جاسر
يأويهم..كان دافئ ورائع على الرغم من بساطته الفائقة..ليقول والد مروة ب إبتسامة بسيطة
معلش يا بني..بيتنا مش على جد أد المجام
تنحنح شريف ب حرج قائلالا يا حاج مش قصدي..أنا بس حبيت المكان هادي وجميل
إبتسمت مروة ب خفةكتر خيرك يا باشا...
ثوان وسمعوا طرقا على الباب لتنهض مروة ولكن شريف أوقفها قائلا ب حذر
خليكي أنا هستقبلهم
هشششش..قولت إقعدي...
أومأت ب خفة وهى ترى نظراته التحذيرية ف عادت تجلس..إتجه هو إلى الباب وفتحه ليجد شخصين ضخام البنية يسدون عليه الباب..إستند حافة الباب وتساءل ب خمول وهو يتفحصهم ب إزدراء
خير يا حضرت منك ليه!
نظر أحدهم إليه وتساءلمين أنتى!
رفع شريف حاجبه وقالملكش دعوة..أنا اللي بسأل هنا...
كاد أن يتحرك ب إتجاهه أحدهم ليوقفه الأخر قائلا ب هدوء
متبسبسش يا روح أمك..وغور من هنا..يلااا...
هدر ب الأخيرة لينظر الإثنان إلى بعضهما ثم أومأ أحدهم وقال ب جمود
يلا...
وذهب كلاهما دون حديث..لتنظهر مروة من خلفه وهتفت ب سعادة تكاد تطفر من عيناها
ينصر دينك يا شيخ
تنهد شريف ثم قاللو إتعرضلكوا مرة تانية متتردديش ثانية..سمعاني!!
أدت التحية ب مرح وقالتتمام يا باشا...
آآ..أسفة..أنا كنت يعني بقولك...
تلعثمت ب حديثها لتقول بسرعة وهى تخفض رأسها
مش هتشرب قهوتك!
أبتسم من زاوية فمه وقالمرة تانية..مع السلامة...
ورحل سريعا لتستند على حافة الباب وقالت ب تنهيدة ونبرة ساهمة
إنحنى سامح ب جزعه بعدما أنهى العمل مع جاسر وصابر ليقول ب عقدة حاجب
هو أنت فعلا هتعمل كدا!...
عقد جاسر ما بين حاجبيه ليضع الأوراق من يده وتساءل
هعمل إيه
يعني اللي صابر قاله من شوية!..إنك هتقول لعيلة الراجلين دول على شريف وأخته!
هدر جاسر ب حدة طفيفةأنت إتجننت يا سامح!..لأ طبعا..أنا بس كنت بهوشه
لأ طبعا..أنا كنت عارف إن واحد زيه يرمي نفسه ف الڼار عشان أخته يستحيل يتهت ب السهولة دي
تساءل سامحأومال عملتها ليه!...
تراجع جاسر على ظهر مقعده
ليضع كلتا يداه خلف رأسه وتشدق ب إبتسامة
برضي ضميري..عشان لما أدخله من نقطة ميبقاش يزعل
تساءل صابر ب توجسقصدك إيه!...
نظر إليه سامح أيضا ب فضول ولكن جاسر كان قد نهض ثم قال ب برود
ورحل تاركا إياهم فارغين الفاه..غير مصدقين لما يفكر به أو أن جاسر حقا قد يحتاج ليلجمه أحد
وفي تلك الأثناء لتنهض روجيدا عن الأريكة..لتستشعر رائحة جاسر ب القرب منها ف إنتفضت تبحث عنه ولكنها إكتشفت ب النهاية أنها سترته..ف أبتسمت لا إراديا ثم قربت السترة إلى أنفها وإشتمتها ب عمق..أغلقت عيناها تستمع ب تلك الرائحة التي تتغلغل حواسها وتخترق روحها
إنتفضت فجأة عندما فتح الباب فجأة وطل منه جاسر ينظر إليها ب شك ثم تحولت نظراته إلى خبث وهو يرى السترة ب أحضانها..ليبتسم ويقول
صباح العسل يا عسل
إبتسمت روجيدا وقالتصباح النور...
تقدم جاسر منها وجلس ب جانبها ثم هتف ب دهشة
إيه دا ضحكتي ب وشي أخيرا!
عبست ب وجهها وقالتيعني عاوزني أكشر
بقيتي كويسة دلوقتي!
أومأت ثم قالتأها الحمد لله...
مرسيه يا جاسر على اللي عملته...
جاسر..أنت كويس!...
قوليها تاني
بتقطعي عليا أنا وأمك
يعني إيه...
يعني آآ...
سمعا شهقة إنفلتت من فم روجيدا ثم هتفت وهى تنظر إلى جاسر ب تحذير
أنت هتشرح كمان!
ما عشان تتربى شوية
ردت عليه الطفلة قائلةأيوة..بس هنجبهم منين!...
إتسعت إبتسامة جاسر الخبيثة أكثر ثم تشدق وهو لا يزال يحدق بها ب وقاحة
لا يا حبيبتي مامي هي اللي هتجيب...
شهقت روجيدا وقد تضرجت وجنتيها ب حمرة قانية وأخفت وجهها بين يديها وهى تسبه ب سباب لاذع..وهو يضحك ب قوة عليها
إنسلت الفتاه من أحضان والدها لتتجه إلى روجيدا وربتت على ساقها ثم هتفت
يلا يا مامي هاتي الفريق عشان نلعب...
صړخت روجيدا وهى تنهض..ولم يفعل جاسر أكثر من إرتماءه على الاريكة غارقا ب ضحكه الذي لا ينتهي
قامت روجيدا ب قذفه ب سترته ثم لكزته ب ساقه ب قوة تأوه لها لتقول ب حدة
خليك فاسد أخلاق البنت كدا
ردف جاسر وهو ينظر إليهاما تيجبي الفريق يا أم جلنار..البت
عاوزة تلعب...
نهض وإقترب منها ثم همس ب أذنها قائلا
وأبو جلنار كمان عاوز يلعب
صړخت روجيدا ب خجل ثم هتفتأنت واحد ساڤل ومش متربي ودي أخرة اللي يقعد معاك...
أمسكت يد إبنتها ثم تشدقت ب حدة
وهى تنظر إلى جاسر الذي ينظر إليها ب تلذذ
يلا يا حبيبتي..نمشي
نفت جلنار قائلةلأ..بابي قالي هنروح الملاهي كلنا مع بعض
أفندم
رد جاسر عليها ب هدوء ليحاول إقناعهاالبنت بعد اللي شافته إمبارح محتاجة جو تنسى بيه اللي حصل..ف قلت نروح لكلنا مع بعض
تساءلت ب حنقطب ومترحش أنت وهى ليه!
همس ب أذنهاجلنار محتاجة شوية إستقرار ما بينا...
نظرت إليه لتجده يتحدث ب جدية..وللحقيقة لم تحتج أكثر من ثانية ب التفكير ف جاسر على صواب بما يقول..الطفلة تحتاج إستقرار ب العائلة أكثر..تنهدت وقالت
خلاص تمام..يلا بينا
حك جاسر طرف أنفه وقاللأ روحوا أنتو وأنا هحصلكوا..لسه عندي شغل مستعجل
أومأت روجيدا ب رأسها وقالتطيب..هنسبقك إحنا
لأ..روحوا أي مكان عما أجي...
عقدت حاجبيها ب تعجب ولكنها أومأت موافقة..جذبت الصغيرة هاتفة ب حنو
يلا يا جوجو..قولي لبابي باي
إلتفتت الصغيرة وقالتباي بابي...
جثى على ركبتيه وقبل وجنتيها ثم قال ب حنو أبوي
باي يا روح قلب بابي...
نهض ثم قال وهو ينظر إلى روجيدا ب صرامة
خلي بالكوا من نفسكوا
إبتسمت روجيدا وقالتحاضر..متقلقش...
يا مچنونة قلبي...
دلف إلى مكتبه وجلس عليه يطلق زفيرا حارا مما لقى منذ قليل..قڈف هاتفه ومفاتيحه على المكتب ب إهمال ثم فرك عيناه ب قوة لتقع عيناه على المظروف..ليقول ب تذكر
أه الظرف..قبل ما تيجي الهبلة دي وتنسيني...
أمسك المظروف أخرج ما فيه ليجد رسالة صغيرة وعليها نص كتب ب خط اليد
أتمنى الهدية تعجبك وتلاقي اللي نفسك فيه...
قرأ الكلمات ب تعجب ليجد عليها من الأسفل
من حبيبك...
ضحك شريف وهو لا يحتاج أن يعلم من ف بالفعل علم..أخرج بعض الصور الفوتوغرافية وبدأ في مشاهدتها..لتتسع عيناه وهو يشاهد تلك المجزرة البشرية التي حدثت ب القرب من هنا
ترك الصور وأخرك قرص مدمج ليخرجه ويقوم ب تشغيله..لتتسع عيناه أكثر وقد لجم لسانه عن الحديث وهو يرى المشهد كاملا..وجد ب نهاية المقطع
أتمنى الرسالة تكون وصلت...
ترك شريف جهاز الحاسوب أماه وهو لا يقدر على الحديث..بدأ عقله في العمل وتحليل ما حدث كل ما توصل إليه أنه حدث أمس صباحا
أخذ هاتفه و مفاتيحه ثم إتجه إلى الخارج دون أن يأبه إلى أحدهم..وصل إلى سيارته ثم صعد بها وإنطلق
شوفت اللي بتاحمي عنه عمل إيه!
تساءل يسري ب حدة وضيقفي إيه يا شريف...
تنفس شريف ب حدة وأخذ يقود ب سرعة شديدة وكأنه يسابق الرياح حتى هتف بعدها
البيه فاكر نفسه هتلر..عمل مجزرة إمبارح
أنا مش فاهم حاجة
صر شريف على أسنانه قائلاأنا جايلك ف الطريق...
ثم أغلق الهاتف وبقى يسب جاسر ويلعنه..الأمر خرح عن السيطرة وأصبح إنتقام ورد الصاع صاعين..لم يعد للأمر علاقة ب العشق هكذا أقنع نفسه
نظرت روجيدا إلى هذاين الحارسين أمامها ب ضيق فما أن دلفت خارج الشركة حتى وجدت الحارسين يقفان أمام السيارة الخاصة ب جاسر كي تقلهما إلى أي مكان يريدان
أقف هنا
تساءل الذي يقودليه يا فندم!
ردت عليه ب هدوء فلا ذنب لهماهنقعد نستنى جاسر هنا...
أومأ الحارس ليصف السيارة ويترجل الأخر ليفتح لها الباب وتترجل هى الأخرى..نظرت إلى تلك الحديقة العامة وقررت
الإنتظار بها
تحركت بعيدا عن السيارة وقبل أن تجلس هتفت الصغيرة ب إلحاح وهى تشد على ثيابها
مامي عاوزة أيس كريم...
وضعت روجيدا يدها على رأس الصغيرة وتساءلت ب حنو
طب أجبلك منين!..مفيش حد
نفت جلنار ب قوة وقالتلأ..هناك أهو...
قالتها وهى تشير إلى أحد المحال..لتنظر إلى ما تشير ف وجدت ضالتها..إبتسمت روجيدا وقالت
طيب يا حبيبتي يلا نروح...
إلتفتت روجيدا إلى الحارسين وهتفت
هنروح نجيب أيس كريم وراجعين
ليقول أحدهمرجلنا على رجلك يا مدام..دي أوامر جاسر بيه...
أومأت روجيدا وهى تضغط على شفتيها وتبعاها..لم يكن المحل يبعد عن مكانهما ب كثير ولكنهما لم ينتبها إلى ذلك الذي يراقبهم..ف أخرج هاتفه وإتصل
إنها والطفلة ب مفردهما الآن
أتاه الصوت
على الجهة الأخرىأين هما!
أجابه وهو لا يزال يراقبهمب أحد الحدائق العامة
حسنا..نفذ ما إتفقنا عليه
لك ذلك...
أغلق الهاتف وبقى يراقب عودتهم إلى مكانهما الأول..كانت تتحدث مع الصغيرة وتضحك..ليقوم ب تصويرهما ويبدأ في تنفيذ الخطة
نهض جاسر عن مقعده وهو يودع أحدهم..ليقول صابر ب تنهيدة
أخيرا بقى...
نظر سامح إلى جاسر الذي يتصفح بعض الأوراق بعدما جلس
أنت لسه وراك حاجة!
رد جاسر دون أن ينظر إليهأه شوية حاجات بسيطة
نهض سامح وقالطيب أنا هروح أنا عشان نادين
طيب
ليقول صابر هو الأخروأنا كمان هقوم أشوف أخبار البيت إيه
تمام يا جماعة سيبوني أخلص اللي ف إيدي...
أومأ الآخران ورحلا..ليكمل هو أخر عمله حتى يلحق ب روجيدا وجلنار..ثوان وسمع صوت هاتفه معلنا عن وصول رسالة ما..أخرج هاتفه ف
إنتفض واقفا كمن لدغته أفعى عقب قراءته لتلك الرسالة النصية مرفق معها صورة لزوجته وصغيرته ب تلك الحديقة العامة..أمسك هاتفه ب أيدي ترتعش من كثرة الخۏف وقام ب الإتصال ب زوجته..ثوان وأتاه صوتها الذي تساءل ب غرابة
خير يا جاسر فيه حاجة!
رد عليها ب صوت دوى ك الرعدفين الحراس اللي معاكي!
إلتفتت روجيدا ترمق حارسيها اللذان أمرهما جاسر ب مرافقة زوجته وإبنته ك ظلهما..ثم قالت ب تعجب
أهم واقفين..في إيه
قامت الصغيرة ب جذبها من بنطالها ثم قالت ب إلحاح طفوليمامي..مامي..بليز عاوزة أكلم بابي
ربتت على خصلاتهاثواني بس يا حبيبتي...
ثم إستمعت إلى جاسر الذي هتف ب صرامة تصعدت ب الهلع
حالا تاخدي البغلين اللي معاكي وتروحي..أنا جايلك
عادت تلتف ب رأسها ترمق حارسيها..وفجأة توسعت عيناه ب قوة وهى ترى تلك الړصاصة تتوسط ما بين حاجبي ذلك الحارس..صړخت جلنار ب فزع حقيقي وهى ترى تلك الچثة هامدة أماما تنسال منها الډماء...
إستل الحارس الأخر سلاحھ و وقف ب جسده حائلا يحميهما من رصاصة أخرى قد تصيبها..ثوان وقد تصاعد صړاخ التجمعات البشرية حولهما..ومعها إرتفع وجيب قلبه ب شدة كادت أن تتسبب في إڼفجار أوردته..ثم هتف ب اسمها وقد تشنج جسده بالكامل
روجيداااا!!!
ولم ينتظر ثانية..تحرك من خلف مكتبه ولكن أوقفه صوت تهشم الزجاج..ليرى سهم ينطلق في إتجاهه والذي كان قريب منه بشدة..حتى أنه قد چرح وجنته ب أطراف السهم..تبعها أخر ولكنه بعيد عن مرماه...
إتجه جاسر إليه ثم نزعه..ف وجد تلك الصورة الفوتوغرافية الخاصة ب زوجته وإبنته في تلك الحديقة وعلى وجهيهما أثار الفزع..أدار الصورة ف وجد في الخلف عبارة دي قرصة ودن عشان تحرم تعصانا مرة تانية..إبقى فكر تقرب منهم تاني..هتكون بنتك هى مكان الحارس بتاعك
كور قبضته بشدة حتى إبيضت مفاصله..زمجر ك أسد جريح..عيناه إحتقنت ب شعيرات دموية قانية..ثم زأر ب صوته وقدى تجلى به