ادم
هتكلم عادى .. لكن أنا مستحيل أقوله مشاعرى نحيته . .لازم تيجيى منه هو .. أنا مش هعمل حاجه غلط .. مجرد رحلة
ظلت تردد تلك الكلمات الى أن اقتنع بها ضميرها وراح فى سبات عميق
كانت إيمان فى هذا اليوم تشعر بتوتر بالغ فهذا هو اليوم الموعود .. اليوم الذى سيتصل بهم العريس ليعرف ردهم ويعلمهم برده .. استخارت الله كثيرا ودعته أن يبيض وجهها أمام عائلتها .. وألا يضيف چرحا آخر لحياتها التى امتلأت على آخرها بچروحا وشروخا وكدمات !
رن جرس الهاتف فإنتفضت فى وجل .. دخلت غرفتها لتجلس على ها فى توتر .. ضمت كفيها الى بعضهما البعض أمام وجهها وهى تردد
دقائق مرت كالسنوات .. أن ينفتح الباب .. بمجرد أن طالعت وجه والدتها الحزين وعلامات الأسى على وجهها حتى علمت الرد .. الرد الذى توقعته أن يغادر بيتهم .. الرد الذى تسمعه دائما .. والذى أصبح أمر مسلم به .. رفضها .. حاولت حبس عبراتها .. فلا ينقصها الآن سوى شفقة والدتها .. لكنها لم تستطع .. اڼفجرت فى بكاء مرير .. أغلقت أمها الباب وجلست بجوارها وأخذتها بين ذراعيها قائله
يا بنتى وحدى الله .. بكرة ربنا هيبعتلك نصيبك لحد عندك
ثم قالت لتحاول أن تخرجها من حزنها
وبعدين أصلا مكنش عاجبنى كان اتم كده وبارد ودمه تقيل
كفاية بأه كفاية .. مش عايزة أتهان أكتر من كده .. كل مرة تجيبولى عريس ويرفضنى .. كل مرة أطلع أدامه أكنى بعرض نفسي عليه ويايشترى ياميشتريش .. كفاية بأه ارحمونى أنا معدتش هقابل عرسان تانى .. ريحى نفسكوا بأه
وقفت أمها فى مواجهتها وهى تقول
انتى اټهبلتى فى عقلك يا بت انتى
قالت إيمان بصوت باكى
افهمى بأه وكلكوا افهموا مفيش واحد هيبص لواحدة زيي
ضړبت أمها على صدرها وهى تقول
ليه ان شاء الله ناقصة ايد ولا ناقصة رجل ده انتى زى الفل
هتفت إيمان وهى تهزى من الڠضب
ثم فتحت دولابها بعصبيه وأخرجت ملابسها والقتها أرضا وهى تصيح
بصى شوفى مقاسى كام .. عمرى ما دخلت محل إلا وألاقى البنت تقولى معلش يا مدام مقاسك مش عندنا .. مين هيرضى يتجوز واحدة زيي
اڼهارت على الأرض باكية فوق الملابس التى ألقتها أرضا .. صاحت أمها وهى تغادر الغرفة
بت مچنونة صحيح .. لما يجيى أبوكى يبقى يشوفله صرفه معاكى
ثم أغلقت الباب خلفها بقوة
جلست ساندى مع صديقاتها فى النادى لتقول بتفاخر
طبعا يا بنتى هو يقدر ميجيش .. اسألى ريم هى اللى شفته
أها دخل الحفلة من هنا والبنات كلها كانوا هياكلوه بعنيهم .. بس سابهم كلهم وأعد مع ساندى
ابتسمت ساندى وقالت بتعالى
وكمان جبلى هدية عيد ميلادى
قالت أحدى الفتيات بخبث
طب ايه
ضحكت ساندى قائله
ايه ايه يا بنت انتى
قالت الفتاة
يعني أنا شيفاه مهتم .. حفلة عيد الميلاد .. وهدية .. وكمان رجع فى كلامه وسمحلك تحضرى المحاضرات .. أكيد كل ده مش لله وللوطن
قالت ساندى بدلال
الله أعلم
قالت فتاة أخر
هتطلعى الرحلة يا ساندى
قالت ساندى
أهاا طبعا طالعاها
قالت الفتاة بخبث
من امتى بتطلعى رحلات تبع الجامعة .. من أول سنة وانتى بتطلعى تبع النادى ومبترضيش تطلعى معانا
قالت ساندى بلؤم
المرة دى هطلع
قالت الفتاة ضاحكة
ايه هو اللى طلب منك ولا ايه
قالت ساندى كاذبه
أيوة قالى ياريت تطلعيها يا ساندى
ضحكت الفتاة قائله
ده شكل دكتور آدم وقع ولا حدش سمى عليه
تعالت ضحكات الفتيات حول ساندى التى كانت فى قمة سعادتها لأنها محور حديث الفتيات .. و سبب غيرتهن
جلس آدم فى غرفته أمام حاسوبه يتصفح بتململ .. طرقت أمه الباب فأذن لها بالدخول .. دخلت وقدمت له كوب من الشاى فقال بعبوس
شكرا يا ماما
ثم عاد لمطالعة حاسوبه وقد بدا شاردا حزينا .. فوجئ بأمه تجذب احدى المقاعد وتجلس بجواره .. نظر اليها ففهم أنها على وشك القاء محاضرة أخرى عليه فزفر بضيق وعاد ينظر الى حاسوبه مرة أخرى .. فقالت أمه
مش هكلمك فى الموضوع اللى كل شوية أكلمك فيه .. انا هكلمك فى حاجة تانية خالص
لم يبى آدم أى رد فعل فقالت أمه بعتاب
سبت الصلاة ليه يا آدم
بدا وكأنه بوغت بالسؤال .. ظل ملتزما الصمت فقالت أمه بأسى
ليه يا ابنى كده .. ده هى الحاجة اللى بتعصمك من الشيطان .. ليه تسيب الصلاة وهى عماد الدين يا ابنى .. ودى أول حاجة هتتسأل عنها فى قپرك .. لو كنت بتصلى وربنا صلاتك هينظر فى عملك .. أما لو مكنتش بتصلى أو ربنا مش قابل صلاتك عملك كله هيضيع يا ابنى مهما كانت أعمالك دى كويسه .. طالما مفيش صلاة .. يبأه كل أعمالك دى هتضيع على الأرض
أطرق آدم برأسها دون أن يجيب .. فأكملت وقد اغرورقت عيناها بالعبرات
أنا خاېفة عليك يا آدم .. خاېفة عليك أوى
ثم قالت
ده ربنا قال إن من صفات المنافقين وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى .. فما بالك باللى مبيصليش خالص
ثم قالت بحنان
تعرف يا آدم ان الصلاة هى الطاعة الوحيدة والفرض الوحيد من فرائض الاسلام اللى ربنا عرج بنبيه إلى فوق السماء السابعة وفرض عليه الصلاة من فوق سبع سماوات .. فرضها خمسين صلاة .. كل يوم خمسين صلاة .. لكن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من ربنا انه يخففهم لخمسه بس فربنا استجاب له .. وبقت خمسة فى العدد وخمسين فى الأجر والثواب .. أما باقى الفرائض والعبادات سيدنا جبريل كان بينزل للنبى ويوحى له بيها .. شوفت بأه الصلاة مكانتها مهمة ازاى عند ربنا
تنهد آدم وعقد ما بين حاجبيه وهو مازال ينظر الى الحاسوب أمامه .. فنظرت اليه أمها وقالت باكية
يا آدم النبي قال بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة .. أنا خاېفة عليك يا ابنى
أجهشت فى بكار حار .. الټفت آدم ينظر اليها وقد اغرورقت عيناه بالعبرات .. مد يده وهم بأن يضعها على أمه ليخفف حدة بكائها .. لكنه قام فجأة بعصبيه وحمل هاتفه وغادر البيت .. جلست أمه فى مكانها تكفكف دمعها وهى تدعو من اعماق قلبها
يارب اهديه ونور بصيرته
جلست إيمان تشاهد التلفاز حاملة علبة حلاوة كبيرة تأكل منها بنهم شديد وعلامات الوجوم على وجهها .. اقتربت منها أمها هاتفه پحده
وترجعى تقولى تخينة وأد الشوال .. حد يعمل عملتك السودة دى
قالت إيمان بحدة
ايه أموت من الجوع يعني
قالت أمها بعصبيه
ما قولناش تموتى من الجوع بس اهتمى بأكلك شوية .. اعملى رجيم .. مش طول ما انتى أعده وانتى عماله تلغى كده
تركت إيمان علبة الحلاوة بعصبية وصاحت قائلا
مش طافحة
دخلت غرفتها وأغلقت الباب بعصبيه وجلست على ها وقد تركت العنان لعبراتها .. ثم قالت پغضب وهى تلقى بالوسادة أرضا
مش عايزة أعجب حد أصلا .. محدش له دعوة بيا
جلست ساندى تطالع الحساب الشخصى ل آدم على الفيس بوك .. اتسعت ابتسامتها فى سعادة عندما طلب اضافتها لقائمة أصدقائه .. بدأت المحادثة قائله
ساندى هاى دكتور
آدم هاى ساندى
ازيك عامل ايه
بخير ازيك انتى
تمام .. عرفت انك طالع مشرف على رحلة العين السخنة
أيوة
مفاجأة حلوة .. على فكرة أنا طالعه الرحلة
كويس .. طلعتيها كده
يوووه كتير بس مش تبع الجامعة .. بحس رحلات الجامعة مملة ومش بكون فيها على راحتى
معايا مش هتكون مملة
هههههههه اكيد طبعا .. متشوقة للرحلة أوى .. وأعرف أماكن كتير حلوة ممكن نزودها للبروجرام هبقى أقولك عليها يوم الرحلة
خلاص اتفقنا.. باى دلوقتى نتكلم بعدين
باى دكتور
ابتسمت ساندى ثم هبت واقفة وفتحت دولاب ملابسها وأخذت تفكر كيف تستعد لتلك الرحلة .. والأهم .. كيف تجعل آدم لا يرى سواها فى هذه الرحلة
كانت آيات واقفة أمام المكتبة تصور بعض الأوراق فأت أسماء من خلفها وتها قائله
سورى اتأخرت عليكي يا
يويو
هتفت آيات بحنق
اتأخرتى كده ليه .. بقالى ساعة واقفة أصور فى ورقى وورقك
قالت أسماء وهى تتفحص الأوراق التى فى يد آيات
شوية بنات وقفت أتكلم معاهم .. بنستعد للرحلة
ثم التفتت تنظر الى آيات قائله
على فكرة ساندى طالعة الرحلة
قالت آيات بلامبالاة
ما تطلع
قالت أسماء بتردد
بصى فى حاجة كدة عرفتها .. مش عارفه أقولهالك ولا لأ
التفتت اليها آيات قائله
قولى طبعا حاجة ايه
ترددت أسماء قائله
خاېفة تضايقي
قالت آيات بقلق
قولى يا أسماء قلقتيني
قالت أسماء بتهكم
دكتور آدم حضر عيد ميلاد ساندى من كام يوم فى بيتها وجبلها هدية كمان
اتسعت عينا آيات من الدهشة وهى تمتم قائله
ازاى يعني .. ده طردها أدامنا من المحاضرة
مطت أسماء قائله
معرفش يختى .. ده اللى سمعته
قالت آيات بعدم تصديق
أكيد اشاعة
قالت أسماء بتأكيد
لا يا بنتى مش اشاعة أنا كنت واقفة مع ريم والبنات وعرفت كمان انه طلب منها انها تطلع الرحلة دى
شعرت آيات بحزن شديد .. واغرورقت عيناها بالعبرات وقالت وهى تحاول أن ستتجمع رباطة جأشها
خلاص انسى أنا مش عايزة أطلع الرحلة
هتفت أسماء پحده
انتى غبية يا آيات هتسيبيلها الجمل بما حمل
التفتت آيات تنظر الى أسماء بحيرة وضيق قائله
أمال أعمل ايه يعني .. خلاص هو طالما بيحبها خلاص ربنا يهنيهم
هتفت أسماء بحدة أكثر
يا بنتى هتجننيني .. بطلى شغل العبط بتاعك ده .. أنا لو منك هروح الرحلة وأدب صوابعى فى عنيها أحاول ألفت انتباهه وأخليه يسيبها ويجيلى على ملا وشه
قالت آيات بكبرياء
أنا مش هعمل كده .. مش هلفت انتباهه .. هو لو محسش بيا من نفسه خلاص .. انا كنت طالعة الرحلة بس عشان بس أديله فرصة للكلام لو هو حابب يتكلم معايا .. لكن طالما مهتم ب ساندى فخلاص هو حر
قالت أسماء بغيظ
يا بنتى ومين قالك انه مهتم ب سادى أصلا .. مش يمكن كدبت وقالت للبنات انه طلب منها تطلع الرحلة .. عايزة ترسمى نفسها يعني
صمتت آيات وهى تشعر بالحيرة .. فقالت أسماء
لازم تطلعى الرحلة دى .. عشان حتى تعرفى آخرة الموضوع ده ايه .. وتحطى النقط على الحروف بينك وبين نفسك .. اتفقنا
نظرت آيات الى أسماء قليلا .. ثم قالت
خلاص اتفقنا
شردت آيات وهى تتساءل .. ترى أهناك شئ بينهما .. أيحبها .. تمنت أن تكون الإجابة .. لا
وقف آدم يودع زياد قائلا
هتوحشنى يا زياد
عانقه زياد قائلا
وانت كمان يا آدم .. هستنى منك زيارة زى ما وعدتنى .. بجد هتقضى يومين حلوين فى شرم
ابتسم آدم قائلا
خلاص اتفقنا ان شاء الله .. خد بالك من نفسك
ربت زياد على كتفه قائلا
وانت كمان يا آدم خد بالك من نفسك
أوقف آدم سيارته أمام الكورنيش وأخذ يتمشى وهو