جاسر
قد تأخر ولا أحبذ تناول الطعام متأخرا
حاولت روجيدا الحديث معها وإقناعها ب أن ذلك لا يصح إلا أن صوت جاسر أنهى هذا الجدال
خلاص يا روجيدا سبيها براحتها
تساءلت فاطمة في إيه يا بني!
فسرت روجيدا هى أكلت على الطيارة ومش هتعرف تتعشى هي بس عاوزة تنام عشان تعبانة من السفر
براحتها يا حبيبتي براحتها خالص
تساءل جاسر حضرتي الأوضة يا أمي!
وبالفعل نادت المدعوة كريمة لتصعد معها سوزان مال جاسر إلى روجيدا وهمس
أنا هطلع جلنار ونازل
طيب
تمتمت بها ليصعد تقدمت فاطمة من روجيدا وربتت على ظهرها وقالت
مش عاوزة تاكلي أنتي!
لا يا طنط مرسيه لسه واكلة من شوية
ثم توجهتا لكي يجلسا على المقاعد ب غرفة الصالون لتتساءل فاطمة ب حرج
حاجة!
هزت رأسها نافية وقالت لا أبدا يا طنط مفيش حاجة هى بس حابة تتطمن عليا وتشوف جاسر وكدا
عقدت فاطمة حاجبيها وتساءلت مش فاهمة
فسرت روجيدا هى مفكرة إني أنا وجاسر منفصلناش ف عاوزة تتطمن عليا معاه
طب وأنتي مقولتلهاش ليه إنكو إتطلقتو!
تنهدت روجيدا ثم تشدقت جدتي من النوع اللي بيقدس رابط الجواز وكدا يعني لو عرفت إني إطلقت من جاسر هترجعني أمريكا
أتمنى مكنش هتقل عليكوا
عاتبتها فاطمة قائلة عيب تقولي كدا أنتي بنتي يا حبيبتي
إبتسمت روجيدا لتربت فاطمة على ظهرها ثم قالت ب حنو
إطلعي الأوضة اللي كنتي فيها أخر مرة عشان تستريحي هتلاقيكي تعبانة من السفر
نهضت روجيدا وقالت أه فعلا تصبحي على خير يا طنط
ردت عليها فاطمة ب إبتسامة وأنتي من أهل الخير يا حبيبتي
سمعت فاطمة صوت شهقة روجيدا المكتومة لتهرول إليها لترى ما حدث وما كادت أن تقف أمامها حتى شهقت هى الأخرى صاكة لصدرها وهى تهتف ب حړقة
أبني حبيبي إيه اللي حصلك يا ضنايا!
تنحنح أمجد قائلا طب ندخل الأول يا حاجة فاطمة
بطلي عياط يا ست الكل أنا كويس والله
جذبته فاطمة ب أحضانها وظلت تبكي حتى قالت ب نشيج
مين اللي عمل فيك كدا يا حبيبي يارب تتقطع إيده
يا حبيبتي محصلش حاجة عملت حاډثة بسيطة
إحتضنته أكثر وقالت كل دي وبسيطة
إيه دي اللي بسيطة يا حاجة فاطمة!
لم يرد عليه أحد بل تقدم منهم حتى ما أن رأى شقيقه فلتت منه صړخة قلقة
إيه اللي حصل يا سامح!
تأفف سامح قائلا يا جماعة قولت حاډثة مش مصدقين ليه!
نظر إليه جاسر ب غموض ولم يرد بينما نهضت روجيدا وإتجهت إليه ثم همست
جاسر دي مش حاډثة
نظر إليها جاسر ثم قال ب جمود إطلعي أستريحي يا روجيدا أنتي تعبانة من السفر
حاولت روجيدا الإعتراض ولكن نظرات جاسر الصلبة والقاټلة جعلتها تبتلع إعتراضها ف إتجهت إلى أعلى
إلتفت جاسر إلى والدته ثم قال ب ما يشبه الأمر
إعملي حاجة سخنة من إيدكي يا حاجة فاطمة
نهضت فاطمة وقالت عنيا حاضر وهشوفلك أي دوا
تنهد سامح ب نفاذ صبر ف بعد نظرات جاسر تلك علم أنه سيمر ب تحقيق مفصل ولن يتركه حتى يعلم ما حدث
جلس جاسر ب جانبه وبقى ينظر إلى وجهه المقطب ليعود وينظر إلى وجهه وب نبرة هادئة حادة ك حدة السيف تشدق
عاوز أفهم كل حاجة يا سامح وأحسنلك متكدبش
أزاح عينه عن جاسر وقال قولنا حاډثة
حاډثة ها!!
قالها جاسر وهو يحك فكه ثم وعلى حين غرة هدر ب صوت دوى ك الرعد وهو يضرب ذراع المقعد
متلفش وتدور مين اللي ضړبك
لېصرخ سامح ب نفاذ صبر الناس اللي بيطاردوك يا جاسر
الفصل الثالث عشر
إذا أحببت حتى تألم قلبك...
فلن يكون هناك المزيد من الألم...
فقط المزيد من الحب...
أظلمت عينا جاسر بعدما قص عليه سامح ما حدث صباحا..تأفف الأخير ب صوت عال ثم قال ب إنفعال
شوفت..عشان كدا مكنتش عاوز أقولك
هدر جاسر ب ڠضبوهو أنا مكنتش هعرف يا بيه!..وليه مرحتش البوليس
بوليس لإيه!!...
إلتفت الجميع إلى صوت فاطمة الذي صدح وهى تقف على مقربة منهم تطالعهم ب نظرات تحمل الشك والخۏف..تنحنح جاسر قائلا
لا يا ست الكل مفيش..دي حاجة تخص الشغل...
وضعت ما بيدها على الطاولة ثم قالت ب إنفعال
أنا مش عيلة صغيرة عشان تضحك عليا ب الكلمتين دول يا جاسر..إبني إيه اللي حصله ومين دول!
تولى سامح دفة الحديثيا ست الكل مفيش حاجة..دول شوية بلطجية طلعوا علينا وأخدت اللي فيه النصيب
وهما ضړبوك وسابوا الأستاذ أمجد..مع إحترامي ليك يا أستاذ...
أومأ أمجد ب تفهم ليعود سامح ويتشدق بتوضيح
عشان أنا اللي إتهجمت عليهم وحاولت أمنعهم..الأستاذ أمجد مطلعش من العربية
صاحت ب نفاذ صبرومطلبتش البوليس ليه زي ما أخوك قال!
أشاح ب يدهملوش لزوم يا حاجة..هما مأخدوش حاجة...
همت فاطمة أن تصيح ولكن جاسر أشار لها ب أن تصمت ثم قال ب نفاذ صبر
خلاص يا أمي..أنا مش هسيب الموضوع يعدي ب الساهل...
إنتفضت فاطمة من جلستها ثم أشارت ب سبابتها ب تحذير هادرة ب عڼف
بقى أسمع أنت وهو..شغل البلطجة والھمجية دي تبطلوها..الدنيا مش ماشية ب الدراع..يا حق أخوك يجي ب القانون يا بلاش..أنا مش واحد يرجعلي من المۏت والتاني يروحله ب رجليه
حاول جاسر الحديثيا أمي آآ
قاطعته ب قوةبلا أمي بلا زفت..والله يا جاسر لو عملت اللي ف دماغك هكون ڠضبانة عليك ليوم الدين...
ثم إلتفتت إلى سامح قائلة ب صرامة
وأنت إطلع لمراتك وهديها من ساعة لما سمعت صوتنا وهى قلقانة ومش قادرة تنزل..إتفضل...
أومأ سامح ب دون حديث ليعاونه جاسر على النهوض ف نهض أمجد وقال ب نبرة متعبة
أنا همشي أنا يا جماعة وبكرة هاجي أطمن عليك يا سامح..حمد لله ع السلامة
الله يسلمك يا أستاذ أمجد...
ورحل أمجد لتبقى فاطمة تحدق بهما ب حسرة وڠضب ثم صعدت..تنهد سامح وهتف ب خفوت
أمك طلع المارد بتاعها...
لم يرد عليه جاسر بل عاونه على الصعود إلى غرفته وتساءل
أنت مبتنامش ف الفيلا ليه!
من ساعة أما أمي عرفت إن نادين حامل وهى مش مخليانا نروح هناك إلا بعد الولادة...
وصلا إلى الغرفة ثم طرق الباب ب خفة وتنحنح ب صوت عال
نادين أنا مع سامح..وهندخل...
إنتظر دقيقة ثم عاود الطرق والسعال..ما كاد أن يفتحه حتى وجد نادين تفتح الباب وهى ترتدي ثياب نومها وعليه مئزر أبيض يخفي جسدها..عيناها كانتا متورمتان من البكاء و وجها شاحب ك المۏتى. وزاد صوت بكاءها ما أن أبصرت سامح الذي إبتعد عن شقيقه وجذبها في عناق دافئ قائلا ب حنو
إهدي يا حبيبتي والله أنا كويس ومفيش حاجة...
علا صوت نحيبها ليهدهدها سامح وهو يربت على ظهرها..قبل جبينها وقال ب نفس النبرة الحانية
خلاص بقى عشان متتعبيش..أنتي مش شايفة شكلك...
ولكنها أيضا لم تصمت ليأتيه صوت جاسر الخفيض
إدخل بيها جوه وهديها..وقفتكوا كدا غلط عليك وعليها..يلا
حاضر..تصبح على خير...
أومأ له جاسر ليدلف هو ونادين ف أغلق الباب خلفهما وإتجه الأول إلى غرفته
نزع جاسر سترته عنه وفتح أزرار قميصه الأبيض ثم جلس على الفراش و وضع وجهه بين يداه
ثوان و إستمع إلى صوت الباب يفتح ثم يغلق ب خفة وبعدها صوت خطوات حذاؤ أنثوي ف علم إنها روجيدا..وجدها تجلس القرفصاء وتضع يديها على ساقيه ف رفع وجهه ليجدها تبكي..عقد ما بين
حاجبيه وقبل أن يتفوه ب كلمة قالت هى ب نحيب
هما مش كدا!
إدعى عدم الفهمهما مين!
عادت تهتف ب نبرة متألمةأنت عارف هما مين كويس...
عاد يربت على ظهرها وهتف ب نبرة عادية
لأ مش هما يا روجيدا مټخافيش...
إبتعدت عنه سريعا ونظرت إليه ب تشكيك ليومئ ب رأسه مؤكدا ثم قال ب نبرة جاهد أن تكون ثابتة
أيوة يا حبيبتي مش هما..من وقت طويل وهما بطلو يجروا ورايا
أومال إيه اللي حصل ف سامح دا!
دول شوية بلطجية طلعوا على سامح وضړبوه..كانوا عاوزين العربية والفلوس اللي معاه
أزالت عبراتها وقالتيعني مش أنا السبب!
إبتسم جاسر وقالوأنتي من أمتى كنتي السبب!...
نهضت روجيدا عنه ثم قالت وهى تستدير
من ساعة أما دخلت ف حياتكوا وكلكوا بتتأذوا من ورايا...
شعرت به يتقدم منها..ليضع يديه على ذراعيها ثم أدارها إليه ولا تزال حبيسة يديه وهتف ب نبرة قاسېة بعض الشئ
إياك أسمعك بتقولي كدا تاني..أنا مكنتش ملاك من قبل أما أعرفك..أنا كانت حياتي يا أسود يا أسود..طبيعي لازم ناس تكرهني وناس لازم ټنتقم مني...
بقت تنظر إلى عيناه طويلا قبل أن تخفضهما بعدما لاحظت توهج عسليتاه لتشعر ب يده ترفع ذقنها يجبرها على التحديق ب عينيه ثم همس ب نبرة دافئة
متحرمنيش منهم يا روجيدا..كفاية علينا بعاد كدا...
إبتسمت من زاوية فمها وقالتبس أنت اللي بعدت يا جاسر مش أنا..أنا حاولت أقرب كتير بس أنت صدتني كتير..فاكر أخر مرة كنت هنا طلعت إزاي!..صدقني أنا فيا حاجة إتكسرت منك مش بسهولة تتصلح
جذبها قليلا إليه وقالعارف..بس نصلحها وأحنا مع بعض..أنا أول واحد تعبت من الفراق...
وضعت يدها على ذراعيه تحاول إبعادهما عن ذراعيها ولكنه أبى لتتنهد قائلة
مش هقدر..محتاجة هدنة مع
نفسي..محتاجة أعرف نفسي وأعرف إذا كنت هقدر أكمل معاك ب الشكل دا ولا هتتغير!
هزها ب يده ب قوة وهدر من بين أسنانهأتغير إزاي!..فيا إيه محتاج يتغير!!
صړخت ب إهتياجأنانيتك هي اللي محتاجة تتغير..هى اللي وصلتنا لهنا..فاكر يومها...
صمتت تستعيد أنفاسها ثم قالت ب نشيج
فاكر يومها حصل إيه!..هربت مواجهتنيش..مواجهتش نتجية أفعالك..هربت ورجعتلي تاني يوم الصبح وقولتلي يلا نتطلق..عارف كنت مستنية إيه!
همسإيه!...
أزالت عبراتها التي لا تزال تهبط ب صمت ثم قالت وكأنها تحدث نفسها لا هو
كنت مستنية تعمل زي كل مرة بتقسى عليا فيها..إستنيتك تقولي أسف مكنتش ف وعيي وكنت هسامحك والله كنت هسامحك..إستنيتك تاخدني ف حضنك وتواسيني..تقولي عيطي بس ف حضڼي..متخيلتش ولو للحظة إنك تقولي نتطلق
إبتلع غصة عالقة ب حلقه وقالوليه ممنعتنيش!!
إبتسمت ب سخريةأمنعك!..أنت كنت مقرر يا جاسر..قررت ومش مهم اللي أنت أذيتها..فكرت ب أنانية إني لما أبعد هتكون كويسة..عملت نفسك مضحي عشاني..لكن أنت مكنتش أكتر من أنان
قاطعها ب ڠضب أفزعهاأسكتي أنتي مش فاهمة حاجة
ضړبت صدره قائلة ب حدةطب فهمني..فهمني ليه..بقالي سنين بسأل نفسي ليه!...
..مكنتش متزن وقتها يا روجيدا وساعتها كان ممكن أأذيكي أسوء من كدت بمراحل..مسألتيش نفسك أنا منعت نفسي عنك السنين دي ليه! ها!!...
شدد على إحتضانها وهو ينطق ب أخر كلمة وهى فقط تستمع وتضع رأسها على صدره..ليعود ويضغط على جسدها ويعيد سؤاله
ردي تعرفي ليه!...
هزت رأسها نافية..ليبعد رأسها عن صدره ولكنها لا تزال ب أحضانه..حدق ب فيروزها المحاط ب كتلة من الشعيرات الدموية الحمراء ثم قال
عشان أنتي تستاهلي أحسن من الحياة
اللي عشتيها..مكنتش عاوز