ضحېة مجتمع بقلم خلود عبيد
هو انتى اتجوازتى!!
دهشت بل صدمت من سؤاله سوال غريب فى مكان أغرب من شخص مريب
لم يكن دهشة وصدمة رحيل فقط ولكن صدمة نفس ورواحة ايضا
سؤال ليس له بناء ليطرح هنا أساسا
اخذت رحيل تنظر له وتحاول تذكر من هو كيف كشف سرها
لتتذكره طبعا فى بسببه أثار قلقاوجدلا بخاطر صديقتها احلام عندما شكك فى أن زوجها هو صاحب المستشفى احمد فياض
لا لا
حازم امال انتى ازاى هنا المفروض الممرضة الجديدة تكون متزوجة غير ان كاظم نفسه اكد ان الممرضة متزوجة
لتبتلع رحيل ريقها بصعوبه وخوف ااصلى قولت ليهم انى متزوجه لسه مش ارملة
حازم ازاى مشيت عليهم دى !!
ليفكر حازم اه صح صاحبتك مرات اخو كاظم
رحيل بجديه مش اخوه قريبه
رحيل مسرعة ارجوك انا مش وش پهدلة كانت تغشى ان يقدم العقد للشرطة ويقبض عليها پتهمة التزوير انا عملت كده لظروف والله
حازم ممكن اعرف ايه الظروف دى
رحيل انا هفهمك انا زوجى عمل حاډثة وكان محتاج عمليه كبيرة فاخذت قرض من البنك بضمان بيت والدتى هو بأسمى اصلا بس زوجى توفى فى العمليات ومعاد تسديد قسط البنك كان قرب و يحجزوا على البيت لما وجدت الوظيفة دى وفلوس مقدم وافقت لان البيت ده غالى جدا على امى غير عندى ابنى رضيع واخويا لسه صغير بيدرس انا المسؤاله عنهم ولو مش مصدقنى معايا ورق القرض تتأكد منه كمان والله والله ده الحصل انا خوفى انى اتعرض للمضايقه اواستغلال خلانى اكذب اعمل نفسى ارملة متزوجة
حازم بس ازيد مش هيسامح فى الكلام ده ابدا
نفس مسرعة من الخلف وايه الهيعرفة اصلا هى هتفضل بالنسبة له زى ما هو عارف متزوجة
لتنظر الى رحيل بستعطاف وشفقه حزن يبدو شابه فى مقتبل العمر أرملة ولديها ابن وعائلة فى رقبتها
حازم متذمرا ازيد طالب تحريات عنها اقوله ايه انا
رحيل هو انت ظابط!!
نفس بمحاولة مرح لتخفيف من حده الوضع المتوتر
نفس ياروح القانون يا أبو قلب طيب يا ابو قلب
كبير مش هيجرى حاجة لوعدت عليك غفوة وتحرياتك كانت ناقصه
حازم مفكرا بس بس
نفس بحزم مصطنع مفيش بس عشان خاطر هلال على الاقل
حازم طيب ربنا يستر ولو انكشفت انتى المسؤالة قدامى
حازم وانا مالى ده ايده طرشه يمه وغبى فى ضربه
كانت رواحة تتابع الحوار فى دهشة واستغراب
لتنتبه لها نفس
نفس تعالى يارواحة
رواحة نعم يا ست نفس
نفس يا ادى ست نفس الوجعه بيها دماغى يا بنتى اسمى نفس وبس هنقول مايه مرة
رواحة بخجل لو حازم وتواضع نفس حاضر
نفس اسمعى كويس السر بتاع الدكتورة رحيل مفيش غير احنا الثلاثة بس ال نعرفه ماشى
لتبتسم لها رحيل وتهمس لها شكرا
عندما خرجت رحيل وذهبت كانت نفس تراقبها بطرف عينها من بعد لبعض الاشياء تدور بخلدها
عرفت لما تعلقت بها هلال تشبه فى روحها واسلوبها وممكن بعض ملامحها البشوشه الرقيقة كثيرا الى قمر رحمها الله
لم تعرف هلال امها او حتى ابوها إلا من خلال الصور جاءت الى الدنيا وهى يتيمة عليله المړض بقلب ضعيف لتكون فى كنف عمها ازيد الذى كان قد اعتزل العالم وخرج فقط من أجلها
يبدو أن هلال تريد ان تشعر بجو العائلة وجود أب وأم واختارت رحيل لتقوم بدور الام حتى لو مؤقتا الان على نفس ان تجعل هلال تقترب من أزيد وتزيح عنها قشرة الخۏف منه وتجعله بمثابة ابيها
كم شعرت نفس ان الدنيا تعيد نفس الكرة مره ثانيه تنظر قمر وتجد انعكاس لصورة من ماضيها
فهى توفى والديها فى حاډث غرق سفينة وهى كانت فى سن 3 اشهر ولحسن الحظ هى لم تكن معهم اثناء الحاډث
وتكلف بها خالها جهم وزوجته اصيلة وجعلتها شقيقة لابنائها فارضعتها مع ازيد
كم غمروها بالحب والعطف لم تشعر ابدا انها ليس ابنتهم ولكن دائما لاذعة اليتم ټحرق بداخل الانسان وتجعله يشعر بشئ ناقص
هى لا تريد ل هلال ان تشعر بشئ تريدها ان تشعر ان حياتها كاملة وكانت تحاول ان تسد مكانة الام لديها
عندما دخلت رحيل غرفتها كات اول ما قامت بيه هوالاتصال على والدتها للاطمئنان عليها وعلى اخيها ورحيم
انتهت رحيل من المكالمة وهى تشعر ان هناك ما تخيفه امها وتسرب الخۏف الى جوفها وتعمق بداخلها ولكن ماذا حدث!
على الجهه الاخرى هناك ينظر سليم الى امه مجدة بضيق وڠضب
سليم ممكن اعرف مقولتيش لرحيل ليه !
مجدة متصنعة عدم المعرفه اقولها على ايه
سليم پغضب على حصل على التليفون الجالك من ام
محمد جارتنا فى اسكندريه
لتقف مجدة محذره ايه اسكت خالص أيالك تقولها
سليم يا امى رحيل لازم تعرف ممكن يكونوا ناس عايزة ټأذى رحيم
مجدة وعشان كده مش لازم تعرف هتبقى قلقانة وممكن تيجى جرى على ماله وشها
سليم يا امى دول سألوا على على الله يرحمه ممكن يعرفوا ان على عنده ولد
مجدة ام محمد قالت محدش اتكلم معاهم الجيران قالوا اننا هجرنا وما يعرفوش حاجة
سليم يا امى انا خاېف على رحيل ممكن يوصلوا ليها ويأذوها هى كمان احنا مش عرفين لغايه دلوقتى مين السبب فى حاډثه على انتى سمعتى رحيل قبل ما نسيب اسكندريه وقالت احتمال كبير يكون الحاډثه بفعل فاعل لازم رحيل تعرف وتأخد حذرها هى كمان
لتفكر مجدة قليلا فى كلام سليم وتشعر بالخۏف على ابنتها
مجدة اسمع يا سليم احنا مش هنقول لرحيل دلوقتى على حاجة ولو الامور اتطورت وحد سأل تانى هنرحلها على طول على الاقل تكون خلصت امتحاناتك
سليم بقلة حيله ماشى امرى لله
مجدة ونعمة بالله استرها يارب
الفصل الرابع عشر
حكاية
لكل شخص حكاية يعيشها ويعرف تفاصيلها
هو فقط هو من يقدر حجم المعاناة او السعادة مهما حكى لشخص أخر على ما يمر بيه لن يشعر بما دار إلا ان ذاق مثله حكاية تشبه تتشابه الحكايات فى الاحداث لكن تختلف فى مكنونها ومعانيها
خلود عبيد
بدء الشتاء يشتد برودة ويصبح قارس البرودة وهبوب رياح يلوج المكان وفى الليل صدأ صوت الفراغ مرعب فى الانحاء كان قد مر على الاحداث اسبوعين وكل شخص يدور فى فلكه الخاص يبحث عن ملاذه وما يريد
فى صباح اشراق بنور الشمس من بين طيات السحاب كانت رحيل تعد كوب حليب بعسل النحل الى هلال تلك الطفلة التى توغلت الى اعماق لب قلبها واصبحت تحسبها كطفلة خاصة بها
رحيل بإبتسامة لطيفة اتفضلى يا برنسس هلال اللبن
هلال متذمر مش بحبه يا ماما رحيل
رحيل بحزن مصطنع لا انا كده هازعل مش قولنا نشرب اللبن كل يوم عشان نكبر ونبقى زى الاميرات الحلوين
هلال بأبتسامة رقيقة وتلمع عيونها بفرح يعنى لما اشرب اللبن هأكبر واللبس فستان زى السندريلا
لتنظر لها رحيل بسعادة طبعا ويجى الامير الفارس يأخدك على حصانه
هلال حصان زى بتاع عمو أزيد
لتستغرب رحيل على لفظ عمو أليس أزيد والدها !
رحيل بهمس عمو!!
ولكن تبتسم لها وتجيبها بالايماء برئسها
كان هناك من يراقب حوار
رحيل وهلال كانت الدادة خيريه
كانت سعيدة لتحسن حالة هلال وانها اصبحت مرحة وسعيدة واكثر اشراقا من قبل
لتذهب رحيل الى الصالة الكبيرة وتنتبه الى تلك الصورة ذات البرواز الكبير حيث فما يدل على محتوى وجود عائلة سعيدة داخل إطار محتواها
لتتابع بعينها الاشخاص الموجودين داخلها لم تعرف اى منهم ابدا
كان صورة لرجل كبيربجلباب صعيدى يدل عليه الهيبة والوقار وبجانبه سيدة كبيرة فى السن بشوشة الوجه ايضا يبدو كزوجته وخلفهم ثلاث اشخاص بابتسامة واسعة شاب ملاصق له شابه جميلة وشاب اخر بابتسامه خلابه
ليأتى صوت من خلفها كان صوت الدادة خيريه دول عيلة الريان
لتلتفت لها رحيل بسرعة ها انا مش قصدى اتطفل والله
لتبتسم لها خيريه حلوة الصورة صح
لتنظر رحيل الى الصور مره اخرى متأمل الصورة جميلة فعلا بس يعنى اعذرينى ممكن اعرف مين دول
خيريه متأمله الصورة هى الاخرى وهى تتذكر اشخاص هذه الصورة
دول افراد عيلة الريان
وتشير على الاشخاص
ده يبقى جهم بيه الله يرحمه كبير العيلة الريان والد ازيد ودى اصيلة هانم والدته
وتحزن ملامحها وده يبقى زين الله يرحمه اخو ازيد الكبير ابو هلال
لتتسع عين رحيل پصدمة وتحزن لمعرفتها ان هذه الطفلة الجميلة يتيمة الابوين
لتكمل خيريه ودى بقى عروسة عيلة الريان قمر الله يرحمها ام هلال
ليشتدد ملامح حزن خيريه وهى تشير الى الشاب الاخير
ده بقى ازيد
لتصدم رحيل وترجع تحدق فى الصورة بأستغراب تفصيل وجه مازالت هى ولكن ملامحه تبدل نهائى من انسان سعيدة الى الشخص الذى رائته فى الوقت الحالى شخص بملامح باردة قاسېة شديدة تخلو من الرفق والرقة
رحيل ده ازيد !!
بحزن خيريه كان ازيد قبل ما يتغير
رحيل يتغير ازاى يعنى ده الشوفته انسان مفيش فى قلبه رحمه ده طرد الرجل العاقبه وكان ھيموت بسبه بره البلد مش هو بس لا وأسرته كلها لمجرد انى عالجته بس
خيريه شايفة الصورة الجميلة دى ادمرت واتكسر اساسها ألف حته منغير اى سبب
رحيل انا مش فاهمة حاجة ممكن توضحى
خيريه تعالى نقعد وانا هأحكى ليكى عشان تفهمى
ليجلسن على كراسى البرانده الجانبيه لحجرة المطبخ
خيرية هقولك على كل حاجة لان باين عليكى بنت حلال وطيبة
لتخجل رحيل وتبتسم بلطف
خيريه بتنهيد حزين العيلة دى هى مالكة كل ارض مزرعة الريان كل شبر فيها وكل واحد عايش فى خير الريان ساكن بملك مؤجر
رحيل باستغراب ازاى ده !
خيريه بصى يا ستى المزرعة دى ملك لجدود جدود
العيلة يجى من قرن كده ولا حاجة
وكل الموجودين فى البلد كانوا فى الاصل فلاحين عمالة فى ارض الريان لغايه اما جه قانون الاصلاح الزراعى فوالد
جهم بيه الله يرحمه ريان الكبير كان ذكى جاب كل الفلاحين وكتب لكل واحد منهم قطعة ارض بس بشرط يمنع البيع إلا لشخص من عيلة الريان وكتب اصول للقطع دى من الباطن انها لسه ملك لعيلة الريان وبس عشان كل واحد هنا روحه متعلقه فى ايد ازيد دلوقتى
البيوت والمستشفى وكل شبر ملك ازيد حتى أرض قسم البوليس الموجود كمان
كان جهم بيه طبعه حاد وشديد بس عمره ما ظلم حد ولا جه على ضعيف وكان ماشى على خطاه زين ابنه شديد وما بيرحمش اليغلط او يخطئ على عكسه ازيد كان اطيب واحد فيهم
رحيل پصدمة ازيد!!
خيريه بابتسامة حزينة اه ازيد ازيد كان طيب وروحه جميلة وبيحب كل افراد البلد كان كل ما يرجع من السفر يجيب للاطفال حلويات يروح محفظة القرآن بتاعه الشيخ طاهر ويكافئ كل واحد حفظ