أبوك اتج.نن يا أشرف خلاص، عقله فوت، والعجز نه.شه، بعد العمر ده كله عايز يدي كل حاجة لعيلة ملهاش لازمة
تاني يوم صحيت كالعادة مع آذان الضهر، بابا كان نزل الشغل، دخلت الحمام خدت دش ورجعت لأوضتي، اول ما دخلت حسيت ان في قوة معايا في الأوضة!!، احساس بالضيق كان بيخنقني، لدرجة اني مكنتش قادرة اخد نفسي، ولقيت مكتوب على مراية اوضتي:
(اقنعيه ما يعملش اللي هو عايز يعمله، وإلا..).
اختفت الجملة من على المراية فجأة، زي ما ظهرت فجأة!!، واتملى سقف الأوضة بخيوط عنكبوتية ڠـلي.ظة!!، والډم بينقط منها على الأرض وعليا، مكنتش عارفة اتحرك، جس.مي كله غرق بالډم، والأوضة كمان، فضلت اصرخ واصرخ... لحد ما، لحد ما لقيت نفسي على السرير ومفز.وعة، اتفز.عت من نومي، وبابا جمبي وبيحاول يهديني وهو بيقولي:
أنا لازم أعرف مالك، لازم تحكي لي ايه سبب فزعك ده، وايه مخليكي نايمة كده لحد العصر؟!..
يعني أنا ما قومتش أصلا!!، ده السؤال اللي سألته لنفسي بعد ما بابا خلص كلامه، وملقتش قدامي أي حل تاني غير اني احكي له كل اللي حصل، لان أكيد اللي بمر بيه ده، ليه علاڤة بأشرف وصادق ولاني افتكرت حاجة مهمة ربطت معايا الأحداث ببعض، لأن تاني يوم سمعت فيه كلام أشرف وصادق، لقيت الباب بيخبط اول ما صحيت، ولما فتحت لقيت مرات صادق أخويا، ولما حست اني اتفاجئت بزيارتها، قالت لي انها كانت رايحة مشوار قريب مننا ولما خلصت بدري عدت علينا، كانت تعبانة ودايخة ومحتاجة ترتاح، ولما دخلتها طلبت مني اعملها لمون او ماية بسكر عشان حاسة انها مهب.طة، وفعلا دخلت المطبخ عملتلها لمون، بس لما رجعت وادتهولها، مرضيتش تشربه، قامت مشيت وقالت انها بقت كويسة!!، مدتنيش فرصة حتى اقولها اي كلام...
كملت كلامي بعد ما حكيت لبابا كل ده، بداية من اول ما سمعت أشرف وصادق بيتكلموا مع بعض، ولحد ما سهيلة مرات صادق مشيت، لحد ما صادق جه زارنا وبعدها لقيت نفسي بحلم بكل الحاجات المرڠبة دي..
لقيت بابا سرح شوية والحزن احتل ملامحه، وقال بنبرة كلها ح.سرة:
أنا كنت عارف انهم مش هيسكتوا، انا خلفت شياطين مش بني آدمين، وللأسف معرفتش اربيهم، عوضي على الله فيهم، بص لي وكمل بنفس النبرة:
بصي يا بنتي، في حاجات كتير ملوش لازمة الكلام فيها، بس الأهم دلوقتي تعرفي اني مش باقيلك، وان كل يوم بيعدي، النهاية بتقرب، والعمر بيقل، والمoت جاي جاي، في أي لحظة، عشان كده انا أمنت لك حياتك الجاية، لاني مفارق قريب، ولو سبتك ليهم هيرموكي في الشارع، وهياكلوا حقك، هوصيكي، اول ما امو.ت تروحي لعمك أسامة السيد المحامي، وهو هيديكي حقك، وتبدئي حياتك بعيد، بعيد عنهم نهائي، وبرضه هما ولادي وما كلتش حقهم، لكن لو مكتبتلكيش حاجة، مكنتيش هطولي ولا جنيه واحد، حتى كانوا هياخدوا الشقة دي منك ويرم.وكي في الشارع...
عنيا دمعت، بكيت وحاولت ارد عليه لكنه مدانيش فرصة، مسح بايديه دموعي، وپاس جبيني، ولاول مرة اشوف الدموع محبوسة في عنيه، ولما اتكلم كان باين ان الدموع مسجونة جوه صوته ورافصة تخرج: