الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

جاسر

انت في الصفحة 38 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

ولكنها تعبت حقا من التعقل معه فلا بأس من بعض الجنون..تعلم أن ما يحدث من خلفها كبير وكل شئ يتعقد ب مرور الأيام..ولكنها لن تدعه يبتعد أكثر من ذلك ف قد أضناها الفراق كثيرا
ولكن يبقى أمر يشغل بالها..ماذا يحدث من وراء ظهرها!..ما ذلك السر الذي يجيد إخفاءه عليها!..لربما كثرت أعداءه كما يدعي..أو أن تلك
المنظمة لن ترتاح حتى تقع تحت قبضتهم
كان جاسر قد وصل إلى لبنان ليجد السائق ينتظره كما قالت له داليدا..صعد السيارة بعدما ألقى عليه التحية لتتحرك به دون حديث
كان جاسر شارد الذهن..مشتت العقل عن مشاهدة جمال تلك المدينة الرائعة..بيروت عاصمة لبنان..حتى وصل إلى فندق ما ليهبط من السيارة ليجد داليدا تنتظره ب إبتسامة..بادلها الإبتسام عندما إقتربت منه ب خط متمايلة عن غنج أنثوي مدروس هاتفة
حمد لله على سلامتك مستر چاسر
الله يسلمك يا مدام داليدا...
رفع يده يصافحها ف فعلت المثل وإبتسمت..أشارت إليه ليتقدم ب سيره ثم هتفت وهى تلحقه ب السير
ما كان في داعي..تچي بنفسك..كنا بنحلها على الموبايل
رد عليها جاسر ب هدوءمعلش..أنا حابب أتابع بنفسي..أنا أصلا مبثقش ف اللي اسمه مراد...
توقفا أمام عاملة الإستقبال لتقول داليدا إليها
أعطيني رقم الغرفة يللي وصيتك فيها...
أومأت العاملة ب إحترام وهى تخرج المفتاح وتعطيه إلى داليدا والتي أعطته ب دورها إلى جاسر الذي أخذه شاكرا إياها
شكرا يا مدام..تعبتك معايا
ما في تعب ولا شي..يلا بوصلك ع الغرفة...
أومأ جاسر لتتقدمه ب خطوة هاتفة
ما بعرف ليش أنت ما بطيق مستر مراد! حتى رفيقك صابر ما بيحبه
أصله معرفة قديمة..معرفة ...
همس ب الأخيرة ولكنها وصلت إلى مسامع داليدا لذلك تراجعت عن فكرة إخباره أن مراد هنا ويقيم ب نفس النزل..لذلك خشت أن يحدث صدام بينهما ف فضلت الصمت
دلفا المصعد وضغطت داليدا زر الصعود..ليتذكر هو روجيدا ومرضها المزمن من الخۏف الذي يصاحبها ما أن تدلف المصعد..لم تكد تمر ساعات وها هو يشتاقها حد الجنون..يعلم جيدا أنها تركت القصر و رحلت فما فعله أمس بعد إستسلامها والذي أكد له إنها تجزم عودتها إليه يستحق أن تكرهه إلى الأبد..فها هى تعلن رغبتها ب العودة ولمرة أخرى يصدها ويرحل..ولكنه عاد يقول لو لم يرحل لكانت بين يديه غارقة ب دماءها
إبتسم ب سخرية على ما تؤول إليه الأحداث..من عشق مفرط الهوس حتى چحيم يستعر ب قلبه..لم يعلم لما نطق بهذا السؤال ولكن شيئا ما دفعه لسؤاله ليؤكد له أنها هى فقط..تخلتف عن كل أنثى صادفها
أنتي عندك فوبيا من الأماكن المغلقة!..زي الأسانسير مثلا!
نظرت إليه داليدا ب تعجب ثم همست نافيةلا...
أومأ ب رأسه وهو يبتسم ب سخرية حقا أنها لا تشبه أحد من النساء..فتحت أبواب المصعد لتتحرك داليدا يتبعها جاسر حتى وصلا إلى غرفته..أشارت إليها ثم إلتفتت إليه ب إبتسامة عذبة متشدقة
هي غرفتك..خدلك بريك اليوم..وبكرة بتشتغل..أوكيه!
هز رأسه ب موافقةتمام..شكرا يا مدام داليدا..عذبتك معايا
وضعت يدها على ذارعه ب عفوية ثم قالتلا عڈاب ولا شي..راح روح أنا..بعد إذنك...
أبعدت يدها التي نظر إليها جاسر ب دهشة وتقدمت بضع خطوات قبل أن تلتفت إليه قائلة
ما بعرف أنت ليش عم تهرب..بس الهرب ما راح يفيد...
قالت عبارتها ثم رحلت تاركة إياه يبتسم ب تهكم قائلا
كله عمال يقولي بطل تهرب..هو أنا لو كان عندي حل غيره مكنتش عملته...
تنهد قبل أن يستدير ويضع المفتاح ب البا ليهتف وهو يدلف
عالم مخها تعبان...
كان ب طريق عودته إلى القاهرة لكي يطمأن على شقيقته حتى أوقفه إثنان على مقربة من العاصمة..يطلقون الړصاص على إطارات السيارة مسببين ثقبها..ليتوقف شريف ب صدمة وهو يخرج سلاحھ
إتجه الأخران إليه سريعا..يجبرانه على الهبوط من السيارة..ثم نزعوا سلاحھ عنه..ليضع الأخر بندقيته على صدر شريف هاتفا
لا تتدخل ب حاچات أنت مالك دخل بيها يا باشا
إبتسم شريف ب تهكم قائلاهو بعتلي باقي البلطجية يجيبولوا حقه...
لكمه الذي يتحدث ب أنفه لتتسع إبتسامة شريف ثم هتف
وماله..عارفين أنا لو قتلتكوا دلوقتي محدش
هيقولي كلمة..خصوصا إنكوا بتتعدوا على ظابط
لكزه الأخر ب بندقيته قائلاخلاص..خليك بحالك وأنت لا تجتلنا وإحنا لا نأذيك
بس الأوبشن دا مش عندي...
ب لمح البصر كان شريف يضرب ذقن الأخر ب مؤخرة ظهره ثم دهس قدمه..ليضع يده حول بندقية الذي أمامه ورفعها إلى أعلى قبل أن تصيبه
أعتدل الذي خلفه و ضربه على مؤخرة رأسه..مسببا إليه دوار..ليمسك الذي أمامه بندقيته ويوجها ناحية رأس شريف هادرا ب قوة
إتشاهد على روحك يا باشا
مش قبل أما أقرأ لك الفاتحة...
شريف..ليسقط أرضا
وجه البندقية إليه وضړب الړصاصة لتصيب شريف ب خدش بسيط في صدره عندما إستدار ب جانبه كي تفاداها..وقبل أن تصيبه الثانية كان قد إنقض عليه جاذبا أياه من تلابيبه ثم سحب بندقيته ليلقيها أرضا و وجه إليه بعض اللكمات الموجعة حتى سقط الأخر من فرط الألم
عدل شريف من قميصه المشعث ثم ركل الساقط أرضا ب معدته متشدقا ب شراسة
روح قول ل اللي بعتك..إن حسابنا بدأ..وخلي الدين اللي ليه ينفعه...
خد صاحبك إدفنه..إكرام المېت دفنه برضو...
بعدما وصلت روجيدا إلى منزلها قامت ب طهو الطعام للجميع ثم دلفت إلى الصغيرة التي تلعب ب ألعابها الصغيرة تجلس معها وتداعبها حتى صدك صوت هاتفها لتتجه إليه وتجيب
ألو!...
ساد الصمت على الطرف الأخر لعدة ثوان
جاسر!!...
وأيضا الصمت كان الرد على همسها الذي خرج ك رجاء أن يكون هو..تجمدت ب مكانها وهى تسمع همسه
وحشتيني...
إرتفعت زاوية فمها فيما تشبه إبتسامة ثم همست وهى تتحرك إلى الشرفة
عامل إيه يا جاسر!
تجاهل سؤالها وعاد يهمسبقولك وحشتيني
بس دا فات كام ساعة بس
إبتسم ب حزن قائلاما أنتي وحشتيني كل ثانية ف الكام ساعة دول...
وضعت يدها على فاها تكتم ضحكة كادت أن تنفلت منها لتقول بعدها ب مكر
كان ممكن متسافرش على فكرة
إبتسم وقالڠصب عني على فكرة
ردت عليه بما يشبه العتابكل مرة بتقول ڠصب عني..بس مبيكونش ڠصب عنك
إبتلع
غصته وقالالمرادي ڠصب عني بجد...
قررت تجاهل ذلك الحديث الذي لن يجلب سوى الحزن لتأخذ نفسا عميق ثم سألته
هترجع أمتى!
جاءها الرد بعد لحظات طويلةمش عارف
عقدت ما بين حاجبيها وقد بهت وجهها لتسألهيعني إيه!
أغمض جاسر عيناه ثم قالمش عارف الشغل هيخلص أمتى...
كان صوته يحمل رعشة غريبة أنبأتها أن القادم لن يكون سارا ب المرة لتبتلع ريقها ب صعوبة ثم همست
هتتأخر عليا!
أجابها ب صوت بدى عليه الألمخاېف فعلا أكون إتأخرت عليكي
هتفت بسرعةلألأ..صدقني لسه متأخرتش..هستناك يا جاسر..وعد مني هستناك لأخر عمري..زي..زي ما إستنيتك قبل كدا...زي ما أنت مخذلتنيش قبل كدا...
أغمض عيناه ب قوة حتى آلمه جفناه من شدة الضغط عليه ليهمس بعدها ب إنكسار واضح
خاېف المرادي أخذلك
أبتسمت هى الأخرى وقد هطلت عبراتهاعمرك ما خذلتني يا جاسر...
مسح على وجهه يحارب تلك الرغبة العڼيفة ب البكاء..ليجلس على طرف الفراش بعدما أحس ب ألم طفيف ب صدره ليهتف ب توسل
عشان خاطري خلي بالك من نفسك..وإسمعي كلام الرجالة..متمشيش لوحدك ولا تخلي جلنار تروح الحضانة لوحدها..متخلنيش أقلق يا روجيدا
هحاول..متزعليش مني...
كان أخر ما همسه قبل أن يغلق لتضع هى الهاتف على صدرها تعتصر عليه وبدأت في البكاء الصامت حتى أخرجها صوت طرق على الباب
مسحت عبراتها ثم
توجهت إلى الباب وفتحته لتجد شريف يقف و وجهه مدمى 
شريف!!..إيه اللي عمل فيك كدا!..تعالى خش...
منعته يد الحارس الذي يبدو على وجهه الڠضب ونفاذ الصبر ليقول ب جفاء إليه
جاسر باشا محذر من دخولك أنت بالذات هنا...
دلفت روجيدا إلى الخارج وقالت ب صرامة
وجاسر باشا لو كان شاف حالته كدا كان ډخله..بعد إذنك نزل إيدك أنا مش هسيبه يمشي
دي أوامر يا هانم
خلي أوامرك تنفعك..أنا بقولك يا تدخله يا توريني عرض كتافك..كلامه مش هكرره مرتين
يا هانم حضرتك لوحدك جوه
نفخت ب ڠضبجدتي جوه ومعايا بنتي..ويقدر حد فيكم يدخل معايا لو كان دا يريحك...
نظر إلى صديقه الأخر الذي أومأ إليه ب معني نعم..ليساعد شريف على الدلوف وإجلاسه على الأريكة..توجهت روجيدا إليه بعدما أحضرت صندوق الإسعافات
جلست أمامه على الاريكة وب جانبها يقف الحارس متأهبا لشريف ما أن يحدث شيئا..ليتحدث هو قائلا
أنا أسف بجد إني جيت بالشكل دا..بس لو رحت لسمر كدا..مش بعيد تروح فيها
عاتبته روجيدامتقولش كدا..أنا عارفة أكيد
حاډثة زمان لسه مأثرها عليها..أنا فاهمة...
أومأ ب رأسه ثم صمت لتسأله هي
مين اللي عمل فيك كدا!
أبتسم شريف وقالمش جاسر مټخافيش..دول شوية بلطجية
نفخت ب غيظ قائلةأنا مش عارفة إيه حكاية البلطجية اليومين دول!!...
فهم شريف إلى ماذا ترمي ليدور حديث جاسر ب رأسه عما قاله ل اللواء يسري وك تعبيرا عن إمتنانه الخفي لإنتهاء معاناة شقيقته وجد نفسه يقول
ملقتش فرصة أعتذر عن اللي حصل
مش فاهمة قصدك!
ليوضح ب هدوءاللي حصلك أنتي وجلنار إمبارح
ضيقت روجيدا عيناها وقالت وأنت إيه علاقتك ب اللي حصل!!
أخذ نفسا عميق ثم قالالناس اللي ضربوا عليكوا ڼار دول هما نفسهم عيلة جبر جوز أختي الله يجحمه...
نظرت إليه ب إستفهام وأكملت عملها ليصر شريف على أسنانه كونه سيقول هذا ولكنها تستحق الأفضل
جاسر كان بلغ عنهم وسجن كتير منهم..والباقي حب ينتقم ف قال ينتقم منه فيكم 
هتفت روجيدا ب جمودوأنت عشان كدا بتعتذر!
عارف إني متأخر..بس والله عرفت كل حاجة بعد أما حصل اللي حصل...
لم ترد عليه روجيدا لتتفحص چرح صدره..لتأخذ أحد الإبر قائلة وهى تنهض
الچرح محتاج يتخيط..هروح أعقم الإبرة وأجيلك...
..إلا أنها أجبرت نفسها على التصديق ف هي حقا ك الغريق الذي يتعلقة ب حبل النجاه الواهي..هى تريد أن تحيا دون هرب..حياه طبيعية تجمعها ب معذبها..لتزداد عزيمتها على إسترجاعه ولكن دائما..تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن...
الفصل ٢٠
لماذا أراك على كل شيء
كأنك في الأرض كل البشر
كأنك درب بغير انتهاء
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منك .. إليك
فقولي بربك.. أين المفر!
مجددا وكأنما يراها لأول مرة..تلك الشعلة من الثقة وهالة القوة التي لا يستطيع أحدا مقاومتها تماما كأول لقاء..لم تكن تلك الهالة من القوة وتلك الشعلة من الثقة موجودة منذ دقائق..ولكن حديثه جعلها تعود كما تمنى..لا يستطيع أن يلوم جاسر عن عشقه المچنون بل المهووس بها..وبالرغم من وجهها المقتضب إلا أن بريق عيناها قد لمع من جديد وكأنها شمسا في سماء حالكة السواد
لاحظ تدقيقه بها ليخفض رأسه سريعا يلعن شيطانه ونفسه الأمارة ب سوء..سمع صوتها القوي يهتف ولم يخف عليه تبدل لهجتها معه
مفتحتش القميص ليه!
رفع حاجباه وقالأسف..سرحت شوية...
ضحكت وقالتودا غير اللي أنا قولته!...
ضحك هو الأخر ورفع منكباه ب خفة دليلا على أنه لا يعلم ماذا يقول..هزت رأسها ب يأس وأكملت عملها ليسألها بغتة
هو أنتي مش ناوية تتجوزي تاني يا روجيدا!!...
أجفلت عند سماعه لسؤاله الغريب..لتقوم ب غرس الإبرة عن طريق الخطأ ب حرجه ليتأوه ب ألم ف إنتفضت وإبتعدت هاتفة ب تلعثم
أسفة..مكنش قصدي..بس أنت قولت إيه!
مسد على جرحه وتساءلسألتك مش ناوية تتجوزي تاني!...
نظرت إليه ب عدم تصديق أهو
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 55 صفحات