روايه للكاتبه زيزي محمد
الجهة الاخرى اهو هناك
فتحت الباب قائلة بتوتر ماشي رد على اللي بيتصل تشرب شاي معايا
قطب ما بين حاجبيه متعجبا من توترهاوسأل نفسه ماذا سيحدث ان قبلها فكانت اجابته بسيطة حتما ستنهار وټنهار معاها انت ايضا تنهد ليقول ويهز رأسه نافيا مبحبوش
ابتسمت قائلة ببراءة ولا انا هاعمل عصير
خرجت من الغرفة ابتسم على توترها وبرائتها في الهروب منه تنهد براحة ثم قرر ان يجيب على المتصل وما كان الا والدته اتجه للباب يغلقه جيدا ثم اجاب
ماجي بضيق ازاي تمشي من غير ما اودعك انت عمرك ما
عملتها
مالك أسف بس كنت مستعجل وبعدين انتي اتخرتي في مشوارك الا انتي كنتي
فين
ماجى بتوتر كنت في شوية مشواير مش واحد وبس المهم هاترجع امتى
مالك يعني معرفش لسه خلى بالك من نفسك يا ماما ومن يارا وليله وعمرو كمان ولا هو مش فاضي
الا للست مريم
وكأنها كانت توجه حديثها الاخير له وتذكره بما يفعله وسيفعله فشعر بالڠضب من نفسه ليقول بجمود هو حر عن اذنك بقى يا ماما
مالك بتنهيده سلام يا امي
في شقه خديجة
وقفت تتحدث بعصبية انا قولتلك يا عمار اقوله انا انت اكيد عصبته علشان عاوز ټنتقم منه
التوى فمه ساخرا والله انا شايف انك شاطرة في العصبية دي عليا انا بس
زفرت بحنق قائلة يوووه يا عمار ده ابويا ابويا
ارتدت للخلف پخوف من نبرته وملامح وجهه الغاضبة هاجمت الدموع عيناها فقالت بنبرة اشبه للبكاء طيب انا هادخل انام
فجلس هو مرة ثانية مكانه قائلا بحدة وانا مضطر اقعد يا خديجة وابات هنا وقبل ما تتكلمي وتعارضي انا اصلا مش حابب لحظة اكون فيها في الشقة دي واتخيل حاجات انا مش عاوز اوصلها علشان مقمش واقټلك واقتل نفسي بعدها انا هنا علشان ابوكي اللي لسه تحت وممشيش ومستني لحظة ان انا امشي ويطلع يجيبك من شعرك
هتف باقتضاب شكرا انا مش هاتحرك من مكاني تصبحي على خير
هتفت بحزن وانت من اهله
دلفت للغرفتها واغلقت الباب خلفها ثم تقدمت صوب النافذة تزيح الستائر بهدوء جانبا وجدت والدها يقف بعيدا ينظر للبناية نظرت للباب مرة اخرى وهمست بصدق وكأنه امامها وتوجه له حديثها شكرا انك بقيت في حياتي
السمع لاي شئ يدل على استيقاظه عضت على شفتيها بتوتر عندما فشلت في السمع قررت ان تخرج وتعلل استيقاظها بحاجتها للماء خرجت بالفعل لم تجده قطبت جبينها ثم جابت بعيناها تبحث عنه في ارجاء الشقة لمحت إضاءة المطبخ اقتربت منه فوجدته يتجرع الماء وظهره لها همست باسمه ولم تعرف لما همست بتلك الطريقة فخرجت منها ناعمة دافئة وكانها تشتاق لاسمه عمار
الټفت اليها قائلا نعم
خجلت عندما رأته قد حل أزرار قميصه فظهرت عضلات جسده تحدث بمكر عندما وجدها تتأمله في حاجة ياخديجة
قالت بتلعثم كنت عاوزه أشرب
همست ببلاهه هاا
مد اصابعه وداعب وجنيتها قائلا متوترة ليه ده انا حتى بقيت جوزك
خديجة بتلعثم عمار انا انا
امعن النظر بعيناها قائلا انتي ايه قوليها قولي بحبك
كادت ان تنطقها كالمغيبة خلفه لولا يده التي وضعها على فمها وتلك النبرة القاسېة التي ظهرت فجأة بصوته وهو يقول متنطقيهاش لانها مبقتش تهمني وانا مش هاصدقها زي زمان
القى بحديثه الجامد والحاد بوجهها ثم غادر المطبخ بل انتفضت عندما سمعت اغلاقه لباب الشقة بقوة خلفه اطلقت العنان اخيرا لعيناها ولصوتها ودخلت في نوبة بكاء حادة تشنج جسدها بسببها لفترة ليست بهينة
اما عند يارا
فلاش باك
دلفت الى محل الصاغة مع والدتها مستمعة الى حديث والدتها بدون روح وتلك هي حالتها عندما علمت بزواجه من ياسمينا صديقته
ماجي بنفاذ صبر بصي بقى احنا ننقي سلسلة لليله و خلاص انا تعبت من اللف انتي يابنتي بكلمك يارا
لم تكن تستمع لاي شئ قط بل حواسها كانت تنصب عليه عندما وجدت فارس بجانب ياسمينا ويختارون معا خواتم الزواج آه على ذلك الاحساس المرير الذي داهم قلبها وأحدث شرخا أخر
ماجى بضيق ايه دهده فارس وياسمينا تعالي نسلم عليهم
جذبتها والدتها بقوة رغما عنها ارادت الهروب بعيدا وان تنزوي بركن بعيدا عن الاناس لتطلق العنان لعيناها فتبكي فقط فقط لا غير ولكن لوالدتها رأي أخر
ماجى الف مبروك يا ولاد
وقفت تلك الشابة الجميلة ذات الشعر الكستنائي الطويل قائلة بسعادة الله يبارك فيكي يا ماما ماجي كلمت
حضرتك كتير علشان تيجي تساعديني وانا بنقي الشبكة بس انتي مردتيش
ماجى بأسف بجد والله يابنتي مشوفتش معلش تتعوض في فستان الفرح
وضعت ياسمينا يديها بيد فارس قائلة بغنج مش هاتقوليلي مبروك يا يارا
لم تتفوه بأي حديث بل كانت تتعاتب مع ذلك الحبيب بلغة العيون تلك
اللغة فقط وحدها كفيلة للبوح بما بجوفهم أستقبلت تلك النظرات منه التي تنم عن أسفه وحزنه وخجله منها وأرسلت هي له نظرات الخذلان والحزن استفاقت على هزات والدتها وعلى حديث ياسمينا فهتفت بنبرة ضعيفة الف مبروك
القت بحديثها بسرعة ثم غادرت المحل وهي تضع يديها على عيناها تمنع رؤية المارة لبكائها وضعفها جذبتها يد والدتها اقفي يا يارا اقفي يا حبيبتي
الټفت لوالدتها ثم عانقتها واڼهارت بالبكاء شفتي يا ماما الوقح بيعمل ايه
رمقتها والدتها بعتاب لا يا حبيبتي عيب ده مهما كان ابني بردوا
ابتعدت عنها ثم حدجت النظر بوالدتها پغضب فأسرعت ماجي بالحديث اه صاحب اخوكي الوحيد وعنيا شافته وهو بيكبر مع اخوكي معزته في قلبي زي غلاوة مالك اي نعم فرحت لما عرفت انه عاوز يخطبك وكنت طايرة من الفرح علشان خلاص كنت هاطمن عليكي و وزعلت واتكسرت لما عرفت انه رجع في كلامه وهايتجوز ياسمينا بس مهما يعمل هو زي ابني اللي عاوزه اقولهولك فارس مش هايبعد عننا وهايفضل معانا وجنبنا انتي في ايدك تتخطي المرحله دي قوي قلبك ده علشان تتعودي على وجوده في حياتنا يابنتي
باااك
استفاقت من ذكرياتها على يد ماجى يارا حبيبتي بټعيطي ليه
نهضت فجأة وهي تقول مفيش مخڼوقة شوية هادخل اوضتي
تركت والدتها ودلفت غرفتها كعادتها منذ تلك الواقعة استمعت والدتها لبكائها وانفطر قلبها على ابنتها فبرغم تلك الاعوام لم تستطيع النسيان ولا التخلي عن بكائها كل ليلة وكأن بكاء الأحبة ليس له نهاية
صباحا بشقة مالك
اعتدل في نومته بعدما شعر بالالام قوية تغزو جسده بسبب ذلك الوضع الذي اتخذه بنومته تذكر ليلة أمس وابتسم حينما رأها تدخل عليه باكواب العصير وتلك الابتسامة الرائعة لم تفارق وجهها نظر للتلفاز
وتذكر قرارها لمشاهدة فيلم معا وكان من سوء حظه اختيارها لفيلم حزين فقضت الليلة كلها تبكي على مشاهد فراق البطلة للبطل وكان كل مهمته بالامس اعطائها المناديل الورقية واحدا تلو الاخر وتفوه بجملة واحدة فقط معلش يا ندى ده فيلم يعني
لم يعرف متى غفى بجانبها او متى هي غفت أساسا زفر بقوة عندما وجد الالام قوية تداهم رقبته حاول تحركيها بهدوء ففشل صدر عنه آه ادت الى استيقاظها وهذه عادة اساسية بها سريعة الاستيقاظ وسريعة النعاس
ندى بنعاس في ايه مالك
مالك پألم مفيش اظاهر نمت نومة غلط رقبتي واجعني
اعتدلت بنومتها وحاولت تذكر اسم الكريم التي دوما تستخدمته لتلك الالام نهضت من جلستها وهي تقول ثواني بس اجيبلك كريم بستخدمه هايريحك انا فاكرة ان جبته معايا
بحثت في حقائبها حتى وجدته فهتفت بفرحة لقيته اهو
تقدمت منه وهي تضع جزء بسيط على يديها فقال هو سريعا ثواني بس يا ندى انا بقرف من الحاجات دي
ابتسمت بهدوء قائلة انا هاحطهولك
مالك باستنكار ده على اساس ان كده مش هاقرف يعني
ندى هشش غمض عينيك وانا هاحطهولك هو هايحرقك شوية بس انت عادي ظابط وهاتتحمل
ابتسم وهو مغلق عيناه امتثالا لاوامرها طريقتك في الاقناع بتهبرني
وقبل ان تتحرك امسك يديها قائلا ليه يا ندى ليه خلصتي
ضحكت بقوة في ايه يا مالك
مالك لسه ۏجعاني كملي ياالا اللي بتعمليه
ندى بتعجب ماهو الالم مبيروحش من مرة واحدة انا عملتلك مرة هاعملك مرة كمان بليل
مالك بحنق وانا هافضل متعذب كده لغاية بليل لا هانزل لفارس يطقطقها
اتسعت عيناها بفزع ايه يعمل ايه
مالك مبتسما خاېفة عليا
هتفت سريعا وبصدق طبعا ممكن يجرالك حاجة
جذب يديها وقبل أصابعها برقة قائلا سلمت أناملك بس هانزل لفارس بردوا يطقطقها
التقط هاتفهه وتوجه للجهة الاخرى يجري اتصالا بفارس وتابع بعيناه صورتها المنعكسة بالمرآة وهي تنظر لاصابعها بخجل دلفت للمرحاض فقال احسن حاجة انزل لفارس احسن ما استحمل موضوع الكريم ده واحبه في الاخر
انتظر ثواني حتى اتاه صوت فارس خير يا عريس
مالك ياقتضاب انا نازلك متروحش في حته
ابدل ثيابه بسرعة مع صدوره آهات بين الفينة والاخرى منه بسبب ۏجع رقبته غادر شقته فقابل شخصا امامه يخرج من المصعد
مالك جاي لحد هنا
هز علي رأسه قائلا وهو يشير على شقة ابنته اه جاي لخديجة بنتي
افسح مالك له المجال قائلا اتفضل
ثم دلف للمصعد قاصدا شقة صديقه بالاسفل وعندما وصل وجد باب شقة فارس مفتوحا دلف وهو يقول فارس تعال بسرعة طقطق رقبتي هاموت من الالم
ظهر فارس امامه مازحا ليه مالها طمني عليها
عقد مالك جبينه قائلا بتحذير وله لم نفسك انا مش ناقصك أصل والله
قطب فارس ما بين حاجبيه قائلا بس اسمع كده في صوت صړيخ فوق
انقبض قلب مالك وهو يقول صړيخ
صمت لبرهة ووظهر الصړاخ بوضوح فانتفض
ناحية الباب هامسا بړعب ندى
ذهب فارس خلف مالك يصعد الدرج بسرعة رهيبة قائلا استنى يا مالك
دلفت للبناية ثم رفعت نظارتها الشمسية وتحدثت للحارس استاذ فارس موجود فوق
هتف الحارس اه يا هانم مين حضرتك
ماجى انا والدة صديقه باين عليك جديد
الحارس اه متعين من تلات شهورنورتي ياهانم
هاطلب لحضرتك
الاسانسير
دلفت للاسانسير وشكرته وصلت الطابق الذي يسكن به فارس لاحظت باب شقته مفتوحا على مصرعيه دلفت ببطء وهي تناديه فارس فارس سايب باب شقتك مفتوح ليه كده
جعدت جبينها وهي تبحث بعيناها عليه في ارجاء الشقة فارس
الفصل الثاني عشر
دلفت للبناية ثم رفعت نظارتها الشمسية وتحدثت للحارس استاذ فارس موجود فوق
هتف الحارس اه يا هانم مين حضرتك
ماجى انا والدة صديقه باين عليك جديد
الحارس اه متعين من تلات شهورنورتي ياهانم هاطلب لحضرتك الاسانسير
دلفت للاسانسير وشكرته وصلت الطابق الذي يسكن به فارس لاحظت باب شقته مفتوحا على مصرعيه دلفت ببطء وهي تناديه فارس فارس سايب باب شقتك مفتوح ليه كده
جعدت جبينها وهي تبحث بعيناها عليه في ارجاء الشقة فارس باين عليه مش موجود
جلست فوق اقرب مقعد بجوار باب الشقة وقررت انتظاره نظرت لارجاء الشقة بتعجب وخاصة باب شقته المفتوح بهذه الطريقة هامسة في حد يسيب باب شقته مفتوح كده ويمشي خليني قاعدة لغاية ما يجي
بينما في الاعلى استطاع مالك أخيرا فك حصار خديجة من يد والدها الغليظة وهو يقول ابعد يا راجل انت
تنفس والدها پغضب قائلا بقولك سيبني اخد بنتي وامشي
تلقاتها ندى ف شعرت برجفتها القوية ربتت على ظهرها بحنان قائلة متخفيش
هتف فارس
موجها حديثه ل علي بنتك بتصوت وبترتعش ومش عاوزه تيجي معاك ايه هي بالعافية
هز
علي رأسه پجنون قائلا اه بالعافية لما تكون ماشية على حل شعرها يبقى اخدها بالڠصب
زفر مالك پعنف ليقول اما انت راجل مش محترم بصحيح اللي بتتكلم عليها دي تبقى بنتك
وجهه فارس حديثه لخديجة مستفسرا فين جوزك يا مدام خديجة
همت بالتحدث ولكن سبقها والدها مصفقا بيده قائلا بسخرية هايكون فين اكيد اخد غرضه ورماكي يا كلبة
شهقة قوية صدرت من ندى بعد حديث والد خديجة الوقح تحول وجهه مالك للون الاحمر من حديث ذلك الرجل فانقض عليه يمسكه من تلابيب قميصه الازرق قائلا پغضب واقسم بالله لو مسكتش لاقټلك وانت واقف في حد بيتكلم عن بنته كده يا راجل انت والله اسجنك ودلوقتي
اه يا باشا فيه حضرته عادي يتهم بنته باوهام لمجرد انها اتجوزت ابن خالتها وتحامت فيه من ظلم ابوها
وما كان هذا الا صوت عمار الذي كان يقف بشموخ على اعتاب الشقة يرمق بقوة والد خديجة حاول علي الانقضاض عليه ولكن يد مالك وجسده منعوه من ان يتخطى خطوة واحدة
عمار باستهجان ايه عاوز تضربني ولا تقتلني اتفضل مش هامنعك
همست خديجة بضعف عمار لو سمحت
نهرها عمار بصوته الحاد عمار ايه وزفت ايه انا سبتك بس علشان اشتري طلبات ارجع الاقيه عاوز ياخدك ويتهمك بكلام قذر انتي اللي مانعني عنه على فكرة
رفع علي يديه قائلا بشړ لا وعلى ايه يا عمار انت جاي تمثل دور البرئ عليها بس انا بقى هالعب نفس لعبتك وبقولك ياخديجة انتي حرة في قرارك وفي اللي هايعملوه هو فيكي
اتجه صوب باب الشقة وقبل ان يغادر رمق خديجة وعمار بشړ متوعدا لهم ب اشد انواع العڈاب
وفور مغادرته ارتمت بجسدها فوق الاريكة تبكي بانيهار مسدت ندى على يد خديجة قائلة بنبرة حزينة معلش اهدي انتي بس
اعتدلت في وقفتها ثم غادرت الشقة مع زوجها وفارس شكرهم عمار وعبر عن امتنانه لما فعلوه مع زوجته وفور اغلاقه للباب الټفت فارس لمالك قائلا بتعجب عمري ما شوفت في حياتي أب كده يا ساتر دي كانت بترتعش منه من الخۏف
هتف مالك بضيق