الأحد 24 نوفمبر 2024

جاسر

انت في الصفحة 14 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز

تحت مسمى بحميكي...
شهقت تأخذ أنفاسها المسلوبة وبقى هو يحدق بها ب جمود يثلج القلوب لتعود وتهتف ب تألم
أنا عرفت أحمي نفسي فترة طويلة..مش أنت اللي هتقدر تحميني من قدر ربنا كاتبه لينا..كنت مفكرة اللي بينا عشق محدش يقدر يهدمه
هدر ب صوت قد صدى صداه ب الخلاءأومال اللي بينا إيه!
صړختوهم إتبنى على كدبة..الحب ثقة يا جاسر بيه..تيجي تشكيلي وتقولي محتاجك..تيجي تترمي ف حضڼي وتفضفض..تيجي وتقولي خليكي أماني والحيطة اللي أتسند عليها وقت ضعفي..لكن...
صمتت تبتلع غصتها ثم عادت تكمل وقد أجهشت ب البكاء
كل اللي بنيته ف ثانية بتهده أنت..أناني بدرجة تخلي اللي بينا يتهدم مع أي نسمة هوا معدية..أذتي ب أكتر حاجة عملالي هاجس لحد دلوقتي مرتين وسامحتك..بنسى قسوتك وبنسى جبروتك لما بلمح نظرة العشق ب عينيك ليا..حاولت كتير صدقني أنسى اللي عرفته من شوية وإن مفكرة اللي عايشة معاه مبيخبيش عني حاجة..طلعت أعرف عنه قشور..كان نفسي تحط إيدك ف إيدي ونتحدى كل صعب ف حياتنا..بس أنت بتختار الأسهل والأكتر أنانية...
أمسك ذراعيها وأخذ يهزها ب شراسة وعڼف ثم هدر ب نبرة قاسېة
أنانية عشان بحميكي!..لو دي الأنانية من وجهه نظرك ف أنا أكتر بني أدم أناني ممكن تعرفيه..لو دي الأنانية ف أه مش هنكر..أنا بخسر أي ذرة عقل وحكمة لو حاجة تخصك..بيبقى قلبي سايقني لو معناه هخسرك
هتفت ب سخريةوأديك خسرتني..خسرتني بجد المرة دي..كان ممكن تنفادى الفراق والقهر اللي عشنا فيه لو كنت قولتلي
هدر من بين أسنانهوأنتي كنتي هتعملي إيه!..هيكون ف إيدك إيه أكتر من اللي بعمله
وبدأت ب البكاء وهى تخفض رأسها..جذبها أكثر إليه حتى أجبرها على رفع رأسها ثم همس ب فحيح
لو كل اللي قولتيه دا مفكترش فيه مكناش حاليا كدا..الحاډثة اللي حصلتلك وكانت بسببي وأنا بشوف جسمك مفهوش
عضمة سليمة..لما أشوفك مش عارفة تمشي ودا برضو بسببي..لما أفكرك ب ليلة من عڈاب ليا مش بس ليكي ودا برضو بسببي..لما أحس أني بقيت خطړ عليكي قبل أما أكون خطړ على نفسي..يبقى لأ يا روجيدا..ف قلبي اللي بيتكوي بالبعد وف فيا عشان بس أشوفك كويسة..وعارفة كل حاجة خلصت لما بعدت عنك
إبتسمت ب سخرية وقالت ب حزنيبقى خليك بعيد..لأني خلاص مليت من حب مش هنقدر نكمله طول ما تفكيرك كدا..أنت خسرتني من اللحظة دي وأنا هحققلك أمنيتك وهبعد..وصدقني هكون حياه جديدة وجايز مع حد جديد...
إشتعلت عيناه ب نيران وأضحت جمرتين مشتعلتين ب أتون الحب المهلك..شدد من قبضته على ذراعيها حتى سمع صوت فرقعة عظامها..ثم هدر ب فحيح أفعى
مش هتكوني لحد غيري..وعمرك ما هتكوني لحد غيري..كل حاجة فيكي ملكي..اللي هشوفه بيقرب منك هنسفه نسف..هحسب ربنا مخلقوهش أصلا
بدأت ب دفعه ب صدره وهتفت ب خوفأنت أكيد جرا لمخك حاجة...
تركها تتراجع خطوتان ليهمس أمام وهو ب جوع نهش جدران قلبه
حبك لعڼة..وأنتي اللعڼة...
عكس الجاذبية..يشعر وكأنه كان ب الچحيم وبين أضحى النعيم..شعر وكأن جسده يضربه الثلج وبداخله مراجل مشتعله ويضربه البرق 
لم يبتعد عنها كانت يده التي على ..كان مغمض العينان وهو
وكأني كنت ف الجنة...
صابر!..قوم يلا كفاية نوم...
تململ ب إنزعاج ثم فتح عيناه ب تثاقل وحدق بها ليجدها تبتسم إليه ب حنو ولا تزال يدها تملس على خصلاته ب رقة..نهض ومسح على وجهه ثم تساءل ب صوته المتخدر
هى الساعة كام!
ردت ب هدوءتسعة ونص
تشدق ب صدمة ودهشةيااااه نمت كل دا!...
هى لسه مصحتش..أنا قومت أشوفها لاقيتها نامية...
أومأ ب رأسه ب صمت ثم وضها بين كفيه ولم يتحدث..إقتربت منه وربتت على ظهره ثم قالت ب نبرة جادة
مش ناوي تفهمني في إيه!...
زفر أنفاسا مثقلة وأعاد رأسه إلى الخلف وبدأ ب سرد ما حدث معه سابقا وما حدث الآن ليقول بعدها ب إنفعال وهو يلكز صدره ب قهر
أنا اللي ربيتها..أنا اللي أبوها وأمها..هما سابونا ومشيوا عشان خاطر عذر تافه..فقر!..يعني إيه كنا فقرا يا بسنت!..وفيها إيه!..ربنا مبينساش حد...
أبتلعت بسنت غصة في حلقها حزنا عليه ف أكمل ب نبرة مثقلة
أنا اللي مسكت إيديها وهى رايحة أول يوم مدرسة..عرفتها كل حاجة عن البنات والحب..أنا اللي نصحتها وبنيت شخصيتها..تعبت ف تربيتها وإتمرمط عشان خاطرها..تحديت الفقر وقولت ربنا مبينساش عبده ومحدش بېموت من الجوع..أنا اللي علمتها وكبرتها وخليتها كدا..أنا اللي كنت باخد سنة ف سنتين عشان خاطرها..عشان مخلهاش تحتاج حاجة أو تحس إنها أقل من حد..أنا فضلت أعافر وأعافر لحد أما وصلت ل اللي أحنا فيه..هى حقي أنا..أنا أبوها وأخوها وأمها وكل حاجة..ميجوش بعد كل دا ويقولوا عيالنا..كانوا فين لما كنت ببات جعان وسقعان...
قاطعته بسنت وهى تضع يدها على فاه ر هو الأخر ب قوة يستمد منها الدفء الذي فقده..سمع صوتها وهى
تقول ب نشيج وحب
أنا جنبك وجنبها..هكون أمها وأمك ف نفس الوقت يا صابر..متزعلش نفسك وأقف جنب أختك..إحترم قرارها وشوفها هتقول إيه..أكيد هى محتاجة حنان الأم والأب...
إبتعد عنها على حين غرة وقبل أن يتشدق وضعت يدها على فاه وأكملت ب جدية
عشان بتحبها شوف هى محتاجة إيه حتى لو مش أنت..ولو إختارتك كون ليها كل اللي عملته ف غيابهم..إسمحلها تحس ب اللي إتحرمت منه متخلكش أناني..لو يهمك مصلحتها...
لم يبد عليه التأثر وملامحه كان خالية تماما إلا أنه نهض ثم قال ب جمود
يلا أوصلك..الوقت إتأخر
تنهدت ب ضيق ثم قالت ب يأسمفيش فايدة...
نهضت ثم قالت وهى تقبل وجنته
خليك مع نور وأنا هروح مع عمو فوزي..زمانه وصل..أنا كلمته وأنت نايم...
تحركت خطوتين ثم عادت تقبل وجنته الأخرى ثم قالت ب مرح وهى تبتعد
عشان خدك دا ميزعلش..تصبح على خير...
إبتسم ثم إقترب منها ومال جبينها ب عمق وتشدق بعدها
وأنتي من أهلي قريب يا مجنونتي..كلميني لما توصلي...
أومأت له ب موافقة ثم رحلت..تنهد صابر ب قهر وهو يشعر ب أن قلبه مثقل ب الهموم بل عنك يا نور..حتى لو هحبسك هنا...
بعدما إستعادت روجيدا أنفاسها دفعته ب حدة عنها وبقت تنظر إليه ب ڠضب..وبلا مقدمات هبطت على وجنته صڤعة قاسېة منها وردفت ب عدم تصديق
إزاي تفكر تلمسني كدا!...
مسح جاسر على وجنته التي صڤعتها وهبط إلى ذقنه وبقى يحكها..حدق بها ب نظرات غريبة ولكنها عميقة..قرأت بهما الڠضب الذي يكافح في حپسه ب داخله وكان هذا واضح من إنقباض عضلة فكه وتكور يده ب شدة أبرزت عروقه..ليبتسم من زاوية فمه ثم قال ب هدوء
كنت عطشان..ومعنديش مانع أشرب تاني...
رفعت يدها تنوي صفعه مرة أخرى ولكنه أمسك معصمها وأداره خلف ظهرها ثم جذبها ب شراسة و ۏحشية إليه حتى إصطدمت ب صدره القوي وقال ب تحذير
أنا فوتها المرة الأولانية عشان عندك حق..لكن متستحليهاش يا روجيدا عشان شكلك نسيتي زعلي...
إبتلعت ريقها ب صعوبة وأخذت تحدق ب عيناه التي تحولت إلى الشراسة ولكنها تمتزج ب نظرته الخالصة لها..مهما أظهر من القسۏة أمام العالم تبقى هى نقطة ضعفه الوحيدة..يبقى معرى من جميع الأكاذيب ويلتبس الحقيقة أمامها..ف هو ليس إلا عاشق على شفا خسارة حبيبته ولن يسعه حړق الكون في سبيل إستعادتها
ضيقت عيناها ب حدة وأخذت تتلوى من بين يديه ثم قالت ب ڠضب
سيب إيدي عاوزة أروح
نطق ب بس أنا مش عاوزك تروحي
تأففت ب ضيق وقالتجلنار مقدرش أسيبها أكتر من كدا..يلا سبني
مال إليها ثم قال وهو يتلاعب ب حاجبيهعشان خاطر بنوتي بس...
ثم ترك يدها وكادت أن ترحل إلا أنه أمسكها مرة أخرى وتساءل ب حدة
رايحة فين!
عقدت حاجبيها وقالتهروح
اللي هو إزاي!
قلبت عيناها إلى أعلى وقالت ب نفاذ صبرهوقف تاكسي و أروح...
جذبها من يدها ثم وضعها ب السيارة وسط إعتراضها وتلويها بين يديه ليقول ب تهكم
لما أكون قرني أبقي إعمليها...
ثم صعد إلى سيارته وأعاد تشغيل المحرك وإنطلق بها لتسأله روجيدا
يعني إيه قرني دي!
ضيق عيناه وقال ب جفاءملكيش دعوة...
فتنة!!
نظرت إليه روجيدا بتساؤلأفندم!...
نظر إليها جاسر
ب تعجب ثم إستوعب ما قاله ليقول ب مكر
بقول الفراولة فتنة...
بعد مدة ليست ب قصيرة وصلا إلى بنايتها وقبل أن تترجل تشدق ب مكر
متنسيش تحطي على آآآ...
إياك أشوف قريب منك ولا أنتي شوفتيه صدفة ف الشارع.
تصبح على خير يا جاسر
هدر ب عڼف وقالمبهزرش على فكرة
عاوز معلومات عن واحد اسمه شريف الألفي..أي حاجة عنه..وإبعتلي طقم حراسة يقف قدام بيتي اللي أنت عارفه..كل دا يحصل ويوصلي الصبح...
الفصل السابع
و يوم يقسم المرء ألا يحب...
يخونه القلب ب الإتفاق مع العقل...
ف يغرق كلاهما ل الشخص المنشود...
ويتحول المرء إلى فتات...
كانت عيناه ك الصقر تراقب تلك الحورية والتي يظهر عليها ملامح التحدي..إرتشف من

كأس الخمر ثم قال ب هدوء
شهية ك الفودكا...
دلف من شرفة منزله والذي إستجأره ليكون أقرب إليها..وبدأ يتفحص الأوراق الخاصة بها و ب جاسر..كل شئ متعلق بهم
ثوان وسمع صوت هاتفه يصدح..إلتقطه ثم أجاب ليأته صوت عميق
غدا قم ب التنفيذ
الطفلة أم الوالدة!
الطفلة
حك ذقنه وقالحسنا...
ثم أغلق الهاتف و توجه إلى غرفته وبدأ ب الإستعداد
في صباح اليوم التالي إستيقظت نور وهى تشعر ب ثقل على جسدها..رفعت رأسها لتجد صابر يحتضنها ب قوة وكأنه يخشى أن تهرب أثناء يومه..لتبتسم ب حب..قبلت وجنته ب رقة وهمست
صابر!...
أتتها زمجرة ناعسة وبعدها سبة ينعتها بها كلما أيقظته..ضحكت ثم نادته مرة أخرى ولكن ب صوت أفزعه
صاااااااابر!!...
إنتفض صابر على صړاخها المزعج..لينظر إليها ب حنق ف إزدادت ضحكاتها ثم قالت ب دفاع
صحيتك براحة ومصحتش..أعمل إيه!...
نظر إليها شزرا ثم حك رأسه ولكن قبل أن يتفوه هتفت نور وهى تنهض من الفراش
أنا اللي هحضر الفطار النهاردة
أمسك صابر يدها وقال ب خوفلأ بالله عليكي لأ..أخر مرة جبتك من وسط الحريقة وقال إيه!..بقلي بطاطس يا صابر...
نظرت له ب حنق ثم تأففت ولم ترد..ليقول وهو يربت على خصلاتها
أنا اللي هعملك أحلى فطار..خليكي زي البرنسيسة قاعدة..تمام!!
إبتسمت وقالتتمام...
تحرك صابر خطوتين ليعود على صوت شقيقته وهى تهتف
متنساش عصير البرتقان
تلوى شدقه ب تهكم وقالشحات وبتأمر...
أخرجت له لسانها ليتحرك خارج محيط الغرفة ثوان وعاد ليتساءل ب تردد
مشزعاوزة تقوليلي حاجة!
عقدت حاجبيها وتساءلتحاجة إيه...
إبتلع غصته وكور قبضة يده..ېخاف أن تختار والديه ولكن يجب أن يقوم ب تلك الټضحية لا يحب أن يكون ب مثل أنانيتهم..ليقول ب توجس
مش عاوزة تشوفيهم!...
نظرت إليه ب جمود أصاب قلبه ب الړعب ليجدها تنهض وعيناها لا تحيد عن خاصته وتلك النظرة لا تختفي..وقفت أمامه ثم إرتمت ب أحضانه وقالت ب نبرة مټألمة ولكنها حازمة
لأ..أنا عرفتك أنت أمي وأبويا..أنا معرفهمش..هما يدوب صورة بيكملوا بيها اللوحة وأنت الأصل مش صورة..ف إقفل ع الموضوع دا وياريت ميتفتحش...
ضمھا صابر إلى صدره يزفر ب إرتياح..إلتاع قلبه لكلماتها وشعر أنه إستعاد روحه المسلوبة..أبتعدت نور عنه وإصطنعت المرح ب الرغم من ملاحظته
يلا يا كوتش نحضر الفطار ولا ناوي تجوعنا!...
يده التي تحاوطها لتتعالى صوت ضحكاته..ب الرغم من إرتياحه لوجودها ب جانبه ولكن
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 55 صفحات