الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

عائله المغربي

انت في الصفحة 34 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

الارض من جلال وساعتها هعرفك    
ارتجفت جسدها ړعبا حين هب صوته كالاعصار ېصرخ بها
نعم يا ختى    ارض ايه اللى مع جلال   امتى كتبتهاله يابت انتى
اسرعت ليله تحاول السيطرة على غضبه تهمس بسرعة وترجى 
حصل قبل ما الذاكرة ترجعلى   بس متقلقش هو هيرجعها هو وعدنى بكده اول ما
يكتب كتابه على    
قاطعها راغب مرة اخرى بصوت ساخر وشامت
لاااا استنى كده    هو شرط عليكى يتجوز غيرك علشان يرجعلك ارضك
ثم دوت ضحكته الساخرة عبر اثير الهاتف تصل اليها كالاف الانياب الحادة لوحش ضارى تنهشها دون رحمة وهو يكمل بغل 
لاا مدام الموضوع كده يبقى نصبر لو حتى شهر    ده يوم السعد والهنا     مش كده يا ليلتى
صړخت ليله هاتفة بهستريا والم 
بطل تقولى ليلتى دى     اياك اسمعها منك تانى
راغب بصوت اجش شهوانى تتعالى انفاسه كالصدى لكلماته 
هتسمعيها منى تانى وتالت ورابع     انتى ليلتى    وهتفضلى كده طول العمر برضاكى ولا ڠصب عنك
ارتجفت ليله ړعبا تسأله بتوجس
يعنى ايه    تقصد ايه بكلامك ده
راغب بضحكة ساخرة متهكمة 
ولا حاجة يا بنت عمى    اهو كلام فارغ من اللى متعودة عليه منى    يلا سلام هبقى اكلمك بعدين
فتحت فمها تحاول ايقافه لكن اتى صوت انقطاع المحادثة ليجعلها
تغلقه مرة اخرى تتطلع الى الهاتف بعيون هلعة ترتجف اوصالها بشدة وقد جعلتها كلماته الاخيرة تترنح كشاة سيقت للذبح
كانت تجلس شاردة بعيون دامعة وقلب مثقل بالحزن غارقة فى افكارها تتسأل عن مكانه وقد اختفى طيلة الليل والان وقد انتصف النهار مازال مختفيا تماما حتى الان حتى ات صوت الجدة يسألها بصوت خاڤت مرهق
مالك يا حبيبتى ليه وشك دبلان كده وحزين
الټفت اليها ليله تسرع فى ازاحة دموعها قائلة بصوت حاولت اظهاره طبيعيا 
ابدا يا جدتى    انا كويسة اهو ومش زعلانة ولا حاجة
تنهدت الحاجة راجية قائلة بمعرفة
لا زعلانة    هو انا مش عرفاكى     اكيد زعلانة علشان موضوع اختك
اتسعت عين ليلة دهشة يظهر الارتباك فوق ملامحها لبتسم راجية وهى تؤما براسها لها ببطء قائلة 
سمعتك وانتى بتتكلمى مع اختك من شوية    بس ليه عوزاها تروح دار اهل امك علشان تعرفى تزوريها
زاد اضطراب ليله تفرك كفيها معا بشدة لاتدرى كيف تجيبها وان ما سمعته لم تكن سوى محاولة لابعاد شقيقتها عن براثن هذا الذئب الى منزل خالهم متعللة بانها بذلك ستسطيع زيارتها ومساعدتها فى تحضيرات زفافها وبعد جهد مضنى ومحاولات اقناع كثيرة استطاعت اخيرا النجاح واما ما تبقى فعليها هى فقط بعد ان اطمئنت على خروج شقيقتها تماما من المنزل
عقدت راجية حاجبيها بحيرة عندما طال صمتها وشرودها قبل تتسع عينيها فجأة بادراك لتهتف بعدها بعضب 
هو جلال منعك تروحى دار اهلك ولا ايه     لو كان عمل كده انا لما يجى ها     
اسرعت ليله تنحنى تنفى هاتفة 
لااا خالص جلال ملهوش دعوة    انا اللى مش عاوزة اروح هناك
راجية بحيرة 
ليه يا حبيبتى كده ايه اللى حصل    وبعدين اكيد نفسك تطمنى على امك كمان بعد تعبها وتشوفيها بعنيكى وتقعدى معاها يومين
خفضت ليله وجهها تهمس بحزن 
نفسى اوووى اشوفها   بس انتى عارفة ان راغب
ابن عمى رجع وقاعد فى الدار وطبعا مينفعش انى       
صمتت لا تدرى كيف تكمل حديثها لكن راجية هزت راسها بتفهم هامسة هى الاخرى 
عارفة ياحبيبتى    وعارفة ان الناس فى بلدنا كلامها كتير مابيسكتوش   بس ده ميمنعش تروحى تقعدى مع امك يومين خصوصا ان اختك زمانها مشغولة فى فرحها
اسرعت تكمل بصوت متفائل قائلة بتأكيد وثقة
بس ولا يهمك من حد   انا لما جلال يجى هكلمه وهو استحالة هيقول لا ابدا
اشارت بكفها اليها حتى تقترب ليله اكثر منها وتنحنى فوقها لتمهس فى اذنيها كأنه سر خطېر
تعرفى انه جالى من كام يوم قعد معايا وطول القعدة كان بتكلم عنك انتى وبس
رفعت ليله رأسها تنظر لها بذهول لتهز راجية رأسها بتأكيد تهتف بسعادة
ايوه زاى مابقولك كده    قاعدنا ساعات يحكيلى عنك   وعن خوفه وقلقه عليكى علشان موضوع دماغك ده     وعن الارض وحكايتها     واه لو شفتى اللمعة فى عنيه طول ماهو كان بتكلم عنك
ارتجف صوت ليله وهى تسألها بخفوت
وايه اللى جاب سيرة الارض بينكم!
تنهدت راجية بحزن قائلة 
كان بيحاول يفهمنى ان الارض اللى معاكى مش مهمة وكفاية علينا اللى عندنا    وانه عاوز يبتدى صفحة جديدة معاكى من غير ما تكون الارض مشكل بينكم    كان بيحاول ميزعلنيش    
ابتسمت بحنان وعينيها تمتلئ بلمعة الحب قائلة
العبيط ميعرفش انه يوم المنى عندى اشوفه متهنى وفداه ارض الصاوى كلها    يومها الدنيا مكنتش سيعاه لما طمنته انى مش هزعل ابدا لو الارض دى مرجعتش لينا خالص    وجرى بعدها علشان يجيبك من بيت اهلك
لم تدرى ليله ماذا تقول او تفعل تقف مكانها بجسد مرتجف وقلب تتسارع دقاته پعنف حتى كاد ان يخرج من صدرها بينما عقلها ينعتها باقسى واغلظ الصفات لغبائها وتسرعها اما عينيها فى وجهها الشاحب فكانت متجمدة النظرات فوق راجية تتطلع اليها بړعب وذهول تتمنى الصړاخ حتى تهز ارجاء المكان لعلها تهدئ من وقع صدمة هذا الحديث عليها     علها تستطيع بصړاخها هذا ان تمحو كل ما قامت مازالت تقوم
به من غباء   ليت ويا ليت لو تستطيع فعل الكثير والكثير ولكن قد فات الاوان الرجوع
انتبهت على صوت راجية القلق تخرجها من دوامة افكارها تسألها
ليله    مالك يا قلبى    وشك اتخطف تانى ليه
اسرعت ليله تجيبها تحاول ابتلاغ غصة
كادت ان تخقنها تضع يدها فوق جبهتها قائلة بارتجاف
متقلقيش يا حبيبتى انا كويسة  دى شوية دوخة بسيطة
هتفت راجية بها قائلة بحزم 
لاا    كويسة ايهانتى تطلعى ترتاحى دلوقت   وانا لو جه جلال هعرفه انك فوق بترتاحى علشان ميقلقش عليكى    يلا يا حبيبتى اطلعى انتى ارتاحى
التوت فمها بمرارة حين اتت الجد على ذكر قلق جلال عليها لكنها هزت رأسها بالموافقة تتحرك مغادرة بخطوات بطيئة مثقلة تشعر كان فوق كتفيها اثقال وهموم العالم كله ولا امل لها بازاحتها ابدا
اسدل الليل ستائره وهى مازالت تجلس مكانها تبكى بصوت مكتوم تحاول مرارا فرض سيطرتها على دموعها تلك خوفا من عودته المحتملة الان لكنها كانت تزداد هطولا كلما حاولت ايقافها لتظل على حالتها هذه لايتغير شيئ فلا هى كفت عن البكاء ولا هو حضر الى الغرفة مرة اخرى ليرهقها كثرة بكائها تسقط نائمة مكانها لفترة لا تعلم مدتها حتى هبت شاهقة بفزع على صوت الخزانة تغلق
پعنف فتفتح عينيها المرهقة بصعوبة تتجه بعينيها ناحيتها تراه يتقدم متجها ناحية الحمام بعد ان القى بعدة قطع من الملابس الرسمية فوق الفراش لتسرع بالاعتدال فى مقعدها تسأله بصوت اجش متوتر 
انت خارج تانى يا جلال     تحب    
لم تتلقى اجابة منه سوى صفع الباب ب ان قام بغلقه خلفه پعنف جعلها تصمت عن باقى حديثها تغمض عينيها بشدة وهى تنتفض مكانها من عڼف الصوت 
مد يده ناحية ملابسه قائلا ببرود دون ان يلتفت لها 
وانا مش عاوز اتكلم مع حد
اسرعت خطواتها تتجه ناحيته 
على الاقل بصلى وانت بتتكلم معايا    من حقى انك تس      
وقف فى مواجهتها عينيه تتطلع اليها تطلق الشرار ناحيتها و يسألها بسخرية
حقك! حق ايه اللى بتتكلمى عنه     ومين اداكى الحق ده
تركت تتراجع بعيدا عنه خطوة خلف قائلة باضطراب
انا بس كنت عاوز اقولك انى اتكلمت مع الجدة النهاردة
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق شفتيه يعاود الالتفاف ناحية ملابسه يتناولها قائلا بتهكم
اه قلتيلى    عرفت انها اتكلمت معاكى بس ده مهم فى ايه علشان نتكلم عنه
هتفت سريعا تتقدم منه تلك الخطوة مرة اخرى برجاء
لا مهم    ومهم جدا كمان
رمى ملابسه فوق الفراش يلتفت لها بوجه قاسى ونظرات باردة جمدتها مكانها وهو يفح من بين انفاسه
تفتكرى كده
هزت راسها له بالايجاب بتردد ليظل يتطلع اليها للحظات مرت كدهر عليها قبل ان يتحرك ناحية خزانته بخطوات متصلبة يفتح احدى ادراجها ورقة كانت مخبئة باحكام اسفل اغراضه ثم يعود اليها
تحت انظارها المهتمة يطوح بتلك الورقة امامها وجهها يلقى بها عليه قائلا پغضب جنونى
طيب ياترى دى بقى هيكون تأثرها ايه عليكى     عاوز اعرف يا ليله
امسكت بالورقة ترفعها ببطء وتوجس امام عينيها تمرر نظراتها فوق الكلمات بها تتسع بذهول وصدمة من هول ما قراته بها ترفع عينيها المغشية بالدموع تحاول التحدث فتخرج حروفها متلعثمة مصډومة
ده     ده عقد     بيع     للارض     باسمى      بتاريخ   
قاطعها جلال بحدة يهتف
بالظبط كده   بتاريخ قديم   من تانى يوم اميرة جات هنا
ليله وهى تتطلع بذهول للعقد تسأله بحيرة وذهول
طيب    والشرط     وجوزك منها
ارتفعت ضحكة جلال فى ارجاء الغرفة شرسة عڼيفة قائلا بعدها
زيهم زى المؤامرة اللى مكنتش غير فى دماغك انتى بس     مرة جلال الشرير سرق ارضى    ومرة جلال الخاېن هيتجوز عليا علشان يرجعلى ارضى مش كده يا ليله    بس دلوقتى خلاص بعد ما ما مسكتى العقد جلال بقى طيب لما رجعلى ارضى     ننسى بقى اللى فات ونعيش فى تبات ونبات مش كده يا ليله
اسرعت تهز رأسها بالنفى تنكر كلماته رغم علمها انه معه كل الحق فى ظنونه عنها تقرر فورا ان تخبره بما قالته والدته وما حدث بعدها لكنه لم يملها الفرصة يندفع ناحيتها لتأن الما لكنه لم يبالى يهتف بها بشراسة 
المفروض بعد كده كل حاجة ترجع حلوة جميلة     بعد ما ليله رضيت عن جلال    
لم تردى بما تجيبه او بماذا تخبره حتى تهدئ من ثورته فلم تجد امامها سوى حولها انفاسه هامسا كما لو كان يحدث نفسه قبل ان يكون يحدثها هى 
وزى كل مرة     هضعف قصادك     ويحن قلبى ليكى وانسى كل الل حصل واتقال   بس لا يا ليله لا    المرة دى لاا
لكن يقينها هذا لم يمنع تلك الرجفة من السريان بجسدها يتوتر كل عصب بها وهى تراه يصعد الى الفراش يحيط جسدها بساقيه ثم ينحنى عليها يقبض على كفيها بيد واحدة بقسۏة وعڼف جعلها تصرخ بشدة لكنه كتم تلك الصړخة داخل 
ليله     انا مابقتش قادر اتحمل الوضع ده    مش قادر اتحمل ابقى دايما الاختيار التانى عندك     قلة ثقتنا ببعض هتفضل دايما حاجز بينا     انتى هتفضلى حاطة ظروف جوازنا ادام عنيكى دايما    
وانا مش هقدر انسى كلامك واستعدادك تخسرينى فى كل مرة اتحطيت في فيها انا والارض فى كفة واحدة
كانت اثناء حديثه تهز رأسها بالنفى تنكر كل ما قاله تتحرك فى الفراش تلملم الغطاء حول جسدها
المرتجف تهمس بتلعثم ورجاء
لااا   جلال ارجوك حاول تسمعنى
سمعت وشوفت كتير يا ليله    كفاية اووى لحد كده   طريقى وطريقك افترقوا لحد هنا    خلاص مابقتش قادر اكمل
عند انتهاء اخر حروف كلماته كان قد انهى وضع ملابسه فوق جسده يسرع فى اتجاه الباب بخطوات متصلبة يغادر الغرفة فورا واضعا بينه وبينها حاجز قاسى فولاذى غير بابها بينهم لټنهار فوق الفراش تبكى بحړقة والم نادمة على انها اضاعته بسبب كبريائها وتهورها 
كان يدور فى ارجاء غرفة مكتبه كنمر حبيس يشد پعنف فوق خصلات شعره يحاسب نفسه بقسۏة على ما فعله معها ېصرخ بكل ما يعتمر فى نفسه من حنق وڠضب موجها اليه للحظة الضعف تلك ينهر نفسه لما فعله بها    وكيف استطاع ان يكون عڼيفا غير مراعى بتلك الطريقة معها    نعم هى لم تمانع
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 45 صفحات