روايه للكاتبه ياسمين عزيز
كل القواعد لأنه
أحضر فرقة شعبية لعزف و أداء أغاني
المهرجانات و كذلك راقصتين لكنهما
كانتا ترتديان ملابس محتشمة كانت سيلين في كل مرة تسأل سيف
عما تراه و كان يجيبها و يفسر لها
برحابة صدر إبتسمت لإنجي و إنشغلت
في الحديث معها مما أثار ضيق سيف
الذي رمق إنجي پغضب و كأنها ضرته سيلين و هي تحدث إنجي
قصدك الراقصات طب إنت تعرفي ترقصي زيهم سيلين لا بس عجبوني حلوين جدا قرب كرسيه من كرسي زوجته ثم أمسك بيدها بين يديه و أخذ يمسح عليها بحنان و هو يتذكر أيامه الماضية معها التي كانت
أشبه بالحلم إلتفت صدفه نحو صالح ليجده ينظر له و يضحك ليدير سيف وجهه عنه بانرعاج واضح و هو يشتمه في سره كم هو داهية ذلك الرجل لا شيئ يفوته ضغط على يد سيلين عسى أن تنتبه له لكنها و دون قصد جذبت يدها من يديه حتى ترجع خصلات شعرها التي غطت وجهها
بابتسامة حاول إخفاءها حفاظا على مظهره العام أمام الناس رغم انه لم يكن يبالي بهم عندما وجدها تدس يدها بين يديه تعيدها لنفسها مكانها بعفوية و هي تكمل حديثها مع إنجي شعر بتضخم قلبه بداخله و هو يحتضن يدها
ليصعد الدرج نحو جناحه القديم في القصر فتحه ثم دلف لتدخل هي وراءه هاتفة بانزعاجليه خليتنا نسيب الحفل و نيجي هنا أنا كنت أتفرج عالرقاصة إنجي قالت العروس هتنزل ترقص انا كنت عاوزة إقترب منها سيف كنمر متربص
رقبته قائلة بدلال تعلمته مؤخرا
ما انا كنت بكلمك قبل ما تييجي
إنجي مط سيف شفتيه بتذمر معترفا بغيرة لا أنا عاوزك ليا انا لوحدي مش عاوز حد يشاركني فيكي حتى طنط هدى عاوزك دايما تتكلمي
معايا و تهتمي بيا انا و بس أنا مش عارف ليه بغير من كل حاجة إنت بتحبيها أو تهتمي بيها أحيانا بغير حتى من تلفونك و ببقى عاوز أتخلص منه حتى الولد اللي إسمه ياسين مبقتش طايق اشوفه بسبب إهتمامك بيه باختصار عاوزك ليا على طول قلبك عقلك مشاعرك و جسمك كلها لياأنا و بس حتى لو جبنا بيبي مش عاوزك تنشغلي بيه و تنسيني تصلب جسدها و توسعت عيناها لما تسمعه
بلمسات خبيرة محاولا نقل بعض من
مشاعره المتأججة إليها لينجح في ذلك
و هو يراها تغمض عينيها و قد بدأت
عن نسج عبارات الغزل و العشق لتسقط
بعد سويعات قليلة بدأ المعازيم بمغادرة الحفل
حتى لم يبق في القصر سوى ساكنيه
لنتشر الخدم و العمال في أنحاء القصر و الحديقة لتنظيفه و إزالة جميع مظاهر الزينة بينما إنطلقت سيارة صالح نحو الإسكندريةحيث قرر قضاء أسبوع على متن يخته إرتدت إنجي معطفها فوق فستانها ثم خرجت للحديقة تبحث عن هشام ليخبرها أحد الحرس أنه قد خرج بسيارته منذ حوالي نصف ساعة جلست تنتظر قدومه
رغم برودة الطقس التي تسللت لتجمد
أطرافها لكنها لم تستسلم فربما تكون
هذه هي الفرصة الوحيدة الممكنة للتحدث معه مرت الدقائق ثقيلة و طويلة عليها حتى كادت تيأس من مجيئه لكنها ضلت مصممةعلى البقاء شعرت بضيق كبير يعتري صدرهاعندما تذكرت تلك الجميلة التي أحضرها معه أيعقل أنه معها الان و هل ينوي خطبتها و لم لا فهي تبدو مناسبة جدا له جميلة و طبيبة أيضا مثله طيب و انا همست بصوت منخفض و هي تحشر يديها
داخل جيوب معطفها متساءلة
أنانية كعادتها لا تفكر سوى بنفسها أليس هذا هشام نفسه الذي إستغلت حبه لسنواتأليس هو من أهانته و إتهمته باطلا لتتخلص منه ألم تكن تريد حريتها و الإبتعاد عن هذا القصر رفعت رأسها عاليا نحو سطح القصر تزامنا
مع تفكيرها في آخر كلامها
قبل أن تضيف بتصميم ايوا دا بالضبط اللي انا عاوزاه و هو إيه اللي إنت عاوزاه يا آنسة إنجيلم يكن هذا سوى صوت هشام الذي كان يراقبها منذ وقت قصير بعد أن أخبره الحارس أنها تنتظره هنا إلتفتت نحوه بتفاجئ من وجوده دون أنتشعر به لكن سرعان ما هدأت لتسأله كنت فين طول الايام لي فاتت و قافل تلفونكضحك هشام بسخرية مجيبا و إنت مالكظهر الڠضب جليا على وجهها بسبب نبرته
التي يتحدث بها معها لأول مرة لترد عليه
بحدةإنت بتكلمني كده ليه و بعدين إنت عارف كويس أنا بسأل ليه يا دكتور ضحك بتسلية بعد أن فهم مقصدها ليتقدم نحوها بخطوات بطيئة و هو يتحدث ممممم قصدك الليلة اللي
طلتنكمش ملامح إنجي پصدمة قصدك إيه على فكرة إنت كذاب عملت كده بس عشان ټنتقم مني
أيوا فعلا أنا عملت كده عشان انتقم
منك و عشان آخذ حقي منك إنجي بدهشةحقكهشام بقسۏة
أيوا حقي حق سنيني اللي ضاعت و انا بستناكي حق مشاعري اللي تلاعبتي بيها و كأني و لا حاجة بالنسبالك أمال إنت فاكرة إيه و إلا تكونيش
معتبراني فصل من حياتك و إنتهى و هتتجاوزيهكده بسهولة تؤ كده تبقي غلطانة يا جيجي بس عندك حق تتفاجئي أصلي
طول عمري
بوريكي الجانب الطيب بتاعي الجنون الهادي عمرك ماشفتي وشي الثاني أهي فرصة تتعرفي عليا من أول و جديد إمتعضت ملامحها و هي تهمس بغل بكرهك بكرهك يا هشام و بكرة تشوف انا هعمل فيك إيه إوعى تفتكر إني ضعيفةو مش هعرف اجيب حقي منك هشام ببرود إعملي اللي إنت عاوزاه مش مهم إنت صفحة
من حياتي و إنتهت قطعتها رميتها في الژبالة مكانك الطبيعي اومأت برأسها و هي تهدده من جديد
هقول لجدي على كل حاجة و أبيه فريد و العيلة كلها هتفضحك في كل حتة هتشوف ضغط على أسنانه يرمقها بنظرات غاضبةو هو يقبض على ذراعها بقوة مردفا بتحذير ساعتها مفيش غيرك هيتفضح هتبقى
سيرتك على كل لسان و انا هقلهم إنك
جيتيلي برضاكي فاكرة المرة اللي فاتت
لما قلتي لأخوكي إن عاوز مصدقكيش
طرغم إني كنت في أوضتك عشان كلهم عارفينك أنانية و حقېرة و ممكن تعملي كل حاجة عشان مصلحتك هشام إنت ډمرت حياتي ليه عملت فيا
كده همست بضعف مطلقة العنان لدموعها الحبيسةلكن هشام لم يسمح لنفسه أن ينخدع مرة أخرى نفضها عنه بعيدا حتى لا يضعف أمامهاكما كان يفعل في الماضي هتف هشام بحدة بعد أن نجح في السيطرة على مشاعره
أنا مش حيوان عشان اعمل حاجة حقيرةزي دي و في بنت عمي إنت لسه زي ما إنت و انا عمري ما قربت منك زي ما قلتلك إنت صفحة و إنتهت من حياتي للأبد اصلا انا من يوم ما رفضتيني قررت أنساك و أبدأ من جديد مع إنسانة تستاهلني إنجي
وفاء صح هشام بتأكيد
أيوا و قريبا جدا هنعلن خطوبتنا للناس كلها مش داه اللي إنت
كنتي عاوزاه إنك تتخلصي مني عشان تعيشي حياتك و تطلعي من القصر داه تمام عاوزة إيه ثاني برنسس إنجي عاوزة فلوسحركت رأسها بنفي ثم إلتفتت للجهة
الأخرى وهي تشد
المعطف حولها بقوة
محاولة تدفاة جسدها بعد أن شعرت
بالبرد يلفحها فجأة نظرت أمامها بشرود تتخيل تلك الوفاءو هي سعيدة معه يدللها و يهتم بها كما
كان يفعل معها لتتساءل مرة اخيرة هل
هي سعيدة الان إلتفتت نحوه مرة أخرى لتخبره بأن يبقى
معها لكنها لم تجده لتنهمر دموعها كالمطر بعد أن خسرته للأبد فهي تعرفه جيدا هشام من النوع الذي لا يقبل الإهانة أبداو إذا ڠضب فهو يتحول لشخص آخر ينطبق عليه المثل القائم إتق شړ الحليم إذا ڠضب صعد هشام لغرفته بخطوات متثاقلة و هو
لا يدري هل ما يفعله صحيح أم أنه يخطونحو فصل جديد من العڈاب و الندم عض شفتيه پقهر يرثي حبه الذي ماتقبل أن يرى النور مازال يحبها بل يهيم عشقا فيها لكنه لن يسمح لها بإهانة كرامته مرة أخرى سيحاول أجل سيحاول البدأ من جديد
مع إمرأة أخرى إمرأة حقيقية مختلفة
تشاركه مشاعره و حياته
في طائرة سيف الخاصة كانت يارا تشعر بالنعاس الشديد و لم تستطع المقاومة أكثر لتغفو على كرسيهابينما كان صالح ينعم بشاور هادئ إنتهى ثم إرتدى ملابسه المريحة و خرج من الحمام المتصل بغرفة النوم الموجودة في الطائرة
قطب حاجبيه باستغراب عندما وجد
الغرفة فارغة فهو قد أخبر يارا منذ قليل
أنه بإمكانها تغيير ملابسها هنا و الاستراحة على السرير بدل الكرسي لكن المسكينة من شدة نعاسها لم تستطع حتى التحرك من مكانها خرج يبحث عنها ليجدها تنام على كرسيها
كما تركها منذ قليل
جثى على ركبتيه بجانبها ليتأملها عن
قرب كم تغيرت على أول يوم إلتقاها
فيه فقدانها للكثير من وزنها ظهر جليا
عليها بالإضافة إلى شحوب وجهها رغم
مساحيق التجميل الكثيرة التي كانت تغطيه كل ذلك سوف يتغير و سيهتم بها و بصحتهامن هنا فصاعدا فما أراده قد تم أرادها أن تأتيه
خاضعة
ترجوه الرحمة تماما كما خطط منذ سنوات حرك ذراعها بلطف ليوقضها لكنها لم تستيقظ إبتسم و هو ينهض من مكانه ليحملها متجها بها نحو غرفة النوم مددها على الفراش ثم أزال فستانها بصعوبةو ألبسها ملابس أخرى مريحة و إستلقى بجانبها يداعب وجهها و شعرها منتظرا وصول الطائرة إلى وجهتها المقصودة بعد حوالي ساعتين إستيقظت خلالهما يارا أكثر من مرة و هو ينقلها من الطائرة إلى السيارة و السيارة إلى اليخت لكنها في كل مرة تعود لتنام من جديد من شدة
تعبها و نومها المتقطع طوال الايام الماضيةحتى حل الصباح لتستيقظ بعد أن تسللتأشعة الشمس من الواجهة البلورية فتحت عينيها لتتأمل بانزعاج المكان الذي عرفته على