انتى اتجننتى
دخلوا المستشفى وطلعوا الأوضة اللي موجود فيها، لقوا الحج موسى ووالدة حسن وأخته تبارك وصاحبه عامر، كانوا واقفين أدام الأوضة.
دعاء قاعدة على الكرسي بتبكي وقلبها وجعها على إبنها الوحيد، نادرة لما شافتها حسيت بالحزن عليه.
موسى بجدية:نادرة إيه اللي جابك هنا؟
جليلة:أنا اللي جبتها معايا، هو اخباره ايه يا حج؟
عامر بجدية وحزن:
=الدكتور بيقول أن حالته دلوقتي مستقرة وانهم عملوا له الازم
نادرة بسرعة؛ طب هو اللي حصل دا حصل ازاي؟
عامر:شوية بلطجية طلعوا عليه وهو جاي من السويس وسر"قوا العربية بالبضاعة اللي فيها وسابوه د'مه يتصفي على الطريق لولا ستر ربنا في عربية شافته وطلبوا له الإسعاف، لسه في عمره باقية.
نادرة بتهور
:متعرفش مين اللي عمل كدا يا عامر؟
عامر استغرب طريقتها لكن هز رأسه بمعنى لا.....
جليلة قعدت جانب دعاء وربتت على كتفها بود:
=متقلقيش عليه يا ام حسن إبنك هيقوم منها، ربك مبيناسش حد وحسن طيب وابن حلال، تعالي نصلي في المسجد بتاع الحريم نصلي ركعتين الله وادعيله.
دعاء دموعها نزلت، نادرة بصتلها بتاثر وحزن وهي قامت مع جليلة وتبارك ونزلوا المسجد.
الحج موسي: أنا هروح اشوف الدكتور وهساله عن حالته.
عامر:خدني معاك يا حج.
الاتنين مشيوا وراحوا للدكتور، نادرة فضلت واقفه أدام الأوضة لوحدها،
و هي حاسة بالذنب أن يكون ليها يد في اللي حصل له.
قربت من الباب حطيت ايديها على المقبض وهي بتاخد نفس عميق، دخلت وقفلت الباب وراها. كان نايم على السرير وفي أجهزة متوصلة بجسمه، سحبت كرسي وقعدت جانب السرير وهي بتبص له بحزن.
نادرة بغضب:
=ايه حكايتك يا حسن؟ شكلك مش ناوي على خير، أنا كان مالي بيك اهو أنت بتتاذي وأنا ممكن أكون السبب، ياترى ايه حكايتك
الكل بيقولوا عليك أبن أصول يبقى لو عندك د'م سبني لأن انا لا طايقاك ولا طايقه نفسي
ما هو مش معقول أنا اتجوزك أنت....
زمان ابويا اتجوز أمي وكانت الزوجة التانية الكل قالوا أنها ست شرانية وعملت مشاكل لمرات ابويا كتير، بس انا كنت صغيرة اوي ومشوفتهاش.
اكيد كانت شرانية لأن ابويا عمره ما حبها، هو لو كان حبها شوية صغيرين بس كان ممكن تكون كويسة وميطلقهاش
طلقها وسابها وهي ماتت وأنا كنت لوحدي
اه مرات ابويا حبتني لكن أي واحدة كانت بتحتاج أمها.
عشان كدا مش عايزة اتجوزك، أنا عايزة حد يحبني وأحبه يمكن الحب يكون شفيع ليا عنده وميسبنيش.
انا متأكدة أنها كانت بتتوجع لما هو يسيبها ويرجع لمراته اللي بيحبها عشان كدا يمكن بقيت شرانية، هي الله يرحمها مهما عملت هتفضل أمي وهفضل احطلها مبررات بس أنا مش عايزاه اعيش حياتها ووجعها.
غمضت عينيها بحزن ووجع افتكرت والدتها اللي ماتت وهي عندها أربع سنين.
اتنهدت وابتسمت بهدوء:
=أنا همشي بدل ما حد يدخل وساعتها مش هخلص من كلامهم.
خرجت من الأوضة وقفلت الباب وراها وهي بتدعي أن فريد ميكنش ليه دخل في الموضوع
بعد خمس ساعات
حسن بدأ يفوق وهو حاسس ان جسمه مشلول عن الحركة واحساس الوجع فوق طاقته
دعاء كانت قاعدة على الكرسي جانبه بتقرا في المصحف لحد ما سمعت صوت همهماته، قامت بسرعة وراحت ناحيته.