مراد وجهاد
-لا هفضل هنا لحد ما أشوفها هتروح فين.
_براحتك.
وقفت قصادها وجوايا أحساس أنها في مشكلة كبيرة وصعبانه عليا شكلها كدا، رفعت عيونها اللي ورموا من كتر الدموع، حاولت أبتسملها علشان تهدأ من توترها.
-أنتِ بخير؟
_أه وآسفة لو بعملك مشكلة.
كانت بتبص على عمار اللي بيقلب في الدفتر ومش مركز معانا أصلًا، سحبت كرسي وقعدت قصادها بس بعيد شوية وأتكلمت بهدوء.
-دا دكتور عمار زميلي هنا في الصيدلية هو جه علشان دا الشفت بتاعه، وأنا الشفت بتاعي خلص.
_حضرتك هتمشي؟
سألت بلهفة في صوتها وصلتني، كأنها خايفه أسيبها، أبتسمت وأنا بطمنها.
_لا هو اللي وصفلي المكان وقالي أنتظره هنا.
استغربت ولسه هسألها مين عمها، لأنه أكيد عارف الصيدلية وعارفنا علشان كدا استئمن عليها هنا بالذات، لكن قطع كل دا دخول شخص أول ما شافته جريت عليه حضنته وهي بتعيط، أتكلم بلهفة.
_أنتِ كويسة يابنتي؟
_خايفة أوي ياعمو، بالله عليك متسبنيش.
_متخافيش يابنت الغالي أنا جمبك مستحيل حد يقرب منك طول ما أنتِ معايا.
_خرجت من البيت بصعوبة والله، كنت مرعوبة، لو شافوني وأنا بهرب.
_محدش كان هيسيبك تخرج بيا ياعمو، ولو مشيت وسبتني وعرفوا أني طلبت مساعدتك مكانوش هيعدوهالي.
_أنتِ شكلك تعبان كدا ليه؟
كنت واقف مش مستوعب المشهد، لهفته عليها وحضنها ليه، كلامهم حسيت للحظة إني بحلم، لولا عمار اللي فوقني بسؤال أنا كمان همـ،وت وأسأله.
_بباك يعرفها منين يا مراد؟
بصيت جمبي لقيت عمار واقف وبيبص عليهم بتعجب، رديت عليه وأنا والله زيي زيه.
-أنا مش فاهم أي حاجة!
_متأكد أنك متعرفهاش؟
_بباك واخدها بالحضن!
-آه ما أنا واخد بالي.
_هتفضل متنح كدا، ما تشوف أي الحوار دا.
-أعمل أي؟
مسح عمار على وشه بضيق وكنت سامعه وهو بيستغفر.
_ياولي الصابرين، أسأله مثلا، هو أبوك ولا أبويا!
-صح أنت صح.
أتحركت كام خطوة أتجاهم وقطعت حديثه وأنا ببص لبابا بتعجب.
-مين دي يا بابا؟