روايه للكاتبه ياسمين رجب
والفرح
نظر إلى ابنته ثم عاد ينظر إلى جمال وقال
الي تشوفه يا ابني معنديش مانع
تنهد بثقل و هتف بصوت متحشرج
يبقي
نقراء الفاتحة
طالح برضا وطيب خاطر
على بركة الله
بدأت الايام تمر وحال سمر كما هي جليسة غرفتها
يلازمها البكاء والارهاق تبدلت ملامحها إلى الحزن
اصبحت الحياة كائن قتل بداخلها ذاك اليأس الذي تسلل بداخلها جعلها تختنق تبحث عن راحتها التي وجدتها اخيرا في كتاب الله وبدأت خلال هذه الايام التقرب إلى الله كلما ضاقت بها اتخذت الدعاء سبيلا تناجي الله قائلة يارب دروب خضراء يسقيها ودك وخطى مسددة بعونك وحياة هانئة يملؤها رضاك يالله ردني اليك ردا جميلا
تلك الايام التي مرت كان ينتظرها بالجامعة وامام منزلها ولكن دون جدوي لم تظهر بعد كاد يجن هاتفها مغلق ولا يعلم عنها شيء حتى مرام حالها اصبح لا يقل عن حاله شئ فقد اصبحت هي الاخري تأئهة تبحث عن ضالتها بسبب عنادها هي وعمار كل منهما ينتظر الاخر ان يعتذر
بدأت رحلة جمال في تجهيز شقته فكانت لا تحتاج
سوي الفرش فقط وحاجة العروس التي اجتهدت فتون
في اكمال جهازها على اكمل وجه ولكن ما احزنها هو حال
جمال الذي تبدل 180 درجة خلال هذه الايام اصبح
قليل الحديث نادرا ما تراه حتى عمله اهمله بشكل كبير
شعرت بالاستياء كلما ظنت انها تسرعت في موافقتها
على هذا الارتباط
متجة صوب منزل عمها علها تعرف اخبار ابنة عمها
التي لا تجيب على هاتفها ولا تعرف عنها شيء
بعد اقل من ربع ساعه وصلت امام المنزل ثم بدأت في
قرع الجرس إلى أن سمعت صوت زوجة عمها من
الداخل
انزعجت سميرة من صوت الجرس فصاحت بصوتها
ايه يالي على الباب الدنيا طارت
ثم فتحت الباب على مسرعه فتجمدت ملامحها حين
انتي ايه الي جابك هنا
توترت مرام وقالت
كنت جاية اشوف سمر بقالي كام يوم مش عارفه
اوصلها وكمان موبايلها مقفول
هتفت سميرة بعدم مبالاة
اهااا اصل الموبيل وقع منها اتكسر
حمحمت مرام بتوتر وقالت
طيب ممكن اشوفها
ڠضبت سميرة وتحدثت بكذب
لا مش هينفع
اصلها مش هنا سافرت المنيا عند واحدة
صاحبتها هتقعد يومين كده ولا حاجه
يومين ازي دي عندها امتحانات بعد كام يوم في ايه يا
طنط حضرتك مخبية عني حاجة
لم تتحمل سميرة اكثر فصاحت بها قائلة
وانتي مالك اصلا متدخليش في الي ملكيش فيه
واتفضلي منغير مطرود يالا مش ناقصه هي انا دماغي
وجعانى لوحدها
كادت مرام ان تتحدث ولكن لم تعطي لها فرصة
للحديث فقد اغلقت الباب في وجهها بقوة مما اثار
متابعة يومها كالمعتاد تذهب إلى الجامعة اولا ثم تنتقل
إلى الشركة التي لا تنكر انها اصبحت فرد منها تعامل
مديرها غاية الاحترام ولم يعلق على فعلة عمار معه
حتى انها ارادت الاعتذار ولكنه رفضه
تابع عمار عمله واصبح محبوب لدي الجميع وبالاخص
انه ذو خلق عالية في التعامل ولا ينكر ان الحاج عبد العزيز هو من اصحاب الفضل عليه فقد كان بجوره دائمآ
انقضت الايام الباقي وجاء يوم حنة جمال وفتون الذي
شهد احتفال ضخم في المنطقة الساكن بها حيث
الذبائح التي تم توزيعها على الفقراء واهل الحي
اصبحت المنطقة مبتهجة لعرس جمال فكان الجميع
على قدم وساق و كان جمال يرحب بضيوفه وهو يرتدي جلباب جعلته اكثر وسامة
اقترب منه احد الصبيان الصغار ومال على اذنه وقال
الست والدتك بتقولك الوقت اتاخر ولازم تروح بيت العروسة علشان الناس هناك بيسالوا عليك
تنهد بثقل وقال
روح قولها خمس دقايق وهحصلها على هناك
في منزل العروس كانت الفتيات يترقصن على احدي الاغانى الشعبية الخاصة بالاعراس
بينما كانت العروس تبحث بعيناها عن شخص واحد تنتظره على احر من الجمر لم تخفض بصرها عن الباب إلا حين وجدته يدلف من باب
مبروك يا فتون
توترت وجنتها وردت بخجل
الله يبارك فيك
مازال على حاله لا يتحدث معاها فقط ينظر إليها ولا يعيرها ادني اهتمام اصبح يعاملها بجفاء وكلما نظرت إليه يشيح بصره عنها كأنه لا يريدها على اي شيء يعاقبها هل اخطأت حين تجنبت المشاكل هل اخطأت في تنازلها عن حقها تري اي چريمة ارتكبت في حقه من اجل هذا الجفاء
دقت الساعة الثانية عشر منتصف
الليل ها هي تنتظره يخرج من شقته إلى عمله الليلي لن تتركه حتى يتحدث معاها فأن كان لا يريدها فسوف تنهي هذه العلاقة وتريحه سمعت صوت باب شقته يغلق معلن خروجه فأسرعت هي الاخري وفتحت باب شقتها ونادت عليه بصوتها
عمار ممكن دقيقة
التفتت لها پغضب وقال
_انتي ايه الي خرجك برة شقتك في الوقت ده
مرام بهدوء
_لازم نتكلم شوية
عمار بحدة
_الكلام يتأجل للصبح متخرجيش بره الشقة تاني في وقت متأخر فاهمة
مرام بحزن وألم من نبرة حديثه
هو انت مديني فرصة اتكلم معاك ده انا بقالي 20 يوم بحاول اكلمك وانت مبتردش عليا بتعاقبني على شئ عملته بحسن نية طيب ليه كل ده
عمار بهدوء مستفز
_علشان انتي بنفسك قولتي انك حرة في حياتك علشان شفتي حبي ليكي غباء وهمجية مستنية مني ايه مثلا اضحك انتي ببساطة خرجتيني من حياتك كأني شخص غريب
مرام وقد اوشكت على البكاء
_مكنش قصدي كنت خاېفه عليك مش هتحمل اكون سبب مشاكل جديدة ويوم خناقة معتز انا كنت مضايقة منك
عمار
_ادخلي دلوقتى البيت وبكرا هعدي عليكي اخدك من الشغل ونتكلم
مرام پغضب
_لا هنتكلم دلوقتى مفيش بكرا لازم تضع حل وتسامحني فاهم او انك
عمار بتساؤل
او ايه كملي يا مرام سكتي ليه
مرام بشئ من التردد
او انك عايز تنهي علاقتي بيك ولو متكلمناش دلوقتي هعتبر الي بنا انتهى يا عمار
قولتي ايه عيدي تاني علشان مسمعتش كويس
دنا منها أكثر و قال پغضب
مش هبعد ومش هسمحلك تبعدي لان ببساطة انتي ملكي انتي جزء مني مينفعش يبعد
متحوليش تبعدي علشان مش بمزاجك
ترك البناية بأكملها وغادر إلى عمله وهو يحاول جاهدا ان يشغل تفكيره بعيدا عنها
بينما كان حال سمر استقر قليلا نعم لا تخرج من غرفتها ولكن وجدت راحتها في هذه العزلة ربم كلامن يحتاج إلى ان يواجه نفسه واخطائه بعيدا عن دوشه بعض الناس
في الصباح انصرفت مرام إلى عملها وبدأت تتابعه بدون رغبه كأنها مجردة من روحها كان جالسه امام الحاسوب الشخصي شاردة به إلى ان استمعت صوت ربما تعرفه جيدا
_ممكن تقومي معايا
نظرت إلى صاحب الصوت بشئ من الصدمة وهي تغلق عيناها عدت مرات معتقدة انه خيال ولكن هو بالفعل هنا
اعاد جملته ثانيا وقال
ممكن تقومي معايا
مرام وهي مازالت على حالها
_اجي معاك فين هو انت هنا بجد
وضع يده بين خصلات شعره وهو يمررها به فهي ستضيع له وقته فلم يفكر كثيرا بل دنا منها وحملها بين يديه وسط ذهولها
التام وصړختها المتتالية وهي تضربه بصدره بكلتا يديها
عمار نزلني احنا رايحين فين يا عمار انت هتعمل فيا ايه نزلني ياغبي انا بكرهك نزلني
نظر إليها بحدة وڠضب
شكلك وحشك العقاپ بتاع امبارح
هنا احمرت وجنتها پغضب مكتوم وهي تضع يدها على فمها خوفا من ان يعيد فعلته مرة أخرى
خرج بها وسط نظرات الموظفين والامن الذي كاد أن يمنعه ولكن اشار إليهم معتز بعدما خرج على صوت صرخات مرام
تقدم من السيارة و وضعها بها بجوار كرسي السائق ثم استقل الاخر بدوره
وبعد نصف ساعة تقريبا ترجل من سيارته بهدوء واتجه صوب باب السيارة وقام بفتح الباب لها وهو ينظر إليها بحدة وقال
اتفضلي انزلي
نظرت اليه بعدما اهتمام وقالت
مش هنزل يا عمار هي بالعافية
تنهد بثقل ومد يدها واخرجها بالقوة وهو يقول
_لم اكلمك تسمعى الكلام فاهمة
اردت الاعتراض ولكن لم يتيح لها الفرصة جذبها خلفه وهو يتجه صوب احد المطاعم المطلة على النيل نظرت حولها بشرود تام و داخلها الف سؤال و سؤال لا تعرف لهم اجابة
فاقت حينما ترك يدها ولم تعد تري امامها سوي الظلام في ارجاء المكان كانت تستمع إلى بعض الاصوات الخاڤتة وهي لا تستطيع أن تري احد من شدة الظلام
وعلى حين غفلة بدأت بقعة ضوء هادئه تنير المكان إلى أن توسطت تلك البقعة فوقها للحظة شعرت بالخۏف الرهبة و لكن كيف لها تخاف و ها هو يقف على المنصة و الضوء مسلط فوقه وهو يشير إليها يطمئن قلبها انه بجوارها
الي ان خرج صوته وقال
_انا الليلة دي حابب اعرفكم على البنت الي واقفة هناك دي هي خطيبتي وحبيبتي وبنتي و صحابتي دي الي معاها لاقيت نفسي حسيت بالامان و مستعد ادفع عمري كل علشانها جبتها النهاردة علشان اصالحها لاني زعلتها امبارح و كانت اول مرة اشوفها خاېفة مني و اكون سبب دموعها انا اسف يا احلي بنوتة في الدنيا
بس انا مش عايزك تخافي طول ما انا معاكي مستحيل ابعد عنك طول ما قلبي ده بيدق لانه ببساطة عايش بيكي انتي مستعد ابعد عن الدنيا كلها علشان في النهاية
يكون ملجأ ليا لم اتعب تكوني سندي ولم الدنيا كلها تكون ضدي تكوني انتي الوحيدة الي اترمي في بأختصار انتي الداء وفي نفس الوقت الدواء ليا مفيش حاجه في الدنيا تساوى نظرة عينك انتي فاهمة
دموعها تنساب وهي تهز رأسها بالموافقة على ما تفوه به تلك السعادة التي زرعها داخل قلبها لم تحلم بها يوما
فرحة عمري جتلي لحد عندي خلاص يا ناس عشقها بقيت
شايفها ملاك منور لي السما
فيها طيبة الدنيا وفيها كمية احساس وبحلم اعيش معاها لحد مېت مليون سنة
اميرة في قلبي ملكتني خلاص مشاعرها شدتني وخطفت
روحي وخدتني لدنيا بعيدة وياها بغمض عيني وبشوفها
في كل طيبتها و كسوفها في ايديها و كفوفها دي راحة الدنيا بلقاها
اصبح امامها شعرت بعيناه تتوغل بداخلها وهو يرفع يدها
لم يكن منها إلا انها ارتمت بين
ليكمل باقي كلامته وهو يطوف بها على انغامه
صفق الحضور بقوة والجميع غمرتهم السعادة
كان هناك من يتابعهم في من بعيد بنظرات شيطانية وهو يتحدث على الهاتف
_اجهزوا الليلة هنفذ مش عايز غلطة واحدة
تري ماذا سيحدث في هذه الليلة هل ستنتهي بحب