رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين
إتصل بيا النهاردة الصبح وبيهددني يا باباأخويا اللي المفروض إنه سندي بيهددني لو مرجعتش البلد بعد يومين هيرفع عليا قضية حضانة
وبدأت بقص ما بدر من شقيقها تحت ڠضب وحزن قلب غانم الذي ما عاد فيه التحمل اكثر لما يراه من ظلم كبير يقع على إبنته المنكسرة هاج ليخرج صوته هادرا
هي حصلت يهددك علشان خاطر مصلحته
إسمعني كويس يا بابا أنا اتحملت من عزيز وماما اللي ميتحملهوش بشړ...نطقتها بهدوء لتعلو نبرة صوتها قائلة بټهديد
بس لحد يوسف ومحدش يلومني على اللي هعمله
لو وصلت إني أفتري عليه وأقدم فيه بلاغ إنه اټهجم عليا وضړبني هعمل كده وعندي بدل الشاهد عشرة وبدل الإيد اللي هتتمد وتساعدني مية... قالتها بصوت شديد الحدة يرجع لوصولها لحالة من الإنهيار النفسي وكأن جدارها الواهي قد هدم وخارت قواها وتحطمت تحت شعورها الدائم أنها تسبح ضد التيار تنهد غانم لينكس رأسه وشعورا بالخزي من ضعفه يعتريه ليخرج صوته ملاما وهو يقول
ابتسامة مريرة خرجت من جانب ثغرها تخبرها عن مرارة ما تشعر به تنفست لتجيب والدها بنبرة متهكمة
وحضرتك عاوزني أقف متكتفة واسيبهم ياخدوا إبني ويسلموه ل إجلال تربيه ده مش بعيد يدوه ل سمية الخاېنة تربيه علشان أموت بحسرتي
لتسترسل پألم طعن والدها بمنتصف قلبه
وساعتها أكيد ماما وعزيز هيرتاحوا ويمكن يوزعوا ندر لله إنه خلصهم من الشؤم اللي موقف حياتهم وخاربها
اجتاحه شعورا هائلا بالأسى يرجع لحزنه الاليم وهو يرى أنجاله يتقاتلون وبدلا من أن يصطفوا ويمثلوا قوة أمام الظلم يتفرقون كل بطريق عكس الأخر لټدمير أنفسهم بأنفسهم لينطق بصوت مغلوب
سألته بتشكيك
منتهي إزاي يا بابايعني حضرتك هتقدر تمنعه من إنه يرفع القضية
حزن داخله لينطق پانكسار
للدرجة دي شايفة أبوك راجل ضعيف وقليل يا إيثار!
وأنا قولت لك إعتبري الموضوع منتهي وقفلي عليه... نطقها بصوت غاضب لتنطق متأسفة بخجل
حقك عليا يا بابا أرجوك متزعلش مني
أجابها بصوت رجلا مهزوم
أنا
مش زعلان منك يا بنتي أنا زعلان من نفسي
واستطرد بأسف بصوت ذليل نزل على قلبها وكأنه نصل سکينا حاد شطره دون رحمة
كان نفسي أكون لك الأب القوي اللي يقف في ظهرك ويحميك بس العين بصيرة والأيد قصيرة أبوك راجل غلبان والزمن جار عليه والفقر هده
إنت في عيوني أحسن أب في الدنيا كفاية مساندتك ليا في موضوع طلاقي ولولا وقوفك جنبي قصاد نصر مكنتش قدرت أخد إبني وأخرج بيه برة البلد
واستطردت بشهقة خرجت لتشق بها صدر غانم
ربنا يخليك ليا يا بابا
ابتسامة حانية خرجت من ثغرة وهو يقول بنبرة حنون
وحشتي ابوك يا إيثار
أنا اللي هجي لكهجيب لك يوسف بكرة واجي أقعد معاك يومين بحالهم
اتسعت عينيها لشدة حبورها لتهتف بتهلل ولهفة
حلق قلبه فرحا لسماعه لتلك النبرة السعيدة التي غمرت صوت صغيرته ليؤكد لها قائلا
إن شاء الله هجي لك شوفي عاوزاني اجيب لك معايا إيه وانا عنيا ليك
تسلم عيونك يا بابا مش عاوزة أي حاجة غير إني أشوفك وده كفاية...انهت مكالمتها الهاتفية بحال مختلف كليا عن بدايتهافكم كانت أحلامها بسيطةيكفيها ولو كلمةشعورا غمرة ليجعلاها كطير حر يطلق جناحيه القويتين محلقا بسماء الله الواسعة دون قيد
استندت برأسها للخلف لتغمض عينيها وهي تزفر براحة وتدعوا الله بسريرتها بأن يساندها وينصرها على كل من ظلمها ويستمر بظلمها وأن يحمى لها يوسف ثمرتها حلوة المذاق التي جنتها من زيجتها المشؤمة لتكون عوضها عن سنوات العجاف التي قضتهم بمنزل الأشباح
ظهر اليوم التالي
انتهت من العمل على ملفا مهما كانت تعمل عليه لتستمع إلى صوت هاتفها الجوال لتجيب على الفور بعمليةأخبرها المتصل أنه كاتب النيابة وأنها غفلت وتركت بطاقتها الشخصية أثناء تنازلها عن محضر التعدي ليتناسى هو ويقوم بوضعها داخل الأوراق الخاصة بالمحضر واليوم فقط عثر عليها أثناء بحثه للملفاشتدت سعادتها للعثور عليها بعدما كانت قد فقدت الأمل وسعت بالفعل على استخراج بدل فاقد بعدما قدمت بلاغا بفقدانهاأخبرته أنها ستأتي إلى النيابة بعد ساعتان من الأن لاستلامها دخلت إلى أيمن وطلبت منه الإذن وتوجهت سريعا قبل إنتهاء مواعيد العمل الرسمية بالمبنى كي تعود لمنزلها لتستعد لاستقبال أبيها الغالي توجهت إلى مكتب النائب العام المقصود لتجد الكاتب بانتظارها أمام باب المكتب فسلمها إياها وشكرته هي وتحركت صوب الخروج وأثناء سيرها بالممر فوجئت بخروج شرشبيل كما أطلقت عليه يخرج من باب مكتبه حاملا حقيبته الخاصة بعمله تلاقت الأعين لتقول بابتسامة هادئة بعدما شعرت براحة بقلبها لشخصه
إزيك يا سيادة المستشار
رمقها بجمود متجاهلا إبتسامتها لتتجمد الإبتسامة على محياها وهو يرد باقتضاب وملامح عابسة ترجع لرؤيته لوجه فايزة لتنزع صباحه ويومه بالكامل وتعيد تجديد أحزانه
أهلا وسهلا
ابتلعت