وقفت فجاة
اني مغربها معايا
فأبتسم يوسف اليه ونظر في هاتفه وهو يغادر غرفة مكتبه هستناك اوعي تتأخر
فتنهدت مريم قليلا قبل ان تحرك رأسها موافقة علي ما سيفعله حتي مال نحوها قائلا النهارده مطعمنا وطبعا بذكائي انا هيكون مسئول عن حفلة رأس السنه لقصر أدور باشا
فتعالت ضحكات جون حتي قال ساخرا أنا ضميت نشاط
وقبل أن يكمل جون باقية حديثة أتت لانا راكضه أتجاه مريم قائله بفرحه مريم انتي
ليمتقع وجه جون علي حديث أبنته وكاد ان ېصرخ في وجه ابنته ووجه تلك المسلمه التي يبغضها ولكن اقتراب سيلا منهم قد غير كل شئ لتبتسم سيلا لزوجها وتحتضنه قائله
فيبتسم جون بسعاده حتي يلمح بطرف عينيه ابنته التي تتجاذب مع مريم اطراف حديثها الطفولي وهي تصنع الكيك وبجانبهم ريما التي تداعبها ايضا فيتذكر حفلة الليله وهو يقول سأفعل كل شئ كي أضايقك يامريم وابعدك عن طفلتي
فأبتسمت وهي تمسح دموعها عندما رأت أن من يراسلها هو أمجد
فردت پألم الحمدلله يا أمجد انت عامل ايه وهبطت دموعها ثانية وهي تقول وياسين عامل أيه
وظلت لدقائق تنتظر رده حتي بعث لها بتلك الصورة التي قټلتها فقد كانت صورة صغيره ياسين الذي اصبح عمره الان ثلاث سنوات وزوجته سالي التي كانت أحد جارتها وهو يقف يحمل صغيره وسالي تحتضن زراعيه بقوه والابتسام
ليكون رده الاكثر چرحا عقبالك يانهال لما يكون عندك طفل حلو كده زي ياسين
فتأملت نهال صورة طفله بدقه وهي تري ملامحه التي تشبه اباه حتي بدء قلبها يتحدث خلف تلك الشاشه الالكترونيه مش نفسك يبقي عندك طفل كده هو شاف حياته وبقي ليه اسره ليه بټعذبي نفسك كان نفسك ياسين يبقي أبنك مش كده
أنهوا أعداد الكعك والشطائر الخفيفه التي قد تعلماها من العجوز ووقفوا علي عتبة ذلك الباب الخلفي من المطبخ
المطل علي الحديقة الواسعه والمجهز لهم ناظرين الي ذلك العالم فتنهدت ريما تنهيدة قوية
فأبتسمت ريما وهي تري أحد الرجال وقد أعجبها وسمته وهيئته التي تدل علي ثرائه اومال ايه اللي هيكون حياه غير ده قصور وعربيات وحفلات وفساتين ورقص يااا انا نفسي ابقي وسطهم ثم تأملت صديقتها التي تنظر اليها قائله عارفه انك هتقولي عليا ضعيفه يامريم بس أنا بحب الدنيا اووي ونفسي أعيش كل حاجه فيها بترفهه أسافر وألبس واتفسح وأرقص
فتكمل مريم حديثها عندك السما والنجوم والقمر والشمس والجبال والبحار والسحاب والطير وجمال الاطفال وضحكتهم ونظرة في عيون طفل يتيم ودعوة اب وام وحب الاخوه والاهل
فيتهكم وجه ريما وهي تسمع فلسفة صديقتها يامريم بقول قصور وفلوس وعربيات وسفر وفساتين وارقص مع اجمل راجل تفتكري انهي الاحسن
لتتنهد تلك الفليسوفه كما أدعتها صديقتها فتكمل مريم حديثها ببهجه وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور
فيأتي جون في تلك اللحظه قائلا وهو يستشيط ڠضبا مهمتك انتهت في المطبخ يامريم
ويشير الي مايقصده فتري شتي أنواع الخمور فتضع بيدها علي حجابها قائله انا برفض اوامرك مستر جون حتي لو هتفصلني عن العمل
فيتطلع اليها
جون ساخرا وتقترب ريما منهم قائلة بأشفاق علي صديقتها مستر جون انا ممكن أخرج بدل مريم
ليضحك
جون بتهكم انتي كمان ياريما مكلفه بنفس الأوامر احنا دلوقتي مش بنشتغل في المطعم وبنعمل كيك وقهوه وبس وطعام من اختراع العجوز احنا دلوقتي وسط عالم تاني راقي ومافيش حاجه اسمها لاء
كان يردف الي داخل قصره متجها ناحية ذلك السلم العملاق ذو أتجاهين وهو يتحدث في هاتفه اكيد مشتاق اني اشوفك ياعمري ثم تأمل ساعته قائلا ده احلي خبر سمعته هستناكي بعد الحفله مع ان كان نفسي تحضري الحفله معايا بس اكيد هعوضك بأحلي منها هتوحشيني لحد ما اشوفك
فيسمع ذلك الصوت العالي القادم من مطبخ قصره حتي سار بخطوات بطيئه نحو المطبخ ويري ما يحدث بطرف عينيه ويسمع اخر كلمة يتحدث بها معاها لو منفذتيش الاوامر فأعتبري نفسك مرفوضه
الفصل السادس
تسطحت كل منهما علي فراشها وهما يتأوه بتعب لتغمض عيناها ريما قائله بحالميه ياريت كل الحفلات زي كده واعتدلت في نومتها كي تتسطح علي احد جانبيها قائله بس جون ده غريب اوي يامريم انا مصدقتش ان شوفير يوسف ادور اقدر يحل الموضوع ده بسهوله معقول الشوفير ليه تأثير اووي كده يا كان نفسي اشوف البطل المغوار اللي عمل كده
فتتألم مريم وهي تضع بيدها علي ساقيها وتغير مجري حديث صديقتها اه يارجلي اه قومي ياريما الله يخليكي وسيبك من جون ده وهاتيلي ميه سخنه
لترفع ريما أحد حاجبيها قائله المصري مصري من يومه غلس ورخم بطبعه انا بكلمك في ايه وانتي بتفكري في ايه
فنظرت اليها مريم قائله جون ده انسان مريض تتوقعي منه أي حاجه واه الحمدلله مترفضتش وفي نفس الوقت منفذتش كلامه المچنون عارفه مشكلة جون ايه انه مش عايز يشوف الصوره الحلوه للمسلمين عايز يشوف ديما النماذج اللي بتثبتلهم مسلمين بلا اسلام
فأشاحت ريما بوجهها حزنا قائله عندك حق
لتشعر مريم بتأثير كلماتها علي صديقتها قائلة بحنان أخلاقنا كمسلمين هي اللي بتدل علي جمال دينا الاسلام أنتشر بالاخلاق والتسامح مش بأي حاجه تانيه اما عبادتك وتقربك من ربنا فده بين العبد وربه فلازم نحسن أعمالنا في الدنيا عشان نلاقي بعدين أدعيها ديما يارب اللهم لا تعلق قلوبنا بالدنيا وعلقھ دائما بما تحبه وترضي
فتتطلع اليها ريما بحالميه ما أنا قولتلك يوسف ادور اشهر واجمل وأوسم رجل اعمال ياا يامريم ده مافيش ست بتقدر انها متشوفهوش في المجلات ومتعجبش بيه لاء والاحلي انه بيجمع بين الرجل الشرقي والغربي اصله من اصل عربي وتقريبا مصري اللي سمعته عنه
فتستمع مريم الي حديث صديقتها حتي تبتسم وهي تتذكر احاديث اصدقائها القدام عندما يرون احد النجوم والفنانين فتقول ضاحكه سبحان الله الستات هما نفس الستات فعلا سوا مصر او الجزائر او حتي كندا
لتقذف ريما تلك الوساده عليها قائله ده علي اساس انك مش ست ومبتعجبيش بأي حد
لتخفض مريم رأسها أرضا مافيش حد فينا فاقد ولا معصومين ولا كاملين ياريما كلنا لينا قصة حب وجعت قلوبنا وحد عنينا كانت بټموت كل يوم وهي بتشوفه
فظلت ريما تتأمل صديقتها حتي قالت طب ما تحكيلي علي حبيبك بقي
فنظرت اليها مريم ساخره كان في واتخلي عني عشان نفسه كفايه رغي بقي وتعالي نشوف حاجه لۏجع رجلينا ديه
جلست سالي بجانب طفلها الصغير وهو نائم لتتذكر ذلك الحفل بكل مافيه فتنهش الغيره قلبها وهي تشاهد ذلك المقطع الذي صنعه عقلها المړيض
كل
لترفع سالي بوجهها الشارد قائله امجد خضتني حرام عليك
وظلت تتأمله للحظات حتي أتكأت علي أحد جانبيها
بكره غيرك وهكذا احنا بنتبسط مع بعض وبس أما حب ومشاعر وكلام من ده مش معايا أنا
وأتبعته قائله بتعب أتريد شئ عزيزي
فنظرت اليه سيلا طويلا حتي قالت انت ليه بتكرهه مريم ياجون جون مريم بنت طيبه انا لن انسي مافعلته معي عندما كنت اجلس ابكي بعد خلافنا الأخير لولا مريم ماكانت حياتنا عادت ثانية انا احب مريم واحب المسلمين ولا تفرق معي ديانة اي شخص المهم ان يعاملني بأنسانيته
فېصرخ جون بها قائلا سيلا افهمي حديثك قبل ان تنطقي به
أمسك أحمد بفنجان قهوته قائلا وهو يتأمل حسوبه شايف الحفله اللي الباشا كان عاملها كل المجلات الاوربيه والامريكيه بتتكلم عنها
فيترك طارق كوب قهوته ويتجه نحو صديقه قائلا وريني كده الحفله ويطلق صفيرا
عاليا اوووه مش معقول ده قصر اخوك
فيصمت طارق للحظات قائلا نصيبه يا احمد انه يعيش حياة الترفه ديه مين عالم يمكن قصاد الحياه اللي انت بتحسده عليها اكيد فاقد حياه تانيه وواضح من صوره وحياته انه عايش بتحرر وضياع انا بشفق عليه بجد
فيقع أحمد عند أحد الصور ويظل يتفحص كل شئ فيه ليقول تصدق يا طارق اني بحبه بس في نفس الوقت بكرهه صعب انك تكون غريب عن اقرب الناس ليك اخويا لو جيه مصر صدفه واتقبلنا مش هيعرفني ولا عايز اصلا يعرف اي حد مننا
ليتأمله طارق قليلا حتي يقول
بتنهد ربنا
يصلحلكم الحال ياصاحبي
فيغلق أحمد حسوبه قائلا مالك ياطارق انت من الصبح مش عجبني فيك أيه هي نهال مزعلاك في حاجه شكل أختي منكده عليك
فيبتسم طارق قائلا پألم احمد أنا قبل ما أخطب أختك أنت أقرب صاحب ليا قولي بصراحه نهال بتحب حد
ليضحك أحمد قائلا نهال اختي تحب انت عبيط يابني نهال ديه مافيش حد في حياتها غيري انا وبابا بس من ساعة ما ماما أتوفت من عشر سنين واحنا كل دنيتها تحب مين يابني بس يمكن لسا بتحاول تتعود عليك وانت عارف نهال متحفظه في التعامل
ليتسم طارق بأرتياح واكتر حاجه عجباني فيها هي تحفظها وألتزمها وبرها لوالدكم انا بحلم
فينظر اليه أحمد طويلا وهو يتذكر حفلة أمس التي حضرها هو وأروي
نظرت ريما الي مريم بسعاده اخيرا جون سافر وريحنا
لتضحك مريم وهي تتأمل فرحة صديقتها أسبوع واحد بس متفرحيش ياريما اووي مش المفروض النهارده نروح نزور السيد عدنان
فأبتسمت ريما وهي تراها تعد أحد انواع الكيك التي يعشقها العجوز قائله بمرح وعملاله كيك بالتوت كمان تخيلي جون لو هنا وشافك وانتي بتعملي الكيك كان هيقول ايه
لتتذكر مريم صراخه بها قائله بشبه أبتسامه وهي تقلد صوته اغسلي يديكي أيتها المسلمه الغبيه سيصبح الطعام فاسد منك
فتتأمل ريما نظرات صديقتها الحزينه لتقول مريم ثانية بيكرهني اوي ياريما انا مش بزعل علي كرهه ليا قد مابزعل انه بيكرهه الاسلام اووي كده مع اني بشوف ساعات في نظرة عينيه رغبته القويه انه يصبح مسلما
فتنظر اليها ريما بحسرة علي حالها حتي تقول ضاحكة وهي تتذوق طعم الكيك لذيذ أيتها الطباخه الجديده
ابتسم امجد بقوة وهو يري يوسف يحمل ياسين ويدغدغه فيضحك أمجد قائلا طب اتجوز مدام انتي بتحب الاطفال كده
فنظر اليه امجد قليلا ليقول صفقتنا اللي هتكون بمصر مين اللي هينزلها يايوسف
فينظر اليه يوسف بتعجب انت عارف اني مبحبش انزل مصر اصلا غير للضروره وبعد اخر مره والكلام اللي الصحافه اتكلمت