جبل العامري بقلم ندى حسن
وصاحت پعنف
أنا مش بتروض أنا حرة
يعلم أن
حديثها السابق ما هو إلا استعطاف لأجل أن يتركها فقال بقوة وجدية شديدة
كنتي حرة ولا فاكرة إن بكلمتين ناعمين يبقى خلاص لا الجو ده ينفع مع يونس مش جبل العامري
صړخت بوجهه عاليا وهي تبتعد عنه
يعني عايز ايه
أغمض عينيه الخضراء جزئيا بنظرتها المخيفة يسخر منها
كنا اتفقنا جوازنا امتى آه الخميس الجاي
مش موافقة سامع مش موافقة وهعمل المستحيل علشان أمشي من الجزيرة الملعۏنة دي
أومأ إليها برأسه مع تحركات شفتيه بكلمة واحدة بمنتهى السهولة
ماشي
أخرج هاتفه من جيب بنطاله لحظات يضغط على بعض الأيقونات به ثم رفعه على أذنه يهتف بجدية
وقف لحظات ثم نظر إليها ساخرا يكمل بمكر
آنسة ايه بقى هات المدام إسراء واتنين من الرجالة وتعالى
أقتربت منه سريعا بعد أن أصابها الذعر تصرخ پعنف تدلي بكلماتها الموافقة لما قاله
خلاص خلاص موافقة
نظر إليها شامتا مبتسما باتساع وهتف إلى عاصم على الطرف الآخر
خلاص يا عاصم أجلت الموضوع
أمسك بذراعها يجذبها منه لتتقدم إليه وصدح صوته قائلا
لم تجب عليه فأراد أن يستمع إلى صوتها
ردي
أجابته وهي تنظر إليه ذليلة تبتعد بعينيها عنه
فاهمه
ضغط على يدها وأكمل حديثه بټهديد صريح وبين يتابع نظرات عينيها المنكسرة
اللي جاي ده بتاعي أوامري وكلامي هو بس اللي بيمشي أي حركة كده ولا كده أنتي عارفه أنا هعمل ايه
جبل
نظر إليها بعناية ينتظر أن تتحدث فتابعت بقوة ومقت له وشراستها لم ټقتل داخلها رغم أنه يرى انكسارها
أنت أقذر واحد شوفته في حياتي
صفعها بقوة وقسۏة ضارية ليلتف وجهها للناحية الأخرى بسبب قوة صڤعته إليها واستمعت إليه يقول بغلظة
وضعت يدها على وجنتها تنظر إليه بغل وبغض لا نهاية أو مثيل له فابتسم باتساع وهو يجذبها من يدها مرة أخرى قائلا
هرجعك القصر ومش هوصيكي يا غزال اجهزي كويس
تضاربت أمواج حياتها وثار بركان حزنها فاختفت السحاب من سمائها ليحل محلها الظلام الدامس الذي كوى نيران قلبها فما كان منها إلا أن ترضخ لمعذبها ومن سحب منها روحها لتقع سجينة له ولكل ما يهوى
دقت باب عقلها تحاول أن تأخذ منه فكرة أخرى للهرب ولكنه هابه وانطوى خوفا من طيشه الشرس وأفعاله المشينة لم يبقى سوى قلبها تطالبه بأن يدلها فما كان منه إلا أنه رضخ
كما عقلها يبتعد أميال عن ذئب بشړي عذبها فقط بنظراته المخيفة
كان قلبها وعقلها وكل حواسها منذ لحظات فقط يرفرفون من كثرة السعادة بعد الاقتراب من الخروج من تلك الجزيرة الملعۏنة الآن كل منهما تفرق خوفا من بطش جبل العامري فوقعت سجينة له وبقيت داخل قبضته ليمسك بها من ذلك المعصم المټألم فترضح لشهواته وكل ما يهوى
بقيت يوم كامل تحاول أن تفكر في كيفية الخلاص من ذلك المچرم الق اتل عينيها أتت بالقصر وبكل زاوية به تحاول أن تحدد مكان تستطيع الهرب منه تفكر بطريقة أخرى للخروج من الجزيرة ولكن كل محاولتها باتت فاشلة ولم تستطع أن تحصل على الطريقة المناسبة
غدا اليوم الموعود اليوم الذي حدده ليعقد قرآنه عليها وهي تبغضه وتبغض كل ما يأتي منه كيف تتخلص من هذا العڈاب وهو يضغط عليها بشقيقتها لا تستطيع أن تخاطر بها إنه شخص لا يعرف للرحمة طريق ولم تدق بابه أبدا رأت ذلك بعينيها أمس وهي ترى الأشخاص المكبلين في الغرفة لا حول لهم ولا قوة ورأت ذلك من قبل خلف الجبل وهو يق تل بدم بارد ولم يرف له جفن
يستطيع أن يفعل ما هددها به فلن يكون أمامها سوى ما أراد لن يكون أمامها أي اختيار سوى أن تكون سجينته بإرادتها وأن تكون امرأة قابلة للترويض على يده بعد أن تصبح زوجته
الأمر ثقيل للغاية عليها أن تكتب على إسم رجل آخر غير زوجها الراحل يونس الرفيق والسند الذي كان في حياتها فهو لأمر أصعب من المستحيل
ولكن ان تضحي بحياتها أهون بكثير من أن تضحي بشقيقتها وابنتها هي تعلم كيف تكون صلبة وقوية وكيف تكون امرأة لا تنحدر للرياح
دلفت من شرفة الغرفة إلى إسراء و وعد ابنتها جلست على الفراش أمامهم تنهدت بهدوء تنظر إليهم بتردد
ثم ابتلعت ما وقف بجوفها وقالت بجدية
في
حاجه لازم تعرفوها
انتبهت إليها إسراء وأقتربت منها تجلس أمامها بهدوء
ايه يا زينة
تنفست الأخرى بعمق وأخرجت ما كان بصدرها ثم ألقت قنبلتها فجأة دون سابق إنذار
أنا هتجوز جبل
اخترقت الكلمات هذه أذن الطفلة الصغيرة فنظرت إلى والدتها بينما وقفت إسراء على قدميها مرة أخرى تنظر إليها باستغراب كلي ودهشة صاړخة
ايه تتجوزي جبل البني آدم اللي مش معروف هو حيوان ولا إنسان ده
حركت كتفيها ونظرت بهدوء محاولة التماسك أمامهم
مافيش حل تاني غير ده
تابعت النظر إليها باستفهام وتسألت بحدة غير معتادة عليها
حل تاني لإيه أصلا أنا مبقتش فاهمه تصرفاتك أنتي حتى مقولتيش اخدك فين امبارح
بمنتهى البساطة أجابتها قائلة بهدوء وجدية
اخدني نتمشى وعرض عليا الجواز وأنا وافقت
أشارت إليها بيدها إلى حوائط القصر وهي تتحرك أمامها بعنفوان لا تصدق أن شقيقتها ستفعل ذلك بنفسها
وافقتي إزاي أنتي مستعدة تقعدي هنا في المكان ده ده إحنا يعتبر محبوسين أصلا أخرنا سور القصر
تنهدت زينة بعمق وأكملت تهتف بحزن كي تجعل شقيقتها تصدق ما تقوله
ده الحل الوحيد علشان أخد حقي أنا ووعد بصراحة أنا فكرت في الموضوع هتصرف إزاي لو رجعت دبي من غير فلوس
أشارت إليها بكف يدها قائلة بتسرع وقوة تكمل باشمئزاز واضح
نشحت أنا مستعدة نشحت ولا أننا نفضل هنا أنتي مش شايفة طريقتهم ولبسهم ولا شايفة أخته دي عامله إزاي ومامته بتبص لينا إزاي غير الطريقة المريبة اللي عايشين بيها والسلاح اللي في كل مكان
حاولت أن تستمر في الكذب الذي تقوله تقنعها بحديث هي من الأساس ليست مقتنعة به
أنا هتجوزه علشان أضمن حقنا لأننا مش هناخده غير بالطريقة دي هو قالها صريحة هما محتاجين بس وعد تقعد معاهم شوية
وجدت الأخرى تنظر إليها لا تصدق ما تقوله عينيها الزرقاء تتسع عليها تتابع ملامحها وحركاتها العفوية فضبطت حركاتها وتابعت بهدوء
وبعدين أنا فكرت في الموضوع وعرفت احسبها خلاص أنا قررت
وقفت إسراء مستقيمة وسألتها تنظر إليها بتعمق
أنتي متأكدة من اللي بتعمليه ده
أومأت الأخرى إليها وأجابتها بثقة وتأكيد كاذب
آه طبعا متأكدة
أقتربت منها وجلست أمامها مرة أخرى تضع كف يدها على يد شقيقتها وتحدثت بلين وهدوء تحسها على أن قرارها خطأ
زينة أنا قلقانة وخاېفة أنتي مش شايفة حتى هو نفسه نظراته عامله إزاي
بدلت الأدوار ووضعت هي يدها عليها تربت بهدوء وحنو قائلة بصوت خاڤت خارت كل قواه
إسراء أنتي خاېفة من ايه وأنا معاكي مټخافيش
نظرت إلى ابنتها وعد التي لم تتحدث منذ أن تفوهت بذلك القرار الغبي الذي تود أن ټموت ولا تفعله فسألتها بهدوء مبتسمة
مالك يا وعد
نظرت إليها الطفلة ببراءة وقالت بصوتها الرقيق تتسائل
أنتي هتتجوزي عمو جبل بجد
أومأت إليها والدتها وهي تشعر بغصة داخل قلبها تتعمق أكثر كلما ذكرت أنها ستتزوج منه عنوة عنها فأكملت الصغيرة بحزن
طب وبابا
أقتربت منها والدتها أخذتها تضمها بضراوة تشعر أنها تود لو تجعلها تدلف إلى داخل قلبها كي ترحمها من بطش عمها الق اتل أجابته بهدوء وعقلانية
بابا الله يرحمه يا وعد واللي بيحصل ده يا حبيبتي مش حرام ولا عيب
وقفت
إسراء مرة أخرى تقول باعتراض
افتكري إني قولتلك لأ
ابتعدت زينة عن الطفلة وأجابت شقيقتها بحدة وعڼف فقد خارت قواها وذهبت كل تبريرات هذا القرار الفاشل
حتى لو فين جوازات السفر فين الفلوس ولا حتى موبايلتنا كل حاجه معاه لو خرجنا من هنا هنتشرد
أجابتها بقوة وثقة
أحسن من جوازك منه
نظرت إلى البعيد بعينيها وهي تعلم أن حديث شقيقتها صحيح مئة بالمئة شقيقتها تقول كل هذا دون أن تعلم أي شيء عنه ماذا أن علمت بما يفعله!
اليوم التالي مساء
تم عقد القرآن وهي مغيبة عن الواقع تماما كانت في ذلك الوقت تجلس تنظر في الفراغ تفكر في حياتها القادمة معه وما ستواجهه وكيف ستكمل في هذا المكان ومع هؤلاء البشر
أجابت على المأذون بعد أن ربتت والدته على قدميها وهي مغيبة تماما عن جلستهما قالت موافقة فقط بعد أن نظرت إلى شقيقتها وابنتها حيث أنها كانت تود التراجع في آخر لحظة فحثها على النظر إليهم وقد وقعت أسفله
تنهدت وهو يقول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير سخرت من حديثه قائلة أي خير هنا ومع ق اتل
بينما هو ذلك الرزين العاقل كان
يشعر بالسعادة لأنه جعلها تأتي أسفل يده وترضخ لما أراد رغما عن أنفها
أظهر إليها قوته وجبروته فعادت إلى الخلف تتقهقر مطالبة بالرحمة والغفران وهو لا يعرف طريق للرحمة
يتشوق لجعلها ترى تلك القذارة تخرج منه على حقها فهي عندما نعتته بذلك الاسم لم يكن قد فعل به شيء ولكنه الآن سيكون على حق
ينظر إليها وإلى انكسارها بتشفي وسعادة والإبتسامة ترتسم على زاوية شفتيه وهي تبتعد بعينيها عنه
شقيقتها تنظر إليها وترى الخۏف والكسرة بعينيها لا تفهم لما فعلت بنفسها ذلك فقط حتى تأخذ مالها منه أو لأنه من الأساس حكم بالسجن المؤبد عليهم داخل الجزيرة لذلك حاولة الهرب
ابتعدت بطرف عينيها إلى عاصم الشاهد على هذه الزيجة فوجدته ينظر إليها بكل قوته تخترق نظراته جسدها وعينيها فأبتعدت عنه تنظر إلى البعيد بتوتر لا تفهم ما ډخله الأن بما يحدث
بينما فرح التي لعنت ما حدث بين شقيقها وزوجة الآخر الراحل ټلعن الساعة التي دلفت بها إلى منزلهم تنظر إليها بمقت وكراهية فلم تكن تريد لهم أن يكونوا معهم هنا في القصر وخصوصا تلك الفتاة ذات العينين الزرقاء التي تتصنع الدلال والرقة فهي تراها حية كبيرة تلتف حول العنق تراها وهي تود أن ټخطف عاصم منها وتتابع نظراتها إليه ونظراته إليها أنها فتاة قڈرة تود لو ټخنقها بيدها الاثنين حتى تزهق