روايه للكاتبه روز امين
وعلشان أنا زي ما حضرتك بتقول كدةمش عاوز بنتي تتوجع زيي ولا تدوق المر اللي أنا دوقته
وبعيناي مټألمة أكمل مسترسلا پذعر أب يخشي چرح صغيرته
مش حابب أشوفها بتنطفي قدام عيوني
قطب جبينه بعدم استيعاب لحديثه الغامض وتسائل مستفسرا
وهي إيه اللي هيطفيها لما تتجوز اللي بتحبه!
بصوت صارخ مټألما أردف بتأكيد
ضيق عز عيناه غير مدرك حديث نجله فاسترسل الأخر شارحا
أيسل وكارم زي الليل والنهار عمرهم في يوم ما هيتقابلوا
واستطرد مادحا
كارم شخصية ناضجة وقوية وحازم في قراراته وقد المسؤلية بجدوما بيقبلش غير بالكمال في حياتهراجل بجد وتربية أبوه
وأيسل زي ما حضرتك عارفرقيقة ومتدلعةمش واخدة علي تحمل المسؤلية وأكتر حاجة بتكرهها هي إن حد يفرض رأيه عليها أو يوجههاوكارم راجل عسكري حاسم واخد علي الأوامر والطاعةالدنيا عنده لونين ما فيش غيرهمأبيض وإسودواللون الرمادي مالهوش أي وجود في حياته
بنبرة هادئة تحدث بحصافة
واسترسل بايضاح
بدل ما يعيشوا عمرهم كله يحملوك ذنب بعدهم عن بعض
إتسعت عيناه وبدا علي ملامحه الهلع من مجرد تخيله للفكرة
عاوزني أجازف بقلب بنتي وادخلها تجربة وأنا متأكد من فشلها!
عقب متسائلا بتعجب
مش يمكن يكونوا بيحبوا بعض بجد وتكون بقرارك المتعسف برفضه بتقضي علي قلوبهم
عقب بتأكيد
أنا متأكد من إن أيسل ما بتحبهوش
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمه وتحدث بما أشعل روح ذاك الغيور
طب إيه رأيك إن بنتك بذات نفسها اللي طلبت إني أتدخل وأتوسط له عندك علشان توافق علي الخطوبة
بنتك بتحب يا باشاالواد قدر في وقت قصير يوصل لقلبها ويملكه لدرجة إنها تخرج عن المألوف وتتخلي عن خجلها وتلجئ للي يتوسط له عندنا
إشټعل قلبه بڼار الغيرة علي صغيرته جراء حديث والده ثم جحظت عيناه وتحدث وهو يجز علي أنيابه
حضرتك متأكد من الكلام ده يا باشا
أيسل فعلا جت لها الجرأة وأتكلمت في الموضوع ده
هو الباشا غيران علي بنته ولا إيه
بعيناي متأثرة أردف مترجيا
يا باشا حاول تفهم وتقدر خۏفي علي بنتيأيسل لسة صغيرة
بنبرة متعجبة صاح عز بابانة
يادي صغيرة اللي إنت ماسك لنا فيها دي كمان بنتك
داخلة علي إتنين وعشرين سنة يا ياسينيعني بقت أنثي مكتملة وتقدر تختار بعقلها قبل قلبها الإنسان اللي هي شيفاه مناسب علشان تكمل معاه حياتها
نظرة إنهزامية سكنت عين ياسين لمحها عز فأمسك كفه وتحدث بحصافة لإزالة ألمه وتشتت عقله
أنا فاهم خۏفك وقلقك علي بنتك لأني مريت بنفس إحساسك لما حسام إتقدم لشيرين أختكإحساس صعب أنا عارفبس هي دي سنة الحياة ولازم نتبعها
بنبرة خاڤتة أردف بانهزامية مما جعل قلب عز يتوجع لأجل صغيره
حضرتك ليه مش قادر تفهمنيسيلا لسة ما استقرتش نفسيا يا بابا وده اللي راعبني
شدد من مسكة يداه واردف بابتسامة حنون مؤازرا صغيره الأقرب إلي قلبه
مين بس اللي قال لك الكلام ده يا حبيبيصدقني يا ابني كل دي هواجس جواك مش أكتر
واستطرد موضحا برصانة
ما تغالطش نفسك يا ياسينبنتك معنوياتها مؤخرا بقت مرتفعة وفي السماوكلنا ملاحظين رجوع سيلا بتاعت زمان
واستطرد موصيا إياه بتعقل
روح أقعد مع
الدكتور بتاع بنتك وأتكلم معاه وأفهم منه قبل ما تخاف وتحكم علي بنتك وتظلمها
واسترسل بإرشاد بنبرة حنون
خليك سند لبنتك وروح أقعد معاهاخدها في حضنك وأسألها وأفهمها يا ياسين وما تنساش إنها فقدت أمهايعني سيادتك لازم تقوم معاها بدور الأب والأم مع بعض
أغمض عيناه وبات يهز رأسه تطابقا مع رؤية حديث والده العقلانيضيق عز عيناه بتدبر ثم أردف بدهاء متبعا سياسة الأمر الواقع كي لا يعطي الفرصة ل نجله بالتملص
أطلب لي الدكتور فيديو كول حالا علشان نكلمه ونتطمن منه علي حالة البنت
بعدين يا باشا نطقها بعيناي متهربة فتحدث الأخر بإصرار واضعا إياه تحت الإجبار
خير البر عاجله يا حبيبيإتصل إتصل
كظم غيظه وبقلب مستشاط أمسك هاتفه وقام باجراء مكالمة عبر تطبيق مكالمات الفيديووبدأ عز بطرح الأسئلة عليه سؤالا يلو الآخر حتي تأكدا كلاهما أن الفتاة أصبحت بحالة رائعة وبلا حاجة إلي زيارة الطبيب من جديدأغلق ياسين بعدما شكر الطبيب وأثني علي مجهوده في المساعدة لإعادة إبنته إلي طبيعتها
إبتسامة خبيثة ظهرت فوق ثغر ذاك الذي رفع كفاه في الهواء وتحدث بمشاكسة
أظن كدة إطمنت واتأكدت إنها بتحبه بجد
واستطرد بتكليف
كلم الرائد وقول له إنك راجعت نفسك وخليه ييجي يطلبها رسمي
إتسعت عيناه بذهول وتحدث باعتراض مستاء
كلام إيه اللي بتقوله ده يا باشا!
حضرتك عاوزني اتصل بيه وأقوله هات أبوك وتعالي أخطب بنتي!
واستطرد متهكما بنبرة حادة
ما أتأسف له بالمرة وأترجاه يسامحني
إتكأ عز بساعده علي حافة الأريكة ثم ضيق عيناه وبات يتطلع إلي ولده مدققا النظر داخل مقلتاهتنفس ياسين بانهزام وازاح بصره منسحبا بعيناه ثم تحدث متهربا
لو بيحبها بجد هيرجع يفاتحني تاني في الموضوعوساعتها هبقي أبلغه بموافقتي المبدئية
واستطرد بنبرة حزينة
السناوية بتاعت ليالي الله يرحمها بعد عشر أياموكدة كدة مكانش هينفع نعمل خطوبة اوي اي حاجة قبل مرور سنة علي ۏفاة أمها
تنهد عز ثم تحدث مستفسرا كي يطمئن عليه
مالك يا ياسينفيه حاجة تانية مضايقاك غير موضوع سيلا
أخرج من صدره تنهيدة حارة أوحت إلي كم الهموم التي يحملها داخل صدرهثم نظر إلي أبيه وكأنه كان ينتظر سؤاله كي يخرج ما يضيق به صدره عله يشعر ولو ببعضا من الراحة
إتخانقت أنا ومليكة بسبب أيسل وقولت لها كلام ما كانش ينفع أقوله
رفع منكبيه باستكانه وبنبرة تقطر ندما تحدث شارحا
في لحظة غباء وتهور مني خرجت فيها كل ڠضبي لدرجة إني إتهمتها إن مصلحة أيسل ماتهمهاشوإنها مجرد مرات أب لأولادي
بقلب حزين كان يستمع إلي صرخات قلبه لا فقط لكلماتهتحدث بنبرة هادئة ليبث داخل روحه الطمأنينة
مليكة بنت أصول وبتحبكوأكيد هتعذر خۏفك علي أيسل
واستطرد بابانة
هات لها بوكية ورد شيك وروح إعتذر لها وحب علي راسها وراضيهاوهي أكيد هتسامحك
هز رأسه واردف بيأس
مش قابلة مني أي كلام يا باشا وقافلة دماغها علي الآخر
واستطرد بايضاح
أول مرة تعاملني وتقسي عليا بالطريقة دي
واسترسل بعيناي حائرة
دي هددتني لو قربت منها هتسبني وتروح تنام في أوضة الأولاد
بإبتسامة ساخرة تحدث
بنت سالم عثمان رفعت عليك راية العصيان يا باشاقابل بقي وأشرب يا حبيبي
سأله مترقبا رده بتشوق
دبرني يا باشاأحلها إزاي معاليك
غمز له وتحدث
أنا بردوا اللي هدبرك يا روميو عصرك
تنهد ثم أرجع رأسه ساندا إياها للوراء ثم أغمض عيناهبسط عز يده باتجاه ولده وربت علي كتفه واسترسل ليبث داخله السكون
كل حاجة بتتحل وتتعالج
مع الوقت
أحني رأسه بإيماءة بسيطة وهب واقفا واستأذن والده وصعد إلي الأعلىخلع عنه ثيابه وحصل علي حماما دافئا أزال به بعضا من عناء يومه وأرقه وتحرك حتي وصل لتخته وقام بإلقاء جسده المنهك عليه وبغصون عدة دقائق كان يغط في سبات عميق وكأنه يريد الهرب بالتوغل بالنوم
داخل الكافيتريا المتواجدة بجامعة القاهرة
جلس يحتسي قهوته منتظرا حضور من أصبحت تستحوذ علي لبه لتأتي إليه بعد إنتهاء محاضرتهارأته مايان حيث كانت تدخل المكان بصحبة صديقتيها لتناول بعض الشطائر الخفيفة والمشروبات الغازيةإرتجف قلبها فرحا حين رأته جالسا حول إحدي الطاولات وعلي الفور إعتذرت من صديقتيها وهرولت منطلقة إليهوقفت أمامه تتطلع عليه بنظرات ولهة لعاشقة صغيرة وتحدثت بحبور
كارمإيه المفاجأة الحلوة دي
رفع قامته ناظرا عليها وأردف بإبتسامته الساحرة
إزيك يا مايا
أنا ببقي كويسة لما بشوفك نطقتها بإبتسامة سعيدة وقلب يتراقص مما أحزن قلب هذا الفارس الذي طالما ما رأها إلا ك شقيقته ويكن لها شعورا طيبا بداخل قلبه
إبتسم لها بهدوء ثم أردفت هي باستئذان متلهفا
ممكن لو ما فيهاش إزعاج أقعد معاك
وبرغم عدم رغبته بجلوسها تجنبا لإثارة غيرة حبيبته المتمردة عليهإلا أنه عقب علي حديثها قائلا بترحاب كي لا يحزنها
أكيد طبعاإنت بتستأذني!
بلهفة سحبت مقعدها وجلست وأشار هو بيده يستدعي النادل الذي حضر علي الفور وتحدث بإيماءة بسيطة
تحت أمرك يا أفندم
حول بصره إليها وتحدث متسائلا باحترام
تاخدي إيه يا مايا
وضعت سبابتها علي طرف فكها وضيقت عيناها بتفكر ثم أردفت تملي طلباتها إلي النادل بنبرة حماسية
عاوزة ساندوتش برجر بالبيض ومعاه كولا لايت
مال بعيناه في إشارة منه إلي النادل بجلب ما طلبت فاسترسلت متسائلة بدلال
إنت مش هتاكل معايا
أكلت وأنا جاي في الطريق نطقها بهدوء كي لا تحزن فابتسمت وباتت تتحدث إليه بحماسة إلي أن جلب لها النادل شطيرتها وبدأت بتناولها تحت سعادتها وفتح أحاديثا تستقطب بها إهتمام ذاك الذي يمتلك قلبها ودائما ما تسعي إلي أن يمتلك هو الآخر خاصتها
دخلت تلك الحالمة من البوابة تتطلع بقلب شغوف وعيناي عاشقة علي من ملك الفؤاد وتملكتسمرت بمكانها عندما وجدته يجلس بصحبة تلك الغليظةإستشاط داخلها وكادت أن تتحرك لتعود إلى الخارج لولا ذاك الذي لمحها وبسرعة تحرك إليها وتحدث بنبرة حنون لعيناي هائمة
رايحة فين يا أيسل
رمقته بنظرة غاضبة ثم حولت بصرها وتحدثت وهي تحدق تلك التي تطلعت عليها پحقد
مش عاوزة أكون عزول وأضيع لكم جمال اللحظة
بنظرات لائمة أردف بنبرة جادة
بطلي جنان وتعالي علشان أعرفك علي بنت خالتي
حدقته بحدة فاستطرد لائما عيناها
وبعدين معاكيما ينفعش تخرجي من غير ما تسلمي عليها
واسترسل بمشاكسة كي يزيل ما أصابها من توتر
إنت كدة هتبقي بتعلني عن دق طبول الحړب بينك وبين خالتي بدريوطبعا أمي هتاخد صف أختها وكدة البداية مش هتبقي مبشرةوأنا اللي هتفرم في وسطيكم
ڠضبت من أسلوبه الساخر المتغاضي عن غيرتها التي أشتعلت بجسدها بفضل وجوده
مع تلك المنافسةفتحدث هو بنبرة جادة أشبه بأمرة بعدما فقد إقناعها بالعقل
أدخلي سلمي علي مايا يا أيسل
كادت أن تغادر تاركة إياه وليكن ما يكون لكنها تراجعت باللحظة الأخيرة لسببانأهمهما هو عشقها الحقيقي لذاك الحبيبوالاخر هو رفضها لفكرة الإنسحاب والتخلي عن حقها في الحبيب أمام تلك المايان
نظرت أمامها بتحدي وتحركت بعدما إنتوت المواجهة تحت أرتياح قلب كارم الذي تحرك بجانها بهدوءوقفا كلاهما أمام الطاولة وأشار إلي ميان وهو ينظر إلي أيسل
دي مايان بنت خالتي طالبة في الفرقة التالتة وبعتبرها زي أختي الصغيرة بالظبط
نزلت كلماته الهادمة علي قلبها شطرته لنصفين وطاحت بأحلامها البريئة التي عاشت تشيدها بخيالها الحالم
نظرت إليه بعيناي حزينة تحت ارتياح قلب أيسل وهدوئها النسبيحول بصره ناظرا علي مايان واشار بيده إلي حبيبته وتحدث وهو يتناقل النظرات بين كلتاهما
ودي دكتور أيسل المغربي يا مايان
تطلعت إليه منتظرة بتأمل كي تستمع بما سيسعد