الخميس 19 ديسمبر 2024

وقفت فجاة

انت في الصفحة 16 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز

يبلغ من عمر زوجها قائله اتفضل يابيه 
فتتقدمه هي الي داخل حجرة صالونها البسيط 
سعاد اتفضل 
فيجلس اشرف علي احد المقاعد ويبدء بالحديث حتي تشهق بخضة علي ابنتها 
ليقول ابنها ذات السادس عشر عاما اختي مريم فين وايه اللي حصلها 
فيبلغهم بحدوث تلك الحاډثه وزواج ذلك الرجل منها الذي كان سبب في حادثتها ومعرفة عمها بكل شئ

وتزويجه لها وبدء يقنعهم بالحديث حتي قالت دامعه بنتي اتجوزت واحد منعرفهوش وهي دلوقتي مش فكراني طب ازاي 
ليبدء المحامي في تهدأتها بنتك ياحجه مش متجوزه اي راجل ده اكبر رجل اعمل في امريكا واروبا وهنا كمان ليه اسمه 
فتبكي سعاد حړقة انا عايزه بنتي يا استاذ الله يخليك 
ليرن هاتفه قائلا 
أشرف ده يوسف باشا جوز بنت حضرتك عايز يكلمك 
فتنهض سعاد فزعا وتحادثه قائله انا عايزه بنتي يابني وكتر خيرك علي كده 
ليحادثها يوسف بعفويه ويعلم بأن تلك السيده البسيطه لا شك بأن تكون والدة زوجته فأهل الطيبه لا ينجبون الا الطيبين مثلهم  
وتفيق سعاد علي حديث زوجها الغليظ 
فهمي وبقي ليكي حساب في البنك كمان وجوز بنتك بقي معيشك هانم ياسعاد ياسبحان الله حد يصدق ان بنتك تقدر توقع واحد ابن ناس ده لولا ان عمها اكدلي كده مكنتش صدقت وقولت انها ماشيه في الحړام 
فترمقه سعاد بنظرات ناكره 
سعاد الخير اللي بقينا عايشين فيه ده بسببها متجيبش سيرت بنتي تاني انت كنت تحلم تشتغل في شركه زي اللي يوسف شغلك فيها وتروح باشا وترجع باشا ولا مدير يقرفك ولا علاوه تتأخر ومرتب خمس اضعاف مرتبك القديم 
ليقف الكلام في حلقه متذكرا كل النعيم الذي اصبح فيه قائلا بارتباك لكي يغير مجري الحديث 
فهمي جوز بنتك ده مش ناوي يجي مصر نشوفه 
فتتذكرهي پألم كلام يوسف لها عندما حاډثها اول مره انا أسف اللي هقوله ليكي بس مريم فقدت النطق في الحاډثه 
الفصل السادس عشر
ومع غروب شمس النهار ونسمات الهواء الهادئه جلست علي مرجحتها المفضله التي تتوسط جانبا من حديقة قصرهما الواسع ولامست جنينها بأيدي حانيه الذي علمت بوجوده في أحشائها عندما أتت الي هنا لتحدثه پألم 
مريم هو ليه بابا ديما حابسني وباعدني عن كل الناس حتي أهلي مش عارفه عنهم حاجه وصمتت قليلا لتتابع حديثها الذي ېحرق قلبها انا عارفه انه بيحبني اووي بس حاسه اني مش فاهمه حاجه واغمضت عيناها بقوة كي تتذكر أي شئ ولكن كما هي الصوره شريط طفله صغيره تلهو علي اقدام والدها وصوت والدتها تقول سيبي بابا يرتاح يامريم 
فهبطت دموعها وهي تحادث جنينها نفس اشوف صورتها واضحه في عقلي بس انا واثقه لو شوفتها هفتكرها علطول وحشتيني اووي يا أمي
ليأتي من خلفها ويظل يتأملها بنغزه في قلبه حتي أبتلع ريقه بتوتر ورسم أبتسامة مزيفة علي محياه 
يوسف حببتي سرحانه في ايه وايه اللي مخليكي في الجنينه لحد دلوقتي الجو بقي برد عليكي ياعمري 
وامسك بكف أيديها كي ينهضها معه
يوسف بدعابه انا أبتديت اغير من المرجيحه ديه ده انتي بتحبيها أكتر مني انا خلاص بفكر اشيلها
لتلتف اليه هي سريعا وبخضه وتركت يدها التي يمسكها بين راحتي كفيه لاء يايوسف الله يخليك 
فيضحك بقوه علي خۏفها لفقد متعتها البسيطه 
يوسف حببتي انا بهزر معاكي 
وأنحني بجسده كي يحملها بين ذراعيه وهو يقول بحب متحاوليش مش هنزلك 
لتحرك قدميها بعشوائيه وبخجل 
مريم يايوسف عيب الخدم بيفضلوا يبصوا ويضحكوا عليا ده حتي راشيل بتفضل تضحك شوفت 
فيضحك يوسف بسعاده بجد حتي راشيل طب كويس شوفتي بقي أنتي كنتي ظلماها ازاي لما قولتي انها لوح خشب 
لتخبئ وجهها بين ضلوع صدرهه يوسف انا عايزه أنزل مصر واشوف اهلي 
فيبتلع ريقه بصعوبه ويصعد بها علي درجات ذلك السلم الذي يحتوي علي جهتين ويحادث الخادم بالفرنسيه الذي وقف في استقبالهم اجل العشا كمان ساعه ياريمون
 
صارت نحوه بخطوات يائسه حتي قالت بحزن 
ريما للاسف برضوه معرفتش حاجه عنها مستر عدنان ماټ وسيلا بنته باعت المحل ومدام مدلين صاحبة السكن قالت انها متعرفش حاجه عن مريم من يوم ماجت واحده من طرفها اخدت كل حاجه تخصها
ثم صمتت بعدما جلست بجانبه في السياره الخاصه التي ستنقلهم الي مطار كندا الدولي 
ريما بس مريم متعرفش حد هنا وعمها اللي كان مقيم هنا ساب البلد وكان بيكرهها مريم تفتكر يامراد حصلها حاجه
ليتأملها مراد بأسف اكيد هتكون بخير حياتي ممكن تكون رجعت بلادها
ريما بتمني ياريت يامراد ياريت 
فدمعت عيناها 
مريم انت بقيت تتعصب عليا كتير يايوسف وديما پتتخنق مني بسرعه انت مبقتش تحبني 
فأمسك بالمشط الذي كان بين راحتي كفيها ليصبح بين يديه وبدء في تمشيط شعرها 
يوسف بنوتي الحلوه عايزاني اعملها تسريحه ازاي 
فهزت رأسها بالرفض حتي ضحك خلاص انا هعمل اللي عايز اعمله ما انتي عارفه ان انا بفهم في كل شئ يخص المرأه 
لتضحك علي حديثه وعضت شفتيها بخجل ليفهم هو ضحكتها 
يوسف عارف اني وقح وقليل الادب وسبحان الله يوم ما اتجوزت اتجوزت واحده بتتكثف حتي من نفسها 
فتنير الابتسامه شفتيها فيبادلها هو ذلك حامدا الله بأن كلامه ينسيها كل شئ 
 
نظرت شهيرة الي أبنتها بأشفاق وهو تراها تعدل من هيئة حجابها البسيط وعبائتها الفضفاضه حتي قالت 
شهيره يابنتي الناس ديه خلاص لازم نقطع علاقتنا بيهم ايه لازمته كل شويه تروحي تزوري ابوه واخته
فتنحني أروي بجسدها كي تأخذ حقيبتها وهي تحادثها نهال قربت تسافر وعايزه اقعد معاها اطول وقت ممكن وعمو عبدالله بيحتاجني ساعات وكمان انا عمري ما أنسي هما كانوا بيعملوا عشاني ايه وبيقفوا ضد أبنهم وعمرهم ما زعلوني في حاجه
فتلوي شهيرة فمها بأعتراض قائله اللي يريحك يا أروي أعمليه انتي ايه اللي لبساه ده ماهو مش معقول يوم ما تلتزمي تلبسي كده عبايه سوده واسعه ومافيش ولا نقطه مكياج تفتح وشك اقول لصحابي اللي في النادي ايه 
فتكمل هي سيرها نحو الباب
أروي مع السلامه ياماما 

نظر اليها أمجد طويلا بعدما تركت هاتفها جانبا بتأفف 
حتي قال مين اللي كان بيتصل من مصر يا سالي
لتظفر هي بضيق 
سالي ده جوز ماما بيقولي انها تعبانه جدا ومحجوزه في المستشفي عايزني انزل اخد بالي منها لانه مش فضيلها
فيسير هو نحو غرفتهما بلامبالاه 
أمجد سافري ليها ياسالي 
فتتابعه هي بضيق 
سالي هو انا كنت ناقصه ياربي طب وياسين 
امجد لاء ياسن مش هيسافر معاكي الولد ممكن يتدعي من المستشفي سافري أطمني علي امك ده حقها برضوه عليكي 
فرمقته بنظرات دلال
سالي ربنا يخليك ليا ياحبيبي 

انتهت لعبتهم التي أعتادوا عليها حتي قالت اروي ضاحكه كش ملك ياعمي 
ليبتسم عبدالله لها بسعاده متتعوديش بقي علي كده يامرات أبني 
لتقف تلك الكلمه في حلقها ليتابع هو حديثه 
عبدالله ايوه مرات ابني وهتفضلي مرات ابني ولعلمك انا مش هسكت هو ابني اصلا يلاقي زيك 
لتنهض اروي من علي كرسها المقابل لذلك الرجل الحنون والد زوجها 
اروي ربنا يخليك ليا ياعمي بس انا واحمد خلاص اللي بينا انتهي 
عبدالله بأعتراض ابني بيحبك ياعبيطه وتابع حديثه بحزن بس من الكتر الحب بقي أعمي 
لتبتسم هي بحزن علي داعبته الطيبه 
حتي تأتي نهال بملامحها التي مازال الحزن يكسوها الله الله يعني انا بعملكم احلي سحلب وانتوا عمالين تحبوا في بعض خېانه ونظرت الي اروي بشړ مصطنع
نهال وسعي كده يالؤلؤه كفايه عليكي لحد كده وتابعت حديثها وهي تضع بقبله حانيه علي خد والدها 
نهال سيبلي الراجل العسل ده 
لتضحك اروي بسعاده من قلبها ناظرة لهم حتي سمعت صوت الخادمة تحادث احدهما مرحبه اهلا اهلا احمد باشا 
فتحمل حقيبتها سريعا وبتوتر 
أروي انا لازم امشي 
وسارت بخطي سريعه دون ان تنتبه لندائات والد زوجها ونهال 
ليقف هو أمامها متأملا هيئتها خافقا قلبه وكل جزء فيه لها فهو مازال يعشقها ولكن 
احمد ازيك يا أروي 
لترفع بوجهها وتتقابل أعينهم وتسير رعشة في قلبها فتخفض برأسها سريعا وتتابع سيرها بصمت 
ليأتي عبدالله بكرسيه المتحرك قائلا بجمود انا لازم افهم انت ومراتك الحال وصل بيكم كده ليه
نظر احمد في ساعته بطريقة عمليه قد أعتاد عليها
احمد انا كنت جاي اطمن عليك يابابا انت ونهال ومدام انتوا كويسين استأذن انا عشان ورايا شغل 
كان نائما علي قدميها بسعاده وهي تقص عليه احد قصص الأنبياء من ذلك الكتاب الذي تحمله بين أيديها حتي توقفت قائله وهي تداعب خصلات شعره المبلله 
مريم وكده القصه خلصت وديه كانت قصة نبي الله عيسي عليه السلام 
لينهض يوسف من علي قدميها قائلا وابن الله 
فتنظر اليه مريم طويلا غير مصدقه لما يقوله زوجها حتي قالت انت أزاي تقول كده يايوسف الله واحد احد لم يلد ولم يولد 
فتسيطر عليه كل تعاليم جده حتي قال 
يوسف انا شايف ان قصة نبي الله عيسي فيها كل شئ وواضحه رسالته اما محمد انا شايف ان رسالته مش واضحه 
لتنصدم هي في حديث زوجها حتي قالت انت واعي للكلام اللي بتقوله ده يايوسف ازاي تغلط في خير خلق الله وخاتم الانبياء والمرسلين 
فيضيق وجهه قائلا واشمعنا دفعتي عن محمد وعيسي ابن الله لاء 
لتحتارهي في حديث زوجها 
مريم قولتلك الله واحد احد لم يلد ولم يولد غيران انا مبغلطش في نبي الله عيسي عليه السلام لان ديننا عمره ما كان فيه بغض او تميز لاي نبي نزل برساله من عند الله ورسولنا خاتم الانبياء والمرسلين انت عيشتك هنا خليتك تتغير كده ليه انت مش يوسف اول مره أحس انك مش زينا ومش غيور علي دينك 
يوسف بأرتباك ملحوظ مريم احنا بنتناقش وانتي عارفه اني فعلا جاهل حاجات كتير في الدين وانتي وعدتيني انك هتساعديني 
لتهدأ في حديثها معه وتتذكر وعدها له قائله بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد 
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
لينظر لها هو ببلاها قائلا يعني ايه 
مريم يعني اخر رساله ربنا بعثها لينا هي ان الاسلام هو المتتم لكل الاديان اللي نزلت قبله 
ليمتقع وجهه ولكن تحدث بهدوء 
يوسف واشمعنا الدين المسيحي مكنش هو الدين ده وبرضوه مجاوبتنيش ليه مش بتدفعي عن النبي عيسي
لتنظر اليه طويلا قائلا عليه السلام لو كنت مش بحب قصة نبي الله عيسي ومعترفه بوجوده مكنتش قريت معاك قصته ولا كان رب العالمين ذكر لينا في كتابه العزيز كل شئ يخص سيدنا عيسي وفهمنا قصته وكل اللي مر بيه مع قومه وحيات السيده مريم امه 
فأشارت إليه

قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا 
فنظر اليها طويلا متعجبا
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 22 صفحات