رؤيا ابا حنيفه
أرسلني شيخي لأمثله»، فجلس الإمام أبوحنيفة عند القوم يطلب منهم أن يسألوه أسئلتهم ليرد عليها، فقال رجل – وهو رأس الملحدين – يا أبا حنيفة لماذا لم يحضر شيخك أليس لديه من العلم الكثير ليحاججنا؟ فقال أبوحنيفة: إن شيخي هو شجرة تثمر علما ولكنكم لستم أهلا لأن تجلسوا مع شيخي حماد بن سلمان.
فقال الخليفة هيا لنبدأ الحوار: (وبدأت المجادلة بسؤال من الملحدين).
٭ الملحدون يسألون: يا أبا حنيفة، هل رأيت ربك؟
– أبوحنيفة يرد: «سبحانه ربي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار».
٭ الملحدون يقولون: نحن لا نؤمن بمثل هذا الكلام، فنحن نؤمن بالطبيعة، فأت لنا بمثال من الطبيعة».
– أبوحنيفة يقول: «إذن هذا مثال: إن كنتم جلوسا عند رجل حضرته سكرات الحياته انتهت، فعنسائل احمر يخرج من الجسما يحياته انتهت الرجل ماذا يخرج منه؟».
٭ قالوا: تخرج روحه.
– قال الإمام: تخرج روحه أمامكم فهل ترونها؟
٭ قالوا: لا.
– قال الإمام هكذا الروح، فقد خلقها الله ولا ترونها، فكيف ترون الخالق؟
وهكذا طغت عليهم الحجة. ولكنهم أرادوا أن يتداركوا الموقف فسألوه سؤالا آخرا.
٭ قال الملحدون: يا أبا حنيفة في أي اتجاه يتجه ربك؟
– قال الإمام: (أينما تولوا فثم وجه الله).
٭ قال الملحدون: نحن لا نؤمن بالقرآن. آتنا بمثال من الطبيعة.
– قال الإمام: إذا كنتم في غرفة مظلمة وأضأتم مصباحا ففي أي اتجاه يكون النور؟
٭ قالوا: يكون النور في كل الاتجاهات.
– فقال أبوحنيفة: هكذا ربي يكون، فهو نور على نور.