الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه للكاتبه روز امين

انت في الصفحة 3 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز

 

لينقل منها بداخل صحنه تنهدت عصت وجلست بجواره لتبدأ بتناول طعام فطورها باقتضاب تحدثت فريال إلى شقيقها 

إنت مبقاش نافع معاك أي كلام يا فؤاد لحد إمتى هتفضل تاعب قلوبنا معاك بالشكل ده

أكلي جوزك واهتمي بيه يا حبيبتي وياريت تصبي كل تركيزك عليه الرجالة بتزهق من عدم الإهتمام وبتطلع تدور عليه برة لو نقص جوة نطق بها متعمدا تغيير الموضوع لتهتف فريال بتذمر تشتكي لوالدها 

شايف يا بابا كلامه

كبري عقلك يا فريال اخوك بيهزر معاك هكذا أجابها والدها بتعقل لتتحدث بعناد 

لو فاكر إن كلامك ده هيخليني أبطل أخاف على مصلحتك تبقى غلطان وهفضل وراك لحد ما دماغك تلين وتتجوز يا فؤاد

ابتسم ليتحدث بملاطفة 

قول لمراتك تخليها في حالها وبلاش تحشر مناخيرها في حياة غيرها يا دكتور

تحدث ماجد مبتسما بلباقة 

خرجني انا من بينكم يا سيادة المستشار إنتوا عيلة واحدة والداخل بينكم خارج

تحدث علام بصدق 

إنت كمان من العيلة يا ابني من يوم ما اتجوزت فريال وأنا بعتبرك إبن تالت ليا

متشكر يا باشا ده شرف كبير ليا سعادتك جملة نطق بها ماجد لتستكمل على حديث زوجها عصمتقائلة بتهكم على نجلها 

سيادة المستشار عنده حق يا ماجدعلى الأقل إنت مريحنا مش واجع قلوبنا زي ناس

ابتسم بجانب فمه ليرتشف أخر رشفة من فنجان الشاى وتحدث وهو يهم بالوقوف

أنا شايف إن انا انسحب علشان حرب الكلام بتاعة كل يوم شكلها هتبتدي وأنا بصراحة عندي قضية مهمة ومحتاجة ذهن صافي 

تحدث علام برزانة 

أقعد كمل فطارك يا فؤاد

أمسك بمحرمة ورقية وقام بتجفيف فمه ثم أجاب والده بوقار 

أكلت الحمدلله يا باشالازم أتحرك حالا علشان عندي تحقيق في قضية مهمة ولازم أجهز لها

وقبل أن يتحرك تمسكت بكفه لتتحدث بحنان

من إمتى وإنت بتروح شغلك قبل ما تشرب قهوتك 

لتستطرد بعينين مترجيتين بعدما شعرت بأنه ينسحب بفضل ضغطهم عليه 

أقعد كمل فطارك على ما سعاد تعمل لك القهوة

ربت فوق كفها وتحدث بابتسامة هادئة

صدقيني يا حبيبتي معنديش وقت للقهوة هبقى أشربها في المكتب

نطقها وتحرك للخارج تحت شعور عصمت بالذنب لتتحدث نادمة 

شكله زعل من كلامنا

تحدث ماجد باستحياء 

بصراحة يا دكتورة حضرتك وفريال تقريبا بتكلموه يوميا في موضوع الجواز وأكيد حاجة زي دي بدأت تضايقه وټخنقه

لف وجهه لزوجته واستطرد لائما 

وأنا أكتر من مرة لفت نظر فريال بإنها حتى لو هتفاتحه فميكنش قدامنا

زفرت فريال بضيق لشعورها بالندم وأيضا والدتها التي نكست رأسها ليتحدث علام بنبرة هادئة

يا جماعة فؤاد عقله مش

صغير علشان يزعل من كلامكم هو أكيد عنده شغل مهم

واستطرد عاتبا 

بس ده ميمنعش إن ماجد عنده حق في كلامه

تنهدت عصت لتهم بالوقوف وتحدثت 

أنا رايحة الكلية عندي محاضرة الساعة عشرة 

أنا جاي مع حضرتك نطق بها ماجد ثم تحركا معا وبعدها ذهب علام لعمله وظلت فريال بمفردها بصحبة طفليها والعاملين حيث أنها لم تعمل بشهادة بكالوريوس العلوم الحاصلة عليه وفضلت المكوث بالمنزل لرعاية صغيريها والاهتمام بنفسها وزوجها وكل ما يخص عائلتها الكبيرة

بمحافظة القاهرة الكبرى

في تمام الساعة الرابعة مساءا

بأعلى واجهة مبنى زجاجيا ضخم ناطحة سحاب مثلما يطلقون عليه توجد لافتة كبيرة كتب عليها إسم شركة الأباصيري للأستيراد والتصدير باللون الذهبي ليدل على فخامة وعظمة الإسم وصاحبهنتجه داخل المبني وتحديدا داخل مكتب مدير الشركة أيمن عزمي الأباصيري البالغ من العمر الخامسة والخمسون من عمرهيبدو على هيئته الهيبةيرتدي حلة ذات ماركة عالمية تدل على ثراءه الفاحش تقف بجوار مقعد مكتبه شابة بعمر السابعة والعشرونترتدي بدلة سوداء عملية

أشبه بلباس الرجال

لتتناسب مع شخصيتها الجادة بنظارتها الحافظة لنظرها ليكتمل وقارها وشخصيتها الحادة التي اتخذتها نهجا لها منذ أن قررت الإستقلال بذاتهايعتلي رأسها حجابا أنيقا وبسيط

تنظر بترقب من خلف نظارتها الطبية علي قلم مديرها الذي يتحرك بخفة فوق الأوراق المطلوب توقيعها وتقلبها له واحدة تلو الأخرىتحدث الرجل بتملل بعدما أصابه الضجر من كثرة عدد الأوراق 

وبعدين يا إيثارأنا زهقت هو الورق ده ناوي مش يخلص النهاردة ولا إيه

أجابته بنبرة جادة كعادتها منذ أن عملت معه قبل الثلاثة سنوات

مش فاضل غير ورقتين بس يا أفندم 

بالفعل وضع إمضاءه على تلك الورقتين ليقوم بارجاع ظهره الى الخلف مغمضا عيناه كي يحصل علي قسط بسيط من الراحة قبل مغادرته للشركةأغلقت هي ملف الأوراق وأحتفظت به بيدها وبكل حرفية أمسكت باليد الأخرى الهاتف الموضوع فوق المكتب وتحدثت قائلة بنبرة صارمة

كريمتعالى حالا علي مكتب ايمن باشا علشان تاخد الشنطة

أغلقت ثم نظرت إلي أيمن لتتحدث بوقار واحترام 

أي أوامر تانية يا أفندم

أجابها بوجه بدا عليه الإرهاق

متشكر يا إيثارتقدري تروحي لمكتبك علشان تجهزي نفسك وتروحي

أومأت له لتتحدث برصانة وهي تتأهب للإنسحاب خارج حجرة المكتب 

بعد إذن حضرتك

استدارت وتحركت صوب الباب ليوقفها صوتها الهاديء 

أخبار يوسف إيه يا إيثار 

إستدارت لتجيبه بابتسامة خاڤتة 

بخير يا أفندم الحمدلله 

سألها باهتمام 

اللي اسمه عمرو ده لسة بيضايقك 

تنفست بهدوء لتجيبه بملامح وجه مبهمة 

أخر مرة شوفته فيها كان من إسبوعينلقيته مستنيني تحت العمارة وأنا راجعة من الشغل هددته لو ما ممشيش هتصل بالبوليس ومن وقتها مشفتوش تاني

لتكمل بنبرة بائسة 

للأسف مش مبطل إسلوب الضغط عليا بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة

اجابها وهو يحمل أشياءه الخاصة 

منصب أبوه مقوي قلبهلو اتعرض لك تاني واټجنن وجالك إتصلي بيا وانا هعرف اتصرف معاهالاشكال اللي زي دي محتاجة تتعامل بشدة علشان تحترم نفسها

تنهدت بأسى وهي تومي برأسها بموافقة ثم تحركت للخارج ولملمت أشيائها وقامت بوضعها داخل حقيبة يدهاصدح صوت جوالها لترفعه لمستوى عينيها وما ان رأت نقش اسم المتصلة حتى زفرت بقوة واكفهرت ملامح وجهها بامتعاضتجاهلت الرنين لتخفيه بداخل حقيبتهاتحرك إليها كريم ذاك الشاب العشريني الذي تعين سائقا لصاحب الشركة منذ ما يقارب من العام وقد حظي بثقة إيثار به وهذا ما جعل الجميع يتعجب حتى إيثار بذاتها استغربت لكونها رسمت الجمود فوق ملامحها وارتدت شخصية جدية لتضع حدودا بينها وبين الجميع لم يستطع أحدهم تخطيهالكنها سمحت لذاك الكريم بكسرها ربما لظروفه التي تشبهها حيث تخلى عنه جميع اهله ليشق طريقه ويفحر بالصخر كي يستطيع العيش بكرامةمثلما فعلت تماماتحرك صوبها ليتحدث بابتسامته البشوشة كعادته 

أزيك يا استاذة إيثار 

بهدوء أجابت 

الحمدلله يا كريم أخبارك وأخبار خطيبتك إيه لسة محددتوش ميعاد الفرح 

تحدث بنبرة حماسية 

قريب إن شاءالله فاضل لنا الغسالة والبوتجاز وكدة الشقة ميبقاش ناقصها حاجة 

بابتسامة خاڤتة تحدثت 

لو ده اللي معطلك تقدر تحدد ميعاد الفرح مع حماك ولو على الغسالة والبوتجاز إعتبرهم جم خد أماني بكرة وانزل أشتريهم وخلي صاحب المحل يبعت الفاتورة على مكتبي

بس ده كتير قوي يا استاذةمش كفاية ساعدتيني في أوضة السفرة نطقها باستحياء وخجل لتتحدث في محاولة منها للتخفيف عنه 

إبقى ردها لي في جوازة يوسف يا سيدي 

ربنا يفرحك بيه نطقها لتهتف بنبرة

جادة 

بسرعة روح للباشا زمانه جهز 

حمل كريم الحقيبة الجلدية الخاصة برئيسه وتحركا لتتحرك هي الاخرى خلف سيدها بالعمل حتي وصلا إلي المصعد الكهربائي لينزلا للطابق الأسفل ومنه إلي خارج المبني بصحبة كريمتحرك أيمن في طريقه لسيارته الفارهةواتجهت هي نحو سيارتها المتواضعة كي تستقلها لتعود إلي منزلها وقبل أن تقوم بوضع ساقها داخلها إلتفتت لتنتظر مديرها كي يتحرك أولا لتجحظ عينيها فور رؤيتها لظهور مقنعان يستقلان دراجة بخارية الأول يقودها بهدوء والأخر أخرج رشاشا وقام بتفريغ محتوياته من الطلقات الړصاصية بعشوائية متفرقة مما أحدث فوضي داخل المكان وباتت أصوات الصرخات المستنجدة تتعالي

كرررررريم

هرول رجال الحراسة التابعة للشركة إلى أيمن كي يؤمنوه من أية محاولات لاعتداءات أخرى محتملة وقاموا بإحاطته جيدا كسياج بحيث لا يخترق حتى من نملة ثم أنزلوه ليحتمي خلف السيارة بطريقة تلقائية وضع أيمن كفي يديه فوق رأسه ليحتمي من تلك الطلقات المتراشقة بين رجال الحراسة التابعين له وبين هؤلاء المقنعين الذين خرجوا من العدممن يستمع لصوت الطلقات يعتقد أن حربا شرسة وقعت للتو أما هي فلن تكترث لتلك الطلقات وبشجاعة تحسد عليها هرولت لذاك المسكين وباتت تتفحصه بعينيها لتهتف متلهفة

رد عليا يا كريمرد عليا ارجوك

تأملت أن

يطمئنها ولو بكلمة بسيطة

هزت رأسها بعدم تصديق وهى تنظر إليه لتهتف بذهول 

إنت بتقول ايه اكيد ما متش ده كان لسة بيكلمني وإحنا فوق مستحيل

لتصرخ في محاولة بائسة منها عله يستفيق وينتبه لصرخاتها

كررررريم

وبرغم ړعب أيمن مما حدث معه للتو من محاولة إغتيال دنيئة إلا أنه نظر إلي تلك الصاړخة بعدما انتبه لصرخاتها المتوالية ليتحدث بأمر إلى بعض رجاله المحاطين له بعدما انتهى صوت إطلاق الړصاص وتيقن من هروب المعتدين بعدما فشلوا في إتمام مهمتهم 

روحوا ل إيثار وأحموها وهاتوها لعندي حالا وحد فيكم يتصل بالشرطة ويبلغها بالھجوم اللي حصل

نطق كلماته قبل أن يفرد قامته معتدلا ليتحرك سريعا لداخل مقر الشركة وحوله حائطا بشريا مكون من رجال الأمن الشخصي ذوات الأجساد الضخمة يتحركوا بحذر وهم يحملون اسلحتهم المشهرة لمواجهة أي هجوم أخر

هرول رجلين إليها ليتحدث أحدهم وهو يتلفت حوله بعينين كالصقر حاملا سلاحھ بوضع الإستعداد 

إتفضلي معانا جوة الشركة لحد ما ننشط المكان ونأمنه يا افندم

إتصل بالإسعاف بسرعة كريم بېموت كانت تلك كلماتها المتوسلة لذاك الشخص قبل أن يتحدث الشخص الأول مرة أخرى 

للاسف يا أستاذةكريم ماټ خلاص

ليكمل بعينين أسفتين

البقية في حياتك

اتسعت عينيها وهي تنظر إليه لتهتف بقلب صارخ مټألم لأجل ذاك الخلوق 

إسكت حرام عليك أكيد لسة عايش الدكاترة أكيد هيسعفوه وهيبقى كويس

بسط أحد رجال الحراسة يده وتحدث إليها باقتضاب وهو يجذبها من كف يدها 

اتفضلي معايا يا أستاذة إيثار الباشا مستنيك جوة وميصحش نتأخر عليه

رمقته بحدة وبطريقة عڼيفة نفضت يده بعيدا لتهتف حانقة 

أنا مش هتحرك من هنا قبل الإسعاف ماتيجي 

الباشا أمر إنك لازم تدخلي حالا فأحسن لك تسمعي الكلام وتقومي معايا وما تضطرنيش اتعامل معاك بالقوة 

إنت إتجننت يا بني أدم إيه اللي بتهببه ده 

ليستطرد بتنبيه 

إنت عارف ايمن باشا لو عرف إنك ضايقتها هيعمل فيك إيه ده مش بعيد ېدفنك مكانك

وإنت واقف

ليه يعني تبقى مين بسلامتها هكذا تحدث متذمرا وذلك لحداثة

تعيينه ليهتف الأخر بإعلام 

تبقى إيثار غانم الجوهري يا غبي 

ليستكمل بإبانة 

مديرة مكتبه واللي مبيتحركش خطوة من غيرهاكل خبايا الشركة في عبها ومفيش صغيرة ولا كبيرة بتحصل إلا بعلمها

اشار الرجل بكفه ليتحدث مستنكرا 

طظإيه يعني مديرة مكتبهده أنا قولت بنته ولا قريبته من تفخيمك فيها

هز الاخر رأسه باستسلام وبصعوبة اصطحباها الرجلان للداخل تحت اعتراضها بالأول لكنهما أخذا الأوامر بإحضارها ولابد من التنفيذولجت بدموعها واڼهيارها لتجد أيمن يجلس فوق مقعدا ملقي برأسه للخلف ويبدوا من مظهره أن نوبة فرط ضغط الډم ستهاجمه من

 

انت في الصفحة 3 من 138 صفحات