رحيل بقلم حنان اسماعيل
بما يقدم لها بينما انهمكت زوجة عمها بإختيار ماتراه مناسبا من وجهة نظرها وجدها صالح يراقبها فى آسى لما لاحظه عليها من تعاسة
فى الوقت ذاته اتصل اسماعيل بجاد كى يلحق بهم عند الصائع لاختيار الذهب كما اتفقا وهو يقود سيارته فى طريقه للبلدة كان عائدا من بلدة اخرى فإعتذر بحجة انشغاله بعمل ما حتى اتى ذكر اسماعيل على وجود صالح وعائلته هناك مصادفه دار جاد بسيارته من الطريق عائدا بعدما ابلغ اسماعيل انه قد غير رأيه وسينضم اليهم
لحق باسماعيل ابن عمه وخطيبته جلس شاردا غير مكترث بما تعرضه عليه فاطنة من اشكال عدة ليختار معها شبكتهم مكتفيا بإيماءة من رأسه وابتسامة باهتة
جاء اليوم المحدد لزفافها كانت الانوار معلقه من اطراف البلدة وصولا لقصر جدها والاعيرة الڼارية تطلق بإستمرار والذبائح تجهز كى تطهو استعدادا للمساء
جاد اسماعيل خلى الفرح الخميس الجاى
تهللت اسارير فاطنة وامها بينما اندهش اسماعيل الا انه رحب وهو يهز رأسه قائلا لجاد
جاد بعدم اكتراث خير فى حاجة فى شغلنا حصلت
اسماعيل لاء قصدى فى فرح ولاد الچارحية
جاد منتبها هو وفاطنة وامه فاستطرد اسماعيل قائلا وهو يمضغ طعامه
اسماعيل البت بنتهم بيقولوا هربت ولا معرفشى ايه
جاد بإنتباه اكثر وهو يبلع ريقه بصعوبة هربت !!
اسماعيل بسخرية اه والله زى مابقولك كده بيقولوا فى اخر لحظة العروسة مظهرتش وصالح الجارحى اضطر يجوز الواد يونس لواحدة تانية بنت حد من ولاد عمه عشان شكلهم
غريبة عليها تعملها ماهى بجحة
رمقها جاد پغضب ثم اعتدل قائلا فى محاوله لاخفاء اهتمامه
جاد من قالك ده يااسماعيل
اسماعيل الواد عويس الغفير
نهض جاد مستأذنا لتذكره عمل ما ورائه
خرج ونادى سويلم ان يتبعه لاسطبل الخيل تبعه سويلم والذى باغته قائلا
سويلم انا عارف هتسألنى فى ايه
سويلم لاء لما سمعت الكلام اللى اتنتور من بالليل سألت الراجل بتاعى عندهم قالى ان جدها ركبها امبارح بالليل عربيته ووصلها للمطار وكمل الفرح بعد مابعت لابن عمه شعبان انه يجهز بنته عشان هيجوزها يونس
شرد جاد وهو ينظر ناحيه قصرها قائلا فى نفسه
جاد بصوت منخفض
وهو يبتعد عن سويلم قائلا واخرتها معاكى يابنت الجارحى
صالح مالك يارحيل ليه ده كله
رحيل بحزن بلاش ياجدى عشان خاطرى
صالح مستفهما بلاش ايه يارحيل
رحيل بلاش يونس بلاش هنا خالص خلينى ابعد عن هنا ياجدى عشان خاطرى لو فعلا بتحبنى
صالح بتأثر وانتى عندك شك للحظة انى بحبك يارحيل ده انتى الغالية بنت الغالى اغلى من روحى وربنا اللى يعلم
رحيل خلاص خلينى ابعد عن هنا ياجدى لو بتحبنى بلاش تربطنى بيونس وانت عارف انى هعيش معه تعيسة ابعدنى عن حساباتك ياجدى عشان خاطرى
انحنت على يده تقبلها ثم على قدمه وهى تبكى بحرقه
رحيل انا مش عاوزة اعيش هنا ياجدى ارجوك ابعدنى عن هنا لو فضلت هنا ھموت والله العظيم ھموت
صالح وهو يرفع وجهها اليه بعيد الشړ عنك ياحبيبتى طب صارحينى فى حد فى دماغك غير يونس حد من مصر يعنى زميلك ولا حد عرفتيه
هزت رأسها بالنفى قائله لاء ياجدى صدقنى انا راضية تجوزنى اى حد تانى بس بعيد عن هنا ومش دلوقتى بعد شوية انا من الاول وافقت وانا مش عاوزة ياجدى وانت كنت عارف ده وكنت شايف ان مرات عمى مبتطقنيش ويونس نفسه مستنى الفرصة اللى ابقى فيه مراته ويتحكم فيا ويذلنى
صالح وهو يهز رأسه آسفا عارف يارحيل بس قوليلى اعمل ايه هو فى الاخر ابن عمك ومن لحمك ودمك وقلت هيخلى باله منك طب دلوقتى اتصرف ازاى ده المأذون زمانه
جاى طيب عامة انا هتصرف غيرى هدومك واقفلى الباب عليكى ومتفتحيش لحد الا لما ارجعلك
ظل صالح يفكر بعض الوقت قبل ان يبعث لشعبان ابن عمه كى يأتى بإبنة من بناته الخمسة حالا بعد ان يجهزها لتزف ليونس والذى ثار وتوعد لرحيل وكاد ان يكسر باب غرفتها بعدما ابلغه جده بإنهاء زيجتها منه الا ان ټهديد جده له لو فكر ان يمس شعره من رحيل كافى بأن يقطع كل علاقه له معه وتهدئة امه له جعله يهدأ ويتقبل الامر الواقع ويتزوج الفتاة الاخرى حفاظا على شكله امام الناس بعدما اكدت له امه انها سوف تبلغ الجميع عن طريق الاقارب وخادمات القصر بسوء فهمهم لحقيقه زواج ابنها من رحيل وانه كان قد فسخ الخطبة منذ زمن
اخرج صالح رحيل من الباب الخلفى اثناء انشغال الجميع بالفرح وتأكد