السبت 28 ديسمبر 2024

روايه للكاتبه داليا الكومي

انت في الصفحة 14 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


بعد العشاء فهى الفرصة الوحيدة

التى سوف تحصل عليها قبل ان يختفي كعادته مر العشاء بهدوء مثل المعتاد تمت مناقشة موضوعات عامة اغلبيتها كانت تتعلق بكيفية ادارة ادهم لاعمال العائلة حنان نجيه الواضح اثارها بشدة فأكثر ما سوف يؤلمها عندما يحين وقت الرحيل هو انها سوف تفقد الام التى اخيرا حظيت بها حتى سليم نفسه تأكدت ان جموده مجرد قناع مضطر لوضعه بسبب مكانته لكن في حقيقته هو قلب حنون شوكتها سقطت من يدها في صحنها عندما قالت نجيه فجأه بلهجة خبيثة انتى متغيره يا بنيتى بجالك يومين ساكتة بزيادة وهادية اكتر من طبعك بس بسم الله ما شاء الله احلويتى كمان وكمان الله يعينك علي جمالها يا ادهم اكيد مدوخك يا ولدى للحظات تلاقت عيونهم لكنها عادت وخفضتها عندما اجاب ادهم بجمود الجمال مش كل حاجه يا ست الكل المهم جمال الروح نجيه اجابته بحنان واكده كمان ما في زى جلب مرتك بعد انتهاء العشاء مباشرة ادهم اعتذر منهم وقررالانسحاب الي مكتبه بحجة العمل هبه لحقته عند باب المكتب وقالت بخفوت ادهم لو سمحت ممكن اتكلم معاك ادهم رفع احدى حاجبيه وركز نظراته عليها بدهشهلاول مرة هبه تطلب منه الحديث معه بنفسها دون واسطة بينهم ثبات هبه تحت نظراتة اجبره علي الاستسلام والموافقة علي طلبهااشار لها بالدخول قبلههبه دخلت بدون تردد وهو دخل خلفها واغلق الباب هبه كانت تشعر بحيرة شديدة ممتزجه بالخجل انتظرت منه اخذ المبادرة واعفائها من الحرج الشديد فكلما تراه يتوقف قلبها من الخجل ولا تستطيع ترتيب الكلام ودائما ادهم يفهم خجلها بطريقة خاطئهيفهمه علي انه نفوروهو ابعد ما يكون عن النفور ادهم شعر بحيرتها اشار لها بالجلوس علي اريكة سوداء جلدية تحتل جزء ضخم من مكتبه ثم جلس بجوارها ادهم ضغط علي جرس ام السيد دخلت فورا هبه تحبي تشربي ايه هبه اجابته بخجل شاي ادهم وجه حديثه برفق لام السيد وقال لو سمحتى يا ام السيد شاي لهبه وقهوة عشانى ام السيد كعادتها خرجت فورا بدون اي كلمه لولا ان هبه سمعتها تتحدث من قبل لبعض الخادمات لكانت اعتقدت انها خرساء ادهم قام بتشغيل موسيقي كلاسيكية مرة اخري كأنه يكرر مشهد المكتب الاخير ادهم علق باعجاب وهو ېلمس الفوون وجراف بلطف مهما اخترعوا من الالات الحديثة الاسطوانات من الفونوجراف صوتها مختلف تحبي تسمعى حاجه معينه هبه هزت راسها فهى متأكده من ذوقه العالي في الاختيار لا اللي انت تحبه ادهم ابتسم بسخريه اللي انا احبه خلاص ماشى ثم اختار اسطوانة بحيرة البجع لتشايكوفسكي سألها بحدة شديدة ايه رأيك علي الرغم من الحدة الواضحة في صوته هبه اغمضت عينيها واستمتعت بالموسيقى روعه يا ادهم لما بسمعها بفتكر جناين قصرك في القاهرة معرفش ليه ادهم نظراليها بدهشة شديدة وردد بعدم تصديق جناين قصرى انا هبه هزت رأسها وأكدت ايوه جناينك تحفه الجناين يا ادهم نفسي اقابل الفنان اللي صممها عشان اهنيه علي ذوقه وعبقريته اصبحت تستخدم اسمه بسهولة ادهشتها هى نفسها ادهم مازال يسألها بعد تصديق عجبتك الجناين فعلا طيب ده لسه هيكون رأيك لوعرفتى ان انا اللي صممتها بنفسي هبه هزت رأسها وقالت طبعا ده انا كمان بقيت منبهره اكتر انت فنان طيب انت عارف وانا بسمع الموسيقى دلوقتى تخيلت نفسي برقص في النافوره اللي في الجنينه زى البجعه في الباليه ادهم اجابها بسخرية مريرة بس للاسف انا مش الاميرالشاب الوسيم الموجود في البالية هبه ردت بعند انا كمان مش اميرة زى البجعة انا بنت الفراش عم سلطان بس برده نفسي ارقص في النافورة لدهشتها ادهم قال بنبرة غامضة انتى ملكة مش اميرة قبل ان تتاح لها فرصة للرد ام السيد طرقت الباب ودخلت قدمت القهوة لادهم والشاي لها وخرجت فورا هبه بدأت تشرب الشاي جو الموسيقي الهادىء ووجودهم بمفردهم اعاد لها الم معدتها البسيط ادهم سألها فجأه قلتى عاوزه تتكلمى معايا في حاجه هبه شعرت بالخجل من نفسها فوجودها معه انساها سبب رغبتها الاساسية في مقابلته صفت صوتها بنحنحة خاڤتة وقالت ايوه بخصوص طقم الحراسة ادهم سألها بدهشة بالغة مالهم طقم الحراسة هبه اخبرته بندم واضح حقيقي اللي حصل كان غلطتى هما مالهمش اي ذنب انا اتصرفت من دماغي والحمد لله مافيش اي ضرر حصل ادهم ضحك بسخرية وسألها بنفس السخرية متأكده هبه احمروجهها بشده لانها فهمت الى ما يلمح بسؤاله الساخر هبه تجاهلت تلميحه واكملت ارجوك يا ادهماديهم فرصة تانيةانا مش قادرة استحمل فكرة انى اكون مسؤله عن قطع رزقهم ادهم اجابها بصوت هامس في العالم بتاعى ياهبه فيه حاجات مافيهاش تهاون او تقصير بس انا للاسف مقدرش ارفض ليكى اي طلب حاضر يا ستى تحت امرك هيفضلوا عيناها لمعت بالامتنان وتعلقت في ذراعه في حركة تدل علي السعاده


شكرا ادهم ضيق عينيه وركز نظراته علي يدها المتعلقه به معقول الموضوع ده كان مهم كده لدرجة انك اول مرة تشكرينى واول مرة تطلبي منى طلب ثم قبض علي يدها بقوة واول مرة  هبه هزت رأسها بسعادة بالغة ووضعت يدها الاخري علي يده التى تغطى يدها ايوه مهم جدا متتخيلش مهم ازاي ادهم اجابها وحيرة واضحة تحتل كل ملامحه حقيقي بتحيرينىبقدملك الدنيا كلها ومستعد البي ليكى أي طلب ومافيش مرة واحدة شكرتينى علي أي حاجة عملتها عشانكوبتشكرينى وحاسس السعادة في عنيكى دلوقتى عشان وافقت علي طلب ميخصكيش اساسا هبه هزت رأسها بالموافقة ادهم قال لها بنفس الحيره ادفع نصف عمري وافهمك ثم امسك ذقنها بين اصابعه ورفع رأسها لمواجهته هبه اغمضت عينيها  هبه خرج صوتها اجش الموضوع ابسط مما تتخيل مافيش اي صعوبه في فهمى بس يمكن بشكرك عشان ده الطلب الوحيد اللي انا طلبته بإرادتى ومتفرضش عليه ادهم اكمل كلامها بمرارة قصدك انى اجبرتك وحبستك مش كده انا عرفت اللي في قلبك يوم ما فتحتى القفص للعصفورة هبه اخبرته پألم واضح متصدقش كل اللي تشوفهمش يمكن يومها انا ندمت بعد ما فتحت القفص ادهم ردد بدهشة ندمتى هبه هزت رأسها ايوه ندمت خفت عليها صحيح ادتها حريتها بس من غير حمايه وانا معرفش هى تقدر علي حماية نفسها ولا لا انا عرضتها لمخاطرالقفص كان مانعها عنها ادهميحرك شعرها طيب انا هديكى حريتك وهأوفر ليكى الحماية كمان لاخر يوم في عمري هفضل احميكى حتى بعد انفصالنا هبه كتمت دموعها بداخل عيونها المغلقه ادهم الان يعرض عليها حريتها علي طبق من ذهب وليس فقط حريتها بل حريتها تحت حمايته كى لا تتعرض للمجهول مثل عصفورتها التى اطلقت سراحها بدون حمايه لكنها لا ترغب في حريتها الان طرقات علي الباب منعتها من الرد عليه ورفض عرضه القاسې ادهم رفع يديه عنها وقال مين صوت رجالي من خلف الباب قال باحترام بفكر حضرتك بموعدك بعد نصف ساعة ادهم امره خلاص روح انت يا وليد استنى في العربيةوانا هاجى وراك هبه استغلت فرصة انشغاله بالرد علي وليد وجففت دموعها ادهم اعتذر منها انا عندى موعد مهم ولازم امشي دلوقتىهنكمل كلامنا بعدين هبه هزت رأسها بتفهم وخرجت من المكتب تحت نظراته الغامضه هبه استيقظت لصلاة الفجر وهى تشعر براحة نفسية غريبة تصالح مع نفسها يغمرها هل من الممكن ان مقابلتها مع ادهم امس كانت السبب مقابلتهم امس كانت خطوة تقارب جيدة فعلي الاقل ووعده لها باكمال حديثهم المبتور و ربما ايضا سبب سعادتها ان عبير ابلغتها قبل خلودها للنوم ان ادهم رتب لها جولة لمشاهدة اثار البلد الخلابة هبه صلت وارتدت الملابس التي جهزتها لها عبيرعبيراخبرتها وهى توقظها هنخرج بدري قبل الحر زى ما ادهم بيه امر ارتدت جينز ازرق اللون و بلوزة بنية اللون من قماش الجرسيه وانتظرت عبير كى تساعدها في لف طرحة تركوازيه بلون عيونها انتعلت صندل بنى مريح علي شكل اشرطة رفيعة تتجمع بحلية ذهبية دائرية وضعت متعلقاتها الشخصية وهاتفها النقال في شنطة الخوص خاصتها وجلست تنتظر قدوم عبير عبيرلفت لها الطرحة وزينت وجهها بمكياج خفيفهبه اخذت نظارة شمس بيضاء كبيرة تغطى معظم وجهها ونزلت معها كلام ادهم لها يرن في اذانها منذ البارحة لاول مرة تدقق في ممتلكاتها الشخصية لديها اكثر من عشر نظارات شمسية جميعهم يحملون ماركات عالمية ملابسها تصمم خصيصا لها علي ايد المصممين المشهورين عالميافي الشقة كانت توجد لديها خزنة مليئة بالمجوهرات والتى لم تحاول فتحها ابدا ولا حتى بدافع الفضول لمعرفة محتوياتهارصيدها في البنك اكثرمن مليون جنية بالاضافة الي الشقة التي تساوى ملايين الجنيهات والسيارة الفخمة والسائق والخادمة مدفوعين الاجر بل وفوق هذا لها مصروف شهري ضخم كانت تعجزعن ايجاد ما تستطيع شراؤه به فكل طلباتها متوفره حتى قبل ان تطلب مصاريف كليتها كانت تدفع أليا من قبل المحامى كل عام بالفعل ادهم اغرقها في نعمته وهى لم تشكره يوما السائق كان في انتظارهم وفتح لهم باب السيارة الخلفي هبهة وعبير ركبوا في المقعد الخلفي وفي الخلف تبعتهم سيارة حراسة اخري جولتها بدأت بالفطورفندق خلاب علي النيلمن المعاملة المميزة التي تلقتها استنتجت ان ادهم هو صاحب الفندق بالتأكيد الفندق فخم وراقي والفطورمبكرا علي النيل مع هواء الصباح النظيف اعطوا المكان سحر عجيب سمعت بوجود طاقم تصوير فيلم يقيمون في الفندق منذ ايام لكنها لم تشاهد اي حد منهم لانها كما علمت ان المطعم اغلق لها وحدها حتى تنتهى من فطورها بحرية ودون ازعاج مجددا ادهم يبهرها بتصرفاته الغير متوقعه

كان يعاملها كملكة كما قال الملكة الوحيدة الحزينة بعد الفطور مباشرة بدؤا جولة في الاثار في المعابد الرهبة تملكتها من عظمة المشاهد درست التاريخ كثيرا واحبته جدا لكن رؤيتها له امامها اشعرتها بالضألة كحرم ادهم البسطاويسي عوملت كملكة فعلية جميع الابواب المغلقة فتحت لهااستمتعت بجولتها لاقصى درجة فقط تمنت لو ان ادهم كان صحبها بنفسه عادت لواقعها نهرت نفسها بقوة لا تتمنى المستحيل يا هبه اين انتى من مكانة ادهم الرفيعة رفضت بقوة كل عروضهم عليها لركوب المنطاد ربما لو ادهم معها لكانت قبلت بترحاب الساعة دلوقتى قربت علي 12 والشمس هتبقي صعبه عليكى تعليمات
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 20 صفحات