السبت 23 نوفمبر 2024

-ها يا بنتي! هتمشي مع جوزِك ولا لسة زعلانة؟

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

سمعت ضحكة خفيفة منه، ومن بعدها حسيت بيه باس راسي، طبطب على كتفي وقال بهدوء وهو بينسحب من جنبي:

-نامي يا حبيبي وارتاحي.. تصبحي على خير.

كان عقلي شبه نايم ومش قادر حتى يستوعب إن اللي بيحصل دا واقع مش حلم، لكني ابتسمت بدفا وكإني لوهلة نسيت الخصام اللي كان داير بينا.. وكإني!.. هو احنا أصلًا متخاصمين؟!

-صباح الخير.

-صباح النوم.. كل دا نوم؟ انتي مكنتيش بتنامي كويس ولا إيه؟

-لا.

ابتسم:

-ليه!

بصّيتله وأنا برد من غير تفكير ومازال النوم مسيطر على جزء من دماغي:

-عشان كنت بعيدة عنك.

ابتسم وأنا استوعبْت اللي قولتُه فجأة فبعدت عيني عنه واتعدلْت في قعدتي وأنا بقول بتوتر:

-هقوم أحضّرلَك الفطار.

ابتسامتُه اختفِت فجأة:

-لا مش ضروري.. أنا نازل الشغل أصلًا بس كنت جاي أقولِك إن والدتِك برا مستنياكي.

بصّيت لملامحُه اللي بان عليها الضيق في آخر كلامُه، وبضيق مسحْت وشي وأنا حاسة إن دماغي وقفِت لوهلة وكل اللي بيتردد جواها هو صدى كلمات بابا اللي رماهم في وداني قبل ما آجي.

وقفْت ببطء وبصّيتله، وبابتسامة رسمتها على وشي بصعوبة:

-تلاقيها جاية عشان حاجة مهمة مش أكتر.. انت مش هتروح الشغل؟

بصّلي للحظة وبعدين قام يعدل هدومُه:

-لا رايح.. سلام عليكم.

رمى سلامُه وباس راسي، وفجأة اختفى من الأوضة بسرعة، وأنا بعد دقايق كنت بحارب فيهم نفسي وبحاول أسيطر فيهم على أفكاري طلعْت لماما، إيدي ارتعشِت بتوتر لما لقيتها بصّتلي بحدة، ومن قبل ما أنطق لقيتها وقفِت وهي بتزعق بعنف: 

-بقى دا اللي مش هترجعي معاه إلا على جثتك يا بنت بطني؟ سامحتيه بعد اللي عمله!

بربشْت بعنيا لأكتر من مرة وبعدين قولت بتوتر:

-يا ماما وهو عمل إيه بـ..

قاطعتني:

-عمل إيه؟ يعني بعد كل اللي قولتيلي عليه وبرضو بتسألي عمل إيه؟ انتي هبلة يا بت ولا عندك خال أهبل؟ وبعدين انتي إزاي متفكّريش حتى ترفعي عليا سماعة التليفون طول اليومين اللي فاتوا دول؟ هو لحق يحرّج عليكي متكلمّنيش ولا إيه!

نفخْت بضيق من زعيقها اللي وتّرني، وبضيق اتكلّمْت وأنا بحاول أقفل معاها النقاش دا لإني مش قادرة أفتح عيني كويس حتى:

-يا أمي لو سمحتي اهدي وبطّلي زعيق.. اللي حصل كله كان سوء تفاهم و..

قاطعتني تاني:

-اللي حصل مكانش سوء تفاهم.. انتي اللي جوزك لسانُه حلو وعرف يضحك عليكي انتي وأبوكي ويغفّلكم.. وعمومًا بكرة تشوفي يا ندى وترجعي تعيّطيلي.

قالت كلامها وسكتِت للحظات، وبعدين قالت وهي بتقرّب مني:

-وبعدين قوليلي.. عمل معاكي إيه لما رجعتوا؟ كلّمك أو قالك حاجة!

كنت هتكلّم وأحكيلها عن تفاصيل اليومين اللي فاتوا زي ما أنا متعودة لكني وفي آخر لحظة مسكْت لساني واكتفيت بإني أهز راسي بحركة ملهاش ممعنى.

-لا باين إنه محرّج عليكي تتكلمي معايا بجد بقى.. تمام يا بنت بطني، على كيفِك.. بكرة تشوفي مين اللي باقيلِك.

رمِت كلامها بغيظ وبعدين مشِت، وأنا فضلْت واقفة في مكاني مش عارفة أحدّد مشاعري ولا أفهم سر غضبها وكرهها دا كله والمتوجه كله لطه.. جوزي!

-بقالك فترة مبتجيش تقعدي معايا يعني يا ندوش.

ابتسمْت:

-والله يا طنط مشغولة خالص في البيت ومع طه، حوار المكتب الجديد اللي عايز يفتحُه دا ضاغطنا احنا الاتنين جامد.

-ربنا معاكم يا حبيبتي، أنا برضو لما لقيتك مبتجيش قولت أجيلِك أنا وأشوفِك.. وبعدين يا بت انتي هتفضلي تقوليلي يا طنط طول عمرِك كدا؟ احنا مش قولنا قوليلي يا ماما!

ضحكْت على انفعالها اللطيف وبسرعة قولت وأنا بقدّملها كوباية القهوة بتاعتها:

-خلاص يا ماما حقِك عليا.

ابتسمِت وشاورتلي عشان أقعد جنبها، وبسرعة بدأنا نتكلم بعشوائية عن مواضيع كتيرة.

-اصبري هرُد على نهى.

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات