتكر رسايل وتر وبيتجـ"نن منها..
أما وتر كانت دا"فنة وشها في المخدة ومش قادرة تبطل تفكير في كلامه..
........ #هنا_سلامة.
دخلت شجن السوق الساعة 12 الضهر بعد ما ساقت ساعات عديدة..
وبكل إجها"د قربت من ست بتبيع عبايات وجلاليب وقالت: يا ستي بالله ناوليني جلبية تكون حلوة
الست بإبتسامة: حاضر يا حلوة
وجابت لها جلابية سودة في بنفسجي، أخدتها شجن وحاسبت عليها وراحت لبستها فوق هدومها.. وفردت شعرها ور"فعت الجلابية شوية وهي بتفتح شنطة العربية وأخدت سلا"ح أسامة في البنطلون الچينس بتاعها ونزلت الجلابية..
وركبت عربيتها وإنطلقت على بيت عم محمود
....
تهاني كانت قاعدة في أوضتها قافلة على نفسها وتعبانة من أحداث عزا"ء أبوها.. لحد ما لقت أمها بترحب بحد، وبعدها بشوية دخلت فوزية ـ مرات عم محمود ـ وقالت بأمر: قومي يا بت يا تهاني سلمي على الضيفة وإعملي لها فنجان بُن سادة
تهاني بتعب: حاضر ياما حاضر
ولبست تهاني وأمها طلعت برة، فـ قالت شجن بخُبـ"ث: والله ما لُه لازمة التعب دة كُلُه
فوزية بإعترا"ض: لا إزاي.. دة أقل واجب يا ست مُنى
دخلت تهاني المطبخ وعملت القهوة وهي سرحانة.. جواها مليون سؤال..
" أبويا ما"ت لية؟ طب كان هيـ"قـ"تل مين؟؟ طب أنا وأمي هنصرف منين؟؟ ومنين هجيب فلوس؟؟ ويا ترا نهاية إلي إحنا فيه دة إية؟؟ "
وطلعت بالقهوة وهي بتقول بحُزن: السلام العليكم ورحمة الله وبركاته
شجن رفعت حاحبها وقامت وهي بتجيب القهوة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتُه يا تهاني
تهاني رفعت عيونها بصد@مة ليها.. وقالت بخوف: أنتِ !!
فوزية بإستغراب وتهاني جسمها بيتـ"هز من الخوف: مالك يا بت؟ جتتك إتلبـ"شت كدة لية؟؟ دي الست مُنى قريبة أبوكِ الله يرحمُه
شجن إبتسمت وهي بتر"فع عبايتها وتهاني بتقول بخوف: لا ياما.. دي الست شجن إلي حر"قت إيدي بالشـ"مع.. دي صاحبة قصر سليمان باشا وبنتُه
فوزية بصد@مة: يا ندا"مة !! مش بيقولوا إنك هر"بانة ولا مقتو"لة !! وبعدين إزاي بطنك كدة وأنتِ هر"بانة يوم فرحك !! يا...
قاطعتها شجن فجأة وهي بترفع السلا"ح على تهاني وقالت بتهد"يد: أنا قصداكم في مصلـ"حتين.. واحدة من تهاني لإنها الوحيدة إلي تقدر تدخل القصر كخدا"مة
وبعدين وجهت السلا"ح في وش فوزية وقالت بتو"عُد: وواحدة منك يا فوزية.. وإلا
قاطعتها تهاني بثقة وقالت: وأنا مش هخد"م واحدة زيك ومش هخاف منـ.... آآةةةة !!
صر"خت تهاني لما شجن...................
تهاني بإبتسامة با"ردة وثقة: لا يا شجن هانم، أنا مش هساعدك ولا هخد"مك في حاجة و... آآة !!!
صر"خت فجأة بآ"لم لما شجن بكل جبرو"ت وثقة ضر"بها طلـ"قة في رجلها.. و"قعت تهاني على الأرض ورجلها بتنز"ف.. فـ جريت فوزية عليها وقالت بدموع وصـ"عقة نزلت عليها وإحـ"تلت جسمها: بنتي !! بنتي
فضلت تحضن فيها وشجن قعدت على كرسي السُفرة قدامهم وهي مُبتسمة ببرود.. فـ قالت فوزية بخوف وتهاني بتصر"خ من آ"لمها: أنتِ عاوزة مني ومن بنتي إية؟؟ إية يا شيخة.. مش كفاية ضيعـ"توا راجلي وجوزي.. كمان عاوزة تضـ"ـيعي بنتي وتسـ"تغليها !!
شجن بهدوء ر"عبهم: طيب بس خليها تخر"س.. عشان مسكتهاش أنا
فوزية بعصبية رغم خوفها الداخلي من أفعال ونبرة صوت شجن: إية؟؟ عاوزة تضر"بي البت رصا"صل ومتقولشي أي !!
كانت لسة تهاني بتصر"خ بآ"لم.. فـ قالت شجن بنبرة تنـ"بيه وكإنها بتحذ"رهم للمرة الأخيرة قبل ما تاخد أي رد فعل: بقولك سكـ"ـتيها !!
خافت تهاني وعيونها راغت بالدموع، فـ مسكت طرحة فوزية وحطتها في بوقها وهي بتحاول تكتـ"م صر"يخها جواها.. رغم نز"يف رجلها ونز"يف عيونها بدمـوع نا"ريـة.. تكاد تشـ"عل خوف أي حد..
فـ قالت شجن بإبتسامة وهي بتلعب في خُصُلات شعرها: كدة بقى نتكلم ونتفق على رواق.. بس الأول نعالج العسلية تهاني..
دورت بعيونها بعشوا"ئية على مكان المطبخ لحد ما لقتُه فـ دخلت ببرود وسخـ"نت سكـ@،ـينة على البا"جور لحد ما بقى لون السكـ"ينة أحمر.. طفت النا"ر وقبل ما تطلع شمت ريحة في المطبخ.. حست إن حواسها كلها بتجري عليها.. ولُعا"بها يكاد يسيل من بين شفايفها.. وكانت ريحة مِـش حادِق..
فتحت العلبة بتاعة المش وأخدت رغيف وفتحت النا"ر من تاني.. سخنت العيش البلدي وحطت السكيـ"نة على النا"ر تاني..
وبكل شراهة أكلت من المش وكإنها أول مرة تاكُل من زمن.. بتتنهد بنهـ"م وهي بتاخُد نفس عميق وهي بتغمض عيونها مُستمتعة...
ونست أمر تهاني.. إلي كانت بتعيط في حضن فوزية وبتتلو"ى في الأرض..
فوزية بتحذ"ير وهي بتطبطب على تهاني: بصي يا بت.. إسمعي كلامها في أي حاجة.. دي واضح إنها مش عارفة يعني إية حلال من حرا""م الد""م عندها حاجة عادية.. مسكت السلا"ح بكل برود وضر"بتك وكإنها عملت كدة بدل المرة آلف..
دي متعرفش يعني إية رحمة.. ومن الواضح إنها جواها شـ"ر وغِـ"ل وحقد مش طبيعي..
وأكيد أنتِ الوسيلة الوحيدة في إنها تاخد حقها.. عشان كدة يا نور عيني إسمعي منها ونفذ"ي..
وفجأة صوتها تو"غل فيه الحُزن وقالت بآ"سى: آآة... الله يرحمك يا محمود.. بالله عليكِ يا تهاني مش عاوزة الأسود ألبسُه طول العمر وأعيط لحد يوم مو"تي
تهاني شالت الطرحة من بوقها وهي بتـ"صب عرق وبتاخد نفسها بتعب وقالت بصوت كا"تم الآ"لم والإرتجا"ف جواه: حاضر.. حاضر ياما
قـ"طع حديثهم دة خروج شجن وهي ماسكة السكـ"ينة وقطعة قماش...
فوزية عقدت حواجبها بدهشة وقالت: هتعملي إية؟؟