جاسر
دلوف جاسر الصياد أو كل ما له علاقة به أن يفسد عليها حياتها التي إني أمشي كلمتي وأزعلك..إني مخدش حقي الصبح...
ربت على وجنتها ب رقة وقال ب حنو
لما أرجع هنبقى نتكلم ف الموضوع دا..المهم حضريلي عشا حلو..عشان مزاجي يبقى حلو وأعرف أسمعك...
ثم تركها ورحل..لتجد الإبتسامة تشق وجهها ب سعادة حاسدة نفسها على تلك الحياه الرائعة التي تحياها..لربما أخطأت كثيرا وتخطئ أكثر ولكنها تحاول إصلاح نفسها ب شتى الطرق وحبيبها مراد يساعدها ب صدرا رحب..تنهد ب حب ثم بدأت في إعداد نفسها والبيت من أجل عشاء رائع لتحظى ب ليلة أكثر روعة...
برضو عمل اللي ف دماغه...
ثم نهضت عن الفراش وأخذت تتطلع إلى الغرفة الخاصة ب صغيرتها وعلى وجهها إبتسامة..لا تنكر شعورها ب هذا الدفء الرائع الذي إنتابها في ظل عودتها إلى القصر...
هيييه..أخيرا أنتي صحيتي يا مامي...
توجهت إليها روجيدا ثم حملتها وقبلتها قائلة ب حنو
أه يا قلبي صحيت
أدارت الصغيرة يدها حول عنق والدتها وقالت ب براءة تعرفي يا مامي إني فرحانة أوي عشان جيتي معانا هنا...
وأنا كمان مبسوطة عشان جيت...
أخذت نفسا عميق ثم تساءلت
هى الساعة كام!...
رفعت الصغيرة أصابعها أمام وجه والدتها وقالت
طنط كريمة قالتلي إنها عشرة...
صدمت روجيدا أنها نامت كل ذلك الوقت بل لم تشعر كيف صعدت إلى هنا..أخر ما تتذكره أنها نامت في السيارة..أخمدت تفكيرها وتساءلت
ردت الصغيرة وهى ترفع منكبيها لسه مش صحي
عقدت ما بين حاجبيها وهتفت جاسر عمره ما إتأخر ف نومه كدا...
خطړ ب بالها أنه قد يكون مريض..ف أصيبت ب التوتر وهتفت ب هدوء خائڤ
طيب يا روحي أنتي فطرتي!...
أومأت الصغيرة ب رأسها ف تشدقت روجيدا
طب يا
جوجو..إلعبي ب لعبك عما أشوف بابي وأجيلك...
ثم وضعتها على الأرض لتركض الصغيرة إلى الجزء الخاص ب ألعابها ب الغرفة..أما روجيدا تحركت مهرولة لتلحقه...
وصلت إلى غرفة القريبة من غرفة الصغيرة والتي تجاهلتها ب الأول ثم دلفت دون ذرة تردد..لتجد جاسر ينام ب الفراش..وجسده متعرق ب شدة يكاد يلمع تحت أشعة الشمس..هتفت روجيدا ب جزع وهى تركض ب إتجاهه
لتجد وجهه متقلص ب ألم واضح..وحبات العرق تتساقط من جزعه العلوي ف وضعت روجيدا يدها على جبينها لتشهق ب فزع وهى ترى ذلك التناقض الواضح من سخونة جسده و برودة حبات العرق
هزته روجيدا عدة مرات ثم ضړبت وجنته ب خفة قائلة ب هلع
جاسر!..جاسر!..فوق الله يخليك..جاسر فوق عشان خاطري...
بدأ جاسر في إستعادة وعيه على تلك الربتتات الخفيفة على وجنتيه..ليفتح جفنيها متأوها ب ألم ف تساءلت روجيدا ب خفوت
فين بيوجعك!
وضع جاسر يده على جانبه الأيمن وقال ب تعب جنبي..حاسس ب ألم فظيع...
نظرت روجيدا إلى موضع الألم ف فهمت على الفور سبب الألم..ذلك اليوم المشؤوم منذ أن أستأصلت كليتاه وتبرعها ب كليتها ولكنهما يتشاركان الألم..إنخفضت ب جزعها وتساءلت
مأخدتش دواك بقالك أد إيه!
رد عليها ب وهن بقالي فترة طويلة...
زفرت روجيدا ب ضيق ثم إرتفعت وتحركت ناحية المرحاض المرفق مع الغرفة كحال جميع غرف القصر..أخرجت الدواء الذي تتناوله هي الأخرى و عادت إليه..سكبت بعض الماء الموضوع على الطاولة ب جانبه..ساندته على النهوض ب حذر ثم أخذت الدواء و وضعته ب فمه وتبعته الماء...
نهضت مرة أخرى وجلبت منشفتان..أحدهما مبللة ب ماء بارد و الأخرى جافة..أخذت تجفف جزعه ب رقة ثم همست ب حنو
شوية والدوا هيعمل مفعوله..بس أنت حرارتك عالية..تقريبا أخدت برد من نومتك دي...
ثم وضعت المنشفة على جبينه وبقى هو يأن ب ألم خاڤت..لتربت على وجنته ب حنو هاتفة
كلها عشر دقايق وكل الۏجع هيروح..أنت قعد فترة مس بتاخد الدوا عشان كدا تعبت جامد...
وجدت شفتاه تهمسان ب صوت لا يكاد يسمع لتسأله
بتقول إيه!...
عاد يهمس ولكن تعذر عليها السمع..مالت ب جزعها أكثر حتى بقت على بعد طفيف من خفوت
خليكي جنبي..متبعديش عني تاني...
الفصل الثالث
الحب چحيم يطاق.. والحياة بدون حب نعيم لا يطاق...
أفتحي يا بسنت..هتلاقي الدلڤيري وصل...
قالتها هاجر وهى تتحدث ب الهاتف لتنهض بسنت وهى تقول ب فتور
طيب...
ثم تحركت ب خطى وئيدة ثم فتحت الباب وهى تتلاعب ب حافظة نقودها قائلة
عاوز كام!!
بسنت!...
إرتفعت رأسها سريعا وهى تستمع إلى ذاك الصوت المشدوه..ف إتسعت عيناها تزامنا مع إتساع عيناه..ثانية وأخرى قبل أن تصرخ بسنت ب فزع مغلقة الباب في وجهه...
مرت لحظات قبل أن تسمع إلى طرقات غاضبة يتهشم لها الخشب من قوة ضربات قبضته..ثم صرخته الغاضبة
بسنت أفتحي الباب دا
صړخت هى الأخرى ب هلعلأ...
ثم ركضت على الدرج ب سرعة الصاروخ وهتافه يزداد
بسنت أفتحي أحسنلك...
ثوان و وجد الباب يفتح ف أكمل صراخه
ورحمة أمي ل...
ولم يستطع أن يكمل ف قد وجد هاجر أمامه تنظر إليه ب دهشة خائڤة..ليتنحنح صابر ب حرج ثم قال ب ڠضب
فين بسنت يا حماتي
أشارت إلى أعلى ب دهشةفوق...
أومأ ب رأسه ثم إلتهم خطواته ك إلتهامه ل الدرج..ف هو لم يصدق ما نشر صباحا عن تلك الڤضحية التي تسبب بها جاسر لسبب مجهول..وفي إحدى الصور لمح طيف بسنت تجلس ب أعين متسعة والرهبة تكتنفها من هول الموقف..لم يعي وجودها ب مصر دون علمه إلا الآن...
وصل إلى غرفتها ثم أخذ يطرق على الباب ب عڼف
بسنت..أنا مش رايق للعب العيال دا..أفتحي
ردت ب ړعبلأ مش هفتح..أنت هتضربني
ليهدر ب جموحولما أنتي عارفة أني هتضربك..بتتصرفي من ورايا ليه
ردت ب تلعثمطب..طب..أهدى وأنا..هفهمك...
و وجدت الصمت هو ردها قبل أن تصرخ في الثانية التالية وهى ترى الباب يدفع ب عڼف ينبأ ب ڠضب صاحبه..ف قفزت ب ړعب على الفراش وهتفت ب هلع
أسنتى هفهمك
هدر ب عڼفتفهميني إيه!!..ها!..مراتي هنا وأنا معرفش..يا فرحتي...
كاد أن يتحدث ولكنه صمت عندما سمع صوت هاجر ب المتردد
ص..صابر حبيبي..إهدى كدا..هي كانت عاوزة تعملك مفاجأة...
نظر إليها ف إبتسمت ب بلاهة متوترة ليقول ب حنق
لأ إطمني يا حماتي منا تفاجأت...
ثم صمت لحظات وقال بعدها ب قوة
بعد إذنك يا حماتي..ليا حديث طويل مع الأنسة مراتي
بس..آآآ
قاطعها صابر ب تهذيببعد إذنك يا حماتي
لم تجد بدا سوى أن تقولطيب
ف صړخت بسنت ب إستنجادمامي...
ولكن نظرة من صابر ألجمتها .. وخرجت هاجر تاركة بسنت ترتجف خوفا تحت نظرات زوجها التي تفتك بها دون رحمة..إبتلعت ريقها ب صعوبة ثم قالت ب توتر
أنا بس...
ب قوة وهو يرى وجهها القريب منه ب شدة ټحرق أعصابه..عيناها التي بدت في عالم أخر من الشرود ب حيث لم تستوعب إستفاقته وتحديقه بها...
وبقى الصمت سيد الموقف..صوت تنفسهم الغير منتظم هو ما يقطع السكون.
كان تنفسها على عنقه يستفزه ب شدة ف تمسك ب ملاءة الفراش ب قوة حتى إبيضت مفاصله وحاول كتم أنفاسه الحارة..ثم أكمل تحديقه بها...
مضى وقت لا بأس به وهمل على تلك الوضعية..روجيدا شاردة وجاسر يتشبع من ملامحها..إلى أن تحمحم ب خبث
أنا معنديش مانع أفضل كدا...
لم يظهر أنها سمعته ولكنها إستقامت في جلستها وتشدقت
ب توتر
هو..أنت ليه..كنت بتقولي..م..متبعديش عني!!
إتسعت عينا جاسر ب قوة وذهول ثم ما لبث أن إتسعت إبتسامته جعلتها تعقد حاجبيها ب تعجب..ليقول وهو يعتدل في جلسته
امممم..وأنتي عرفتي منين أنه أنتي!..مش جايز واحدة تانية
زرعت فيروزها داخل عسليته وقالت ب ثقة لا تشوبها شائبة
عشان مفيش غيري ف حياتك ومش هيكون أبدا..أنا إتزرعت هنا..أنا جزء لا يتجزأ من قلبك اللي عمره ما هيشوف حياه من غيري...
يمكن عشان بشوف كل الستات أنتي!..يمكن عشان أنتي كنتي الروح اللي بتديني حياه..ولما ضاعت مني..مت أنا...
ثم إبتعد عنها ليرى إحمرار وجنتيها ب خجل وحب لم تستطع عيناها المتوهجة إخفاءه...
كاد جاسر أن يلقي ب كل شئ عرض الحائط ويكسر ذلك القيد الذي يتحكم ب حياته ك عروس ماريونت..أرادها أن تعود وتكمل الروح التي صارت مشتتة ب دونها..أراد أن يكمل ذلك العناق الذي لم يكتمل أمس كما يجب..ولكن تنهيدة صدرت منها و ومضات سريعة من حاډث يكاد يقسم أنه لا يزال يسمع صوت تهشم عظامها تزامنا مع تهشم السيارة...
عودة إلى وقت سابق
كانت يدقق بعض الأعمال ب دقة متناسبة مع تلك النظارة الطبية التي يرتديها في هدوء قبل أن تقطعه السكرتيرة الخاصة به وهى تدلف ك إعصار و وجها شاحب ب درجة كبيرة كأنها خرجت من المۏت..ف إرتفع وجه جاسر ب حدة وقبل أن يتشدق ب حدة كانت هى تقول ب أسى وتلعثم
م..مدام..روجيدا عملت حاډثة وآآ...
ولم تستطع إكمال حديثها عندما رأت ذلك المارد يندفع إليها ب قوة وقد أظلمت عيناه حتى أصبحت مخيفة..إنكمشت على نفسها ب خوف ف وجدته يقبض على ذراعيها ك كلاب ثم هدر ب صوت جهوري
عملت حاډثة إزاي!
إرتعدت فرائصها وقالت ب ترددف..حد ك..لمني وقالي..إنها عملت حاډثة...
شعر جاسر ب ظلام حوله ولكنه لم يتوقف ثانية واحدة لينطلق ب أقصى سرعته يلتهم الأرض ب عڼف...
لم يعرف كيف وصل المشفى بعدما أخبره أحد الحراس المكلفون ب حمايتها من مهاتفته..أغلق المحرك ب عڼف حتى أحدث صريرا وترجل من سيارته غير آبه لغلقها..وفي ثوان كان صعد إلى الطابق المتواجدة به زوجته...
كان حراسه يقفون ب إحترام يخفضون رأسهم إلى أسفل..وبلا أي مقدمات ھجم عليهم وهو ېصرخ بهم ب زئير أسد مذبوح وبدأ في ضربهم ب ۏحشية حتى أفرغ غضبه فيهم..ليركل أحدهم في معدته ب عڼف حتى خرجت الډماء من فاه ثم هدر ب صوته الذي دوى ك الرعد
وأنتو لازمتكوا إيه يا بهايم!..أقسم باللي خلقني وخلقكم لو حصلها حاجة ما هيفكيني فيكم حياتكم وحياة عليتكم...
وركل أخر ب قوة ثم توجه إلى منتصف الممر وزعق ب صوته حتى فزع من ب المشفى
حد يجاوبني مراتي فين!...
لم يجرؤ أحد على الحديث وظل الجميع ينظرون إليه ب خوف حتى تقدم
أحد الأطباء وهو يعرف هوية الماثل ب هيئته الھمجية أمامه..تحدث الطبيب ب توتر
ممكن تهدى ياجاسر بيه!
أمسكه جاسر من تلابيبه وهزه ب شراسة ثم هتف من بين أسنانهبقولك مراتي فين وإيه حالتها!..رد عليا!...
أومأ الطبيب ب رأسه ب تخوف وقال ب تلعثم
هي ف..أوض..ة العمليات..وحاليا..بنقيم..ال..حالة
همس جاسر ب فحيح أفعىعارف لو طلعتي من هنا وهى مش كويسة..عارف هعمل