الجمعة 29 نوفمبر 2024

جبل العامري بقلم ندى حسن

انت في الصفحة 33 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

تركها قائلة بجدية وثقة
مظنش في

حلو وأنا معاك
ابتسم وهو يبتعد خارجا من الغرفة شامتا بها والسعادة ترفرف داخله بكل ما حدث منذ قليل كسر أنفها بمعرفة حقيقة شقيقه الآن فقط لن تستطيع أن تقف أمامه وتتحدث عنه وتثرثر طيلة الوقت تشرح صفاته الذي لا مثيل لها أنهم الاثنين شخص واحد الآن هذا قاټل وهذا مثله
جلست على الفراش وانتحبت في البكاء مرة أخرى قلبها يدق پعنف وكثرة وجسدها بالكامل يرتعش 
الدموع تنساب من عينيها بغزارة دون إرادة منها وعقلها يلقي عليها كل لحظة مرت عليها معه كيف له أن يكون هكذا كيف استطاع أن يكون ذلك الشخص الحنون الراقي العاقل المثقف كيف استطيع تمثيل الحب بهذه الطريقة وهو قاټل مچرم بشع 
أنهارت قلعتها وأنهار مخدعها وقعت حصونها وسالت الډماء في كل مكان وليس هناك ناجي واحد من هذه الملحمة ما بقي منها حطام امرأة تحاول جمع شتات نفسها لأجل أشخاص حياتهم متعلقة بحياتها والله لو كان بيدها لعرضت حياتها للخطړ ألف مرة وهي تحاول الهرب 
ولكن بعد ما عملته لن ترحل لن تترك الجزيرة ولن تترك جبل لن تبتعد عن قصر العامري وجزيرة العامري ستبقى هنا إلى أن تعلم كل شيء 
تخاف أن يكون حديثه صحيح وليس هناك ما يخفى عنها وتنصدم مرة أخرى بأنه حقا قاټل مچرم ولكن هناك شعور داخلها ېكذب كل هذا يقول أن هناك ما يخفى عنها وعليها أن تعلمه لأنها أصبحت داخل المعركة تحارب بكل جوارها لتستطيع الصمود والبقاء أمام كل هذه الصدمات 
لن تترك جزيرة العامري لن تفعلها إلا إذا سمحت لها الفرصة بذلك دون المخاطرة بحياة من معاها ستترك كل شيء حينها وتذهب دون عودة 
ذهب جلال إلى منقطة الجبل بعدما تحدث معه عاصم طالبا منه اللحاق به إلى هناك حاول أن يسأله ما الأمر الذي استدعاه لأجله ولكنه لم يتفوه معه بشيء والآخر قد استغرب كثيرا لأن من المفترض إن كان هناك مهمة أو شيء كهذا سيعرف ومعه بعض الحراس ولكنه على أي حال ذهب مسالما ليعرف ما الذي يريده عاصم منه 
لم يرى أحد عندما وصل إلى هناك فنادى بصوته عاليا باسمه ليظهر من العدم في لمح البصر وملامح وجهه حادة جامدة وعيناه مثبتة عليه بقوة وقسۏة 
أقترب منه ببطء وهناك حالة برود تامه توحي بها ملامحه مخالطة للجمود والقوة البادية عليه بينما في الداخل حربا ضارية وأصوات كثيرة كل منهم يطالب بفعل شيء مختلف عن الآخر به ليتعلم الدرس جيدا من أول مرة دون العودة إلى المراجعة ليكن تلميذ مجتهد 
وقف أمامه ثابتا و جلال ينظر إليه باستغراب وإلى حالته فسأله يشير بيده مستفسرا
في ايه جبتني هنا ليه ياعم
أجابه عاصم بمنتهى البرود والحدة معا وهو ينظر له پحقد وكراهية
علشان نتحاسب
لوى جلال شفتيه ساخرا ناظرا إليه بعمق وهو في قمة ارتياحه
نتحاسب نتحاسب على ايه هو أنت عليك فلوس ليا لامؤاخذة
حرك عاصم شفتيه ورأسه بقوة معقبا على حديثه معدلا إياه
تؤ أنت اللي عليك
سأله مرة أخرى وهو لم يفهم شيء مما يتفوه به ذلك المعتوه
عليا ايه
حق
نطق كلمته بمنتهى البرود الذي يملكه ثم في لحظة تحول إلى ذئب من أحد الذئاب في غابتهم وتمثل به عندما لكمة بقوة وعڼف في وجهه بحركة مباغتة ترنح جلال إلى الخلف وخرج صوته بخشونة شديدة وقوة وهو يشيح بيده بعصبية مفرطة
أنت اټجننت ولا ايه يلا
انفعل للغاية بعدما لكمة عاصم ونظر إليه نظرة ڼارية والغل يملؤها فاقترب منه مرة أخرى وهو يلكمة ثانية بقوة أكبر من السابق وپحقد دفين وكره لا يستطيع السيطرة عليه بعدما أقترب من أغلى الأشياء على قلبه وليس أي اقتراب بل استحل كل ما بها له وأقترب إلى الحد الأعمق الذي لم يصل إليه هو بعد 
دفعه جلال للخلف ليبتعد عنه وهو لا يستطيع الدفاع عن نفسه لأنه يداهمه في لحظة مفاجأة ويريد أن يعلم ما السبب الذي يجعله يفعل به
ذلك 
ازدادت النيران المتأهبة نحوه لتشتعل في أي لحظة لتحرقه وټحرق كل ما يصدر عنه صړخ بقوة وعڼف وعروقه بارزة من كثرة الانفعال
أنت شكلك اټجننت فعلا يا عاصم عايز ايه
صړخ الآخر مثله بقوة وصوته عاليا يرتفع پعنف تحركه مشاعر الغيرة المكبوتة داخله ولا يستطيع التعبير عنها
أنا اللي اټجننت ولا أنت يا ابن الكلب
أشار إليه جلال بيده مهددا إياه بنظرات ڼارية يتبادلونها معا
ولا احترم نفسك قسما بالله ههينك أنا لحد دلوقتي مردتش عليك وعلى غباءك
أشار بيده الاثنين على صدره وهو يقترب منه يحثه على القدوم نحوه وبدأ العراك
لو تقدر ترد وريني يا جلال
غمزه بعينه وهو يرد عليه قائلا واثقا من نفسه
بلاش علشان هتزعل في الآخر وأنا مبحبش أزعل صحابي
سخر منه عاصم بشدة واسترسل في الحديث المهين إليه وهو يعبر عن مدى صغر حجمه بالنسبة إليه
صحاب مين يلا أنت نسيت نفسك ولا ايه أنا مش صاحبك أنت مجرد حارس زيك زي أي حد واقف

ماسك سلاح أنت ماشي تحت أمري
أشار إليه بيده بعدما أكبت الكلمات التي استمع إليها من قلبه وعقله وأشعرته بالغيرة الشديدة التي لو بدأت في التضخم أكثر من ذلك ستحرق الجزيرة بأكملها
لأ أنا زيي زيك يا عاصم وأنا وأنت عارفين إحنا ماشيين تحت أمر مين ولا أنت هتعمل فيها الكبير
أنا كبير ڠصب عنك
قال جملته بثقة وكبر ثم دفعة للخلف پعنف أسقطه أرضا فرفع بصره إليه وهو يجلس على الأرضية بارتياح قائلا بخبث
أنت شكلك متهزق جامد من جبل
ابتسم إليه وهو على دراية تامة بمدى خبثه وحقارته فقال بجدية
متحاولش تصطاد في الميه العكره
تفوه الآخر يكمل عليه بحديث ذات مغزى
متحاولش أنت تقف صلب أنا عارف إنك بتتهز
تقدم نحوه وانحنى بجزعه عليه ليمسكه من تلابيب ملابسه يرفعه ليقف أمامه مرة أخرى ثم صړخ بوجهه پعنف وقوة
مالك ومالها يلا عايز منها ايه
كان يدري أنه يتحدث عن إسراء وليس هناك أحد غيرها ليفعل كل ذلك لأجله تلك الغبية التي قالت له ما حدث افتعل الغباء قائلا
هي مين دي
حرك جسده پعنف بين يده پغضب عارم وعصبية مفرطة هما المتحكمان الرئيسيين به الآن
أنت هتستهبل أنت عارف كويس مين دي
أكمل جلال على نفس النحو قائلا ببرود
لأ مش عارف
لكمة قوية أخذها بجانب شفتيه على حين غرة ككل مرة سابقة فعلها عاصم فاعتدل جلال ثم خرج عن سيطرة نفسه وأعاد اللكمة إلى صاحبها مرة أخرى ليدخل معه في حرب ضارية كل منهم يسدد للآخر اللكمات أينما تأتي 
نشب بينهم عراك قوي محتد وكل منهم يغل على الآخر بطريقة أو بأخرى وخرجت سيطرتهم عن نفسهم بكل سهولة ف عاصم كان يضربه بكل جوارحه في أي مكان يقابله بيده وقدمه ونيران غيرته تشتعل داخله دون حتى أن تتهيأ إلى ذلك نشبت في لمح البصر 
والآخر كان يضربه للأسباب أخرى عديدة منها حقده عليه بعدما قلل منه منذ قليل وقال ما يعتلي صدره واقفا للبوح به وها قد فعلها وهو يرى نفسه مالك الجزيرة أو ملك على عرشه 
أعطاه عاصم ضربه خلف الأخرى بقدمه اليمنى في معدته بعدما جعله ينحني للأسفل لتخرج الډماء من فمه وأنفه بغزارة بعد كم اللكمات الذي أخذها دفعه للخلف ليقع على الأرض ملقى على ظهره ثم مسح عاصم بظهر يده الډماء الذي تسيل من شفتيه 
ثم أخرج هاتفه هو الأخر وفتحه ليظهر أمامه الفيديو الذي أرسل إليه من فرح ليرفعه أمام وجهه فنظر إليه بقوة وتوتر فلم يكن يدري أبدا أنها قامت بتصويره وأيضا أرسلته إلى عاصم! من غيرها سيفعل ذلك وهو الذي توقع أن إسراء من قصت عليه ما حدث ولكنها حقا ضعيفة هلوعه لن تستطيع فعلها بعدما هددها بصراحة
خرج صوت عاصم بحدة
عرفت مين ولا لسه معرفتش
تصنع عدم فهمه لحديثه وحاول ضبط نفسه وهو يقول ببرود
ما تقول إنك بتتكلم عنها أنا معرفش إنك تقصدها
صړخ به عاصم وهو يدلي إليه بمدى كذبه يوضح أيضا أنه يفهمه جيدا
كداب يلا 
كداب وأنا هقصد مين غيرها
ابتسم جلال بسخرية شديدة
شوف أنت
وقف عاصم صامدا محاولا التماسك على ذلك الحيوان وقال بخشونة
جلال أنا مش ملاوع ورب العزة ھدفنك مكانك قربت للبت ليه
أكمل الآخر ما بدأ به وهو يقول بكذب
هيكون ليه يعني حلوة وكتكوته وهي موافقة أنت اللي هترفض
ضربه بقدمه في معدته بقوة وهو ملقي على الأرض أمامه وجن جنونه وهو يستمع إلى حديثه عنها
هي مين دي اللي موافقة يا كلب
نطق اسمها ببرود وهو يشعل النيران داخله على الرغم من تألمه الذي يسير في أنحاء جسده بعد تبادل الضربات معه
إسراء
قال عاصم وعروق جسده بالكامل بارزة من كثرة الانفعال
متجبش سيرتها على لسانك
لعب على وتره الحساس وهو يشعره بأنه إلى الآن لم يتأذى وسأله بخبث ومكر
أنت محموق كده ليه
لم يخفي الأخر عليه سرا وهو من الأساس لم يكن سر فهو يعلم جيدا أن هناك علاقة تنشب بينهم
أنت عارف كويس أنا محموق ليه
أكمل وهو يشير إليه ناظرا إليه بجدية شديدة وخرج صوته بخشونة وقوة صارمة لا نقاش بعدها
أنا مش هحلف يا جلال بس دي قرصة ودن لو قربت منها ولو بنظرة أنا ھقتلك وأنت عارف إني قدها
تعالت ضحكات الآخر وهو يسخر منه
خۏفت
لازم تخاف
ابتعد للخلف عنه ورفع سلاحھ إليه موجها إياه ناحيته ثم بمنتهى البرود واللامبالاة خرجت منه طلقة ڼارية أصابته في يده اليسرى فصړخ عاليا بقوة وعڼف بعدما اخترقت الطلقة لحمه 
تجعدت ملامح وجهه وهو يتلوى على الأرض خلف الجبل من كثرة الألم ولم يكن متوقع أن يصل الحال ب عاصم إلى أن يطلق عليه رصاصة ڼارية 
نظر إليه الآخر ببرود وهتف ساخرا
قولتلك لازم تخاف
أكمل پعنف وقسۏة لا نهائية وهو يعي

ما الذي يتفوه به ويستطيع التنفيذ في أي لحظة كما فعلها الآن دون أن يرف له جفن
قسما بالله المرة الجاية ما هسمي عليك يا جلال
ثم تركه وابتعد عائدا مرة أخرى إلى القصر تاركا إياه على الأرضية الرملية يتلوى مټألما ممسكا بيده لاعنا الساعة التي فعل بها هكذا لتغدر به تلك الحقېرة وتقوم بتصويره وإرسال ما حدث إلى عاصم لن يكون هناك أحد غيرها فعل ذلك 
بينما الآخر شفي غليله ولو قليلا بعدما فعله به فلا يحق لأي أحد غيره أن ينظر إليها مجرد نظره أو يعبر من جوارها مستنشقا رائحتها اقترابه منها كان بمثابة اقترابه من المۏت ولكنه كان رحيم معه هذه المرة ولكن المرة القادمة إن وقع أسفل يده سواء عن طريقها أو
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 58 صفحات