الخميس 28 نوفمبر 2024

جبل العامري بقلم ندى حسن

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

تجرب عليهم حاجات تانية
رفع رأسه سريعا عنوة عنه وهو لا يستطيع ولكنه صړخ عاليا وارتجاف جسده لم يهدأ
لأ لأ هتكلم بس تدوني الأمان أنا

وعيالي
أومأ إليه بثقة
خدته أتكلم
سأله پخوف وعدم ثقة
خدته إزاي يعني
أكمل بصرامة وقوة
كلمة جبل العامري أمان وسيف أتكلم
استرسل الرجل في الحديث يسرد عليه من أمره بفعل ذلك ولما قد يفعل
اللي خلاني أعمل كده واحد اسمه طاهر أداني فلوس كتير علشان عيالي وقالي اضربك پالنار أنا شغلتي اخوف حد أعمل لحد عاهة لكن مموتش بس الفلوس غوتني
أكمل بجدية وهو ينظر إليه
قالي محدش في الجزيرة يقدر يعملها مافيش غيري وافقت
سأله ناظرا إليه وهو يعلم أن الخائڼ مازال في الجزيرة أو مجموعة الخائنين ل جبل العامري
دخلت الجزيرة إزاي
اجابه بصدق وجدية فلم يكن يعلم حقا
أنا معرفش يا بيه هو اللي امنلي طريق الدخول من النيل ومشيت فيها
كأني واحد من العوامرية
أومأ إليه برأسه ثم نظر إليه وباغته بسؤاله الذي استغربه الجميع
دفعلك كام
قال الرجل پخوف
عشرين ألف
صړخ جبل في وجهه حتى أنه افزعه وهو يقول بعد ذلك بمنتهى البرود والنرجسية
غبي حياة جبل العامري بعشرين ألف بس!
وقف على قدميه ليخرج من الغرفة وهو يقول بقسۏة ضارية
علموه الأدب وارموه في النيل يا إما حد لحقه يا إما غرق
صړخ الرجل عليه وهو يراه يخرج من الغرفة بعد أن أعطى الأوامر القاټلة له
جبل بيه أنت ادتني الأمان يا جبل بيه
استدار ينظر إليه بعينين ثابتة مخيفة لكنه قال باستهزاء
تصدق كنت ناسي تحب تخرج عن طريق الغابة ولا النيل
قال بتوتر وهو ينظر إليه
اللي تشوفه يا جبل بيه
أبتعد إلى الخارج وتركه لا يدري ما الذي سيحدث له وقف مع عاصم في الخارج وهتف بنبرة حادة
الخونة كترو في الجزيرة يا عاصم مش هنعرف نسيطر ولا ايه
تفوه عاصم بالحديث الجاد مثله وهو يحاول أن يجعله يشعر بالاطمئنان ولو قليل على الرغم من أن الوضع لا يسمح
من بكرة الصبح هطلع حراس يلفوا في الجزيرة كلها من شرقها لغربها وأي حد خاېن معروف مصيرة ايه
قال بقوة وهو يسير بيده إلى الداخل
غورو الراجل ده بس علموه الأدب الأول 
ثم أكمل بقسۏة وصرامة ونظرات عينيه مخيفة للغاية ولكن كلماته كان لها مغزى واضح وصريح
عايز الجزيرة كلها تعرف أننا قتلناه
أومأ إليه عاصم وقد أدرك ما الذي يريد الوصول إليه
تمام
أبتعد يخرج تاركا إياهم معه يفكر في ذلك طاهر الذي لا يريد أن يرحم نفسه من يدي جبل هو من يحفر قپره بيده ويسارع متعجلا بالولوج إليه يا له من غبي 
بعد مرور عدة أيام
رفعت زينة وجهها إليها وهي تعلم أنها تود قول شيء منذ أن جلست معها فقال بجدية ناظرة إليها
اتكلمي قولي اللي عايزة تقوليه
رفعت عينيها وبقيت أمام سوداويتها مباشرة متسائلة باستغراب
عرفتي منين إني عايزة أقول حاجه
ابتسمت برفق قائلة بهدوء
شكلك بيقول إن في كلام جواكي ومش عارفه تطلعيه
خرجت الكلمات منها بعفوية تامة وهي تتابعها تتسائل
أنتي إزاي حبتيه بالسرعة دي
للحظة بقيت بعينيها تنظر إليها تحاول أن تفهم ما الذي تقصده وما الذي تتسائل عنه ما يأتي على خلدها لم تكن تصدقه فقالت
هو مين ده اللي حبيته
اجابتها بهدوء وثقة
جبل
استغربتها كثيرا واستنكرت حديثها فتابعت هي الأخرى تتسائل مضيقة عينيها عليها
حبيته! مين قال إني حبيته
اعتدلت في جلستها أمامها وأردفت قائلة بجدية شديدة ما تراه أمامها
أنا حاسه بكده نظراتك في الفترة الأخيرة ليه كلامك معاه سكوتك عن قعدتنا هنا مع أنك كنتي رافضة أوي وعد اللي سيباه ياخد مكان يونس في حياتها
قالت هي الأخرى بجدية وقوة توضح لها ما تفعله معه وأن كان حب أو لا
نظراتي وكلامي معاه ميقولوش إني بحبه أبدا هو يمكن في الفترة الأخيرة فعلا اتغيرت شوية بس ممكن تكون شفقة أو حزن عليه على قد ما هو صعب زي ما أنتي شايفة بس عادل وبيعرف يتصرف وأتاخد على خوانة
أشارت بيدها بقلة حيلة وعدم معرفة وهي تقول
بالنسبة لحكاية قعدتنا هنا فأنا دلوقتي مراته ومش عارفه هنمشي امتى ولا هاخد حقي ولا لأ ووعد دي الحاجه الوحيدة اللي ممكن أكون مبسوطة بسببها
أكملت وهي تعلم أن دوره في حياة ابنتها الشيء الوحيد الجيد الذي يفعله معهم وهذا سبب من الأسباب الذي تدفعها للتكملة معه فقط لأجل ابنتها
وعد اتحرمت من يونس بدري وبقت يتيمة أنا شايفة جبل بيعوضها وبياخد دور أبوها علشان تعرف تعيش
نظرت إليها شقيقتها للحظات ثم باغتتها بذلك السؤال وهي تتابع عيناها
يا ترى هياخد دور جوزك ويقدر يقوم بيه زي ما قام بدور الأب لوعد
حركت كتفيها بعد أن نظرت للبعيد تفكر في كلماتها التي دلفت قلبها مباشرة وعقلها لم يتركها دون التفكير بها
معرفش
سألتها مرة أخرى
لو عمل ده هتفضلي معاه!
وقفت زينة على قدميها تبتعد عنها تسير في الغرفة تعطي إليها ظهرها وحقا لا تستطيع تحديد موقفها تجاهه
معرفش بردو بس في حاجات كتير أوي تمنعني أعمل كده الجزيرة بيحصل عليها حاجات مقدرش استحملها وهو بيعمل حاجات 
بترت حديثها عندما علمت أنها تدلف باشياء

لا تدري بها شقيقتها ومن المفترض ألا تدري بها أبدا سألتها هي بعدما قطعت حديثها بفضول
بيعمل ايه كملي!
حاولت التغاضي عما كانت ستتفوه به وقالت كلمات أخرى حقيقة للغاية تعذبها عندما تدرك أنها لا تفهم شيء ولا تستطيع الاختيار
بيعمل تصرفات غريبة وحاجات أغرب مش فهماه مش عارفه هو الخير ولا الشړ مش عارفه أقدر أكمل على الجزيرة وأشوف نهايتها ولا مش هستحمل
سألتها بثقة
أقولك أنا!
أومأت إليها قائلة
قولي
أردفت بتعقل وكلمات عقلانية لم تعتقد أبدا أن تخرج منها يوما ولكنها كانت تعلم أكثر بكثير مما تعلم به شقيقتها وواجهتها باشياء لا تستطيع حتى التفكير بها
هتكملي معاه عيونك بتقول إنك محتاجه ده يمكن أنا
صغيرة وساذجة ومعرفش أتصرف من غيرك في أي حاجه وأنتي كنتي الأمان ليا بس أنتي محتاجة أمان لنفسك من بعد يونس ومش هيكون غير جبل
نفت ما تقوله بقوة وبغض
أكيد لأ أنا مقدرش أكون الإنسانة اللي موجودة معاه بجسمها بس كمان في ظل الظروف دي
سألتها ثم أجابت هي أيضا بثقة وتأكيد
ومين قال كده أنتي هتبقي معاه بقلبك
وضعت يدها على موضع قلبها وتذكرت زوجها يونس الذي قامت بخيانته مع شقيقه ومحت كل ذكرياته من عقلها في تلك الساعة المشؤومة
قلبي مفيهوش غير يونس وبس حتى وهو مش موجود
وقفت إسراء هي الأخرى وتقدمت منها تضع كف يدها على كتفها وقالت برفق ولين
يونس الله يرحمه من خمس سنين أظن قلبك حل عليه الجفاف ومستني اللي يرويه
استدارت زينة تنظر إليها باستغراب جلي وذهول لكل ما تفوهت به حتى الآن فهذه ليست شقيقتها
أنتي جايبه الكلام ده منين
ابتسمت إليها بهدوء وتفوهت قائلة بكلمات أكثر تعقل ولكن نبرتها كان ينبع من داخلها كل معنى تقوله ويظهر على تعابيرها مع كل كلمة تغيرها من حب إلى اشتياق إلى لهفة وكأنها واقعة في الحب حقا
كلام أغاني بس حقيقة القلب محتاج حنان وأمان وابتسامة وفرحة ولهفة وغيرة واشتياق وكل ده بيجي من الحب والشخص اللي بتحبيه حاليا الشخص اللي بتحبيه أنتي مش موجود من مدة طويلة أظن قلبك هيلين مع أول واحد يدق بابه علشان يرجع يعيش كل الحاجات دي
وجدت زينة تنظر إليها دون حديث تحاول فهم كيف أدركت كل هذا في أسابيع فقط مضت عليهم هنا فابتسمت أكثر اتساعا وقالت لها
متستغربيش من كلامي ده الحقيقة قولتلك أنا صغيرة وساذجة بس فاهمه اللي قدامي وفاهمه الحب
سألتها هذه المرة وأخذت دورها قائلة بجدية ونظراتها مثبتة عليها
وفهمتي الحب منين يا إسراء
للحظة ترددت ووترتها تلك النظرات التي تخرج من أعين شقيقتها تجاهها ترمي عليها أسهم الشك ولكنها هربت من ذلك قائلة
هيكون منين غير المسلسلات التركي اللي بسمعها
أومأت إليها برأسها قائلة بسخرية
ماشي ياست ياللي فاهمه الحب
لم يعجبها نبرة السخرية والتهكم التي خرجت منها فقالت بجدية وثقة
بكرة تقولي إن كلامي صح وحقيقي
حركت كتفيها إليها قائلة
جايز وجايز لأ بردو
واحدة منهم وقع قلبها أسيرا للحب في جزيرة العامري اعترفت به أمام نفسها بعد خجل دام كثيرا عندما تشتعل وجنتيها بالحمرة أثناء حديثه معها وعندما يغليها التوتر وهو ينظر إليها وعندما تتعلثم في الحديث أثناء النظر إليه 
بينما الأخرى إلى الآن لا تدري ما الذي تشعر به تجاهه لحظات تشعر بالبغض والكراهية ولحظات أخرى تشعر بالشفقة عليه ولحظات غير كل هذا تشعر بأن هناك شرايين في قلبها تتحرك تجاهه! 
هل تخفي جزيرة العامري أسرار بعد! 
خارج القصر أمام بوابته الحديدية الخارجية وقفت فتاة في ربيع عمرها ټغرق الدموع وجهها ونهش الحزن ملامحها مع نحافة وجهها وجسدها على الرغم من أنها جميلة بيضاء البشرة ذات خصلات حريرية تخرج من أسفل حجابها الغير مهندم تتحرك رافعة تلك العباءة الكبيرة عليها تدق بيدها الاثنين على البوابة من الخارج تصرخ پعنف باسم جبل العامري
صړخت بصوت عال وهي تدق بيدها تطلب النجدة
جبل بيه الحقني يا جبل بيه
لم تجد إجابة من أحد في الداخل ف أشتد البكاء عليها وأخذت تدق بقوة أكثر صاړخة
افتحولي البوابة دي أنا عايزة أشوف جبل بيه
مرة أخرى تكرر النداء ولا أحد يلبي إليها
يا جبل بيه اسمعني
فتح جلال البوابة وطل منها صارخا بوجهها بصوت خشن قاسې
في ايه يا بت أنتي
ما أن فتحت البوابة حتى ركضت إلى الداخل بعدما دفعته بيدها وتسللت من جواره سريعا فصاح بسبها وهو يركض خلفها
يا بت الكلب اقفي عندك يابت أنتي
وقفت عند البوابة الداخلة وسارت تدق مرة أخرى تكرر ما كانت تفعله بالخارج ولكن جلال أعاق حركتها وهو يقوم بالإمساك بها
جبل بيه يا جبل بيه الحقني الله يخليك
نظرت زينة إلى جبل الذي كانت تجلس جواره في غرفة الصالون وبينهما ابنتها
في ايه
لم يكن يدري ما الذي يحدث فأردف بعدم معرفة
مش عارف
وقف على قدميه وسار للخارج فوقفت زينة خلفه مشيرة ل إسراء و وعد بالبقاء في الداخل وذهبت هي لترى ما الذي يحدث ومن تلك الصاړخة بإسمه
فتح البوابة وطلع منها ليجد جلال يتمسك بفتاة من معصمها

يجبرها على الرحيل تقدمت زينة هي الأخرى تنظر إليه وصړخت به پعنف بعدما استفزها ما يفعله معها وتذكرت موقف شقيقتها
ايه الجنان ده هو بيعمل ايه قوله يسيبها
نظر إليها جبل بقوة لأجل صوتها المرتفع الصارخ ولكنها لم تهدأ عاصفتها ونظرت إليه بتحدي فأبتعد بعيناه إلى الآخر يأمره
جلال سيبها
تقدمت منه الفتاة متوسلة إياه والبكاء يغرق وجهها وتقدمت تقبل يده
جبل بيه الحقني يا جبل بيه أبوس ايدك أبوس رجلك ساعدني يا جبل بيه أنا تعبت علشان اوصلك
سحب يده سريعا منها ينظر إليها بعمق واستغراب معا فالأحداث الآن غريبة للغاية
كاد أن يأمر جلال
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 58 صفحات