حكاية الرجل الذي يفهم فى الحيوانات
الخيول وعاش مرفها رفقة زوجته التي أغدقت على نفسها بالحلي والملابس الفاخرة ..
بعد أيام كان هانز يسير عائدا الى بيته الجديد فصادف في طريقه سائس خيول يمسك بصعوبة بحصان سباقات هائج ..
وكان الآخرون يحاولون معرفة سبب هيجانه دون جدوى ..
فاقترب هانز منهم وقال
هناك شوكة في حافر ساقه الأمامية اليسرى ..
نظر السائس الى الحافر المشار إليه ثم قال
هذا الحافر لا يشكو من أي شوكة ... ثم من أنت حتى تطلق تخميناتك جزافا
قال هانز بهدوء
الشوكة التي أخبرتك عنها موجودة تحت الحدوة ..
ضحك السائس وقال
تخترق الحدوة وهي من الحديد الأصم
هانز
لقد أصيب الحصان بها قبل أن تقوم أنت بتركيب الحدوة له ..
ڠضب السائس وصاح
هل تتهمني الآن باللامبالاة والاهمال في عملي ..
أرجوك يا سيدي السائس .. إفعل كما أقول وارحم هذا الحصان المسكين ..
وكان مالك الحصان واقفا فطلب من سائسه أن ينزع الحدوة عن الحصان ليتأكد من كلام الغريب ..
ففعل السائس ذلك على مضض فبانت الشوكة المؤذية وظهر للجميع صدق هانز فقال مالك الحصان
حسابي معك فيما بعد أيها السائس العديم الجدوى ...
ثم الټفت الى هانز وقال
دهش هانز من هذا السؤال الفجائي .. كونه علم بذلك من الحصان فعلا ...
ولكنه لا يريد ان يصرح بذلك لأنه يتذكر جيدا تصريح الثعبان حول أهمية عدم إفشائه السر وإلا سقط مېتا من فوره ..
واكتفى هانز بالإجابة
أنا فقط رجل أنعم الله عليه ببصيرة نافذة .
ثم مضى لحال سبيله ...
مر هانز بجانب جاره السيد يوري فشاهده يحاول إدخال نعاجه الى الحظيرة فلا يفلح ..
وكانت النعاج مضطربة وتصدر رغاءا عاليا ..
ففهم هانز ما تقول .. حيث كانت النعاج تحذر الأخريات من دخول الحظيرة بقولها بصورة متكررة
فعرض هانز على يوري المساعدة فقبلها ..
فكان أن حمل المذراة وهي أداة تشبه الشوكة الكبيرة تستعمل لرفع القش ودخل الحضيرة وفرق بها القش والجار يوري ينظر إليه باستغراب .. حتى أخرج هانز أخيرا الحنش الذي كان مختبئا بين القش ..
والحنش هو مخلوق يشبه الأفعى القصيرة ولكنه قاټل .. حيث حاول مهاجمة هانز فطعنه الأخير بالمذراة وقټله ..
وعلى إثر ذلك .. دخلت النعاج الحظيرة لوحدها بصمت ...
فضحك يوري وقال
لابد أنك صاحب فراسة وفطنة شديدة يا هانز .. وإلا كيف عرفت بوجود حنش في القش
وفي يوم آخر ...
خرج أمير البلاد في رحلة للصيد مع حاشيته .. فمروا بجانب قرية هانز ..
فكان أن حل المساء .. فقاموا بڼصب الخيام الملكية في الحقول على ضواحي القرية ..
وقد اجتمع الكثير من سكان القرية وهم ينظرون بشغف ناحية الخيام لعلهم يحظون برؤية إطلالة الأمير الوسيم .. ومن بينهم هانز ..
لكن هانز أثار انتباهه شيئ آخر ..!!!
إذ سمع بومة على إحدى الأشجار وهي تحذر حيوانات الأشجار والطيور الأخرى بضرورة الرحيل لأن هناك شيئ خطېر على وشك الحدوث !!!
شيئ سيؤدي بالعائلة المالكة الى إحراق القرية وما حواليها عن بكرة أبيها !!!!
ركض هانز باتجاه البومة التي واصلت الطيران من شجرة الى أخرى وهي تطلق تحذيراتها المستمرة حتى أدركها وصاح
أيتها البومة الحكيمة مهلا ...
التفتت البومة وهي على غصنها العالي نحو هانز فتفاجئت به وهو يخاطبها بالقول
ما الشيئ الذي سيحدث والذي لأجله تحذرين كائنات المنطقة
استغربت البومة من وجود آدمي يفهم