جبل العامري بقلم ندى حسن
ولا عايزة اسيب الجزيرة
أكملت تنظر إليها بخبث ومكر تعلم كيف تكيدها وتجعلها تستشيط ڠضبا وغيرة
أنا هنا في بيتي قصري مع بنتي وجوزي وعيلتي وقولتلك إني لما هربت كنت لسه متجوزتش جبل لكن دلوقتي مقدرش أبعد عنه
جزت على أسنانها بعصبية وغيرة شديدة تنظر إليها بملامح حادة تود لو تتقدم منها تأتي بخصلاتها بين يديها وتلقيها خارج القصر تحدثت بجدية
ابتسمت بسماجة وتقمصت دور الزوجة السعيدة التي لا تستطيع ترك زوجها لحظة واحدة وأجابتها بفتور غير مبالية بحديثها عن الهرب
وأنا مش محتاجه أفكر يا تمارا قولتلك الهرب مش لازمني أنا هنا في مكاني ومش هسيبه
ابتسمت تمارا ساخرة بشدة وهي تحرك أهدابها بطريقة متهكمة عليها وسألتها باستهزاء
جعلتها تشعر بالغيرة أكثر وهي تقول ببرود تام تذكرها بمن هي وما مكانتها هنا وكل كلمة تخرج منها ذات مغزى تصل إليها بتعالي
وأنا هكدب ليه اسألي أي حد في الجزيرة قوليله مين هي زينة مختار هيقولك مرات كبير الجزيرة جبل العامري
امتعض وجهها وشعرت بالسخط منها اعتدلت في جلستها تنظر إليها بحدة وعنفوان قابل للخروج في أي لحظة وتفوهت محاولة إظهار السخرية والبرود
خرج صوت زينة الضاحك بصخب وارتفع عاليا تابعتها وهي تسألها عدة مرات وقد راقت لها اللعبة كثيرا
مش ايه أنا وجبل معلش بس أصلا أنا ليه ممكن أكون بعمل كده
أجابتها الأخرى بضيق تحاول كبته داخلها
علشان أنا هنا مثلا
لوت شفتيها باستهزاء وابتعدت عينيها إلى ابنتها وهي تبتسم بتشفي ثم عادت إليها مرة أخرى تكمل دون اهتمام مقلله منها دون أن تدين نفسها
استردت تكمل ما بدأته ترسل إليها من خلال كلماتها أنها على علم بما كان بينهم سابقا حتى لا تظن أن هذا سيكون فرصة لها للتغلب عليها
أنتي مثلا كان ليكي مكان هنا لكن زمان قبل ما تسيبي جبل وتمشي حتى مكانك اللي كان في قلبه أنا أخدته فأنتي بالنسبة ليا وليه مش موجودة
مش واضح لو أنتي شايفة كده يبقى مستغفلك
حاولت أن تزعزع ثقتها به وتظهر بأنها هي القوية ولكن زينة لم تترك لها الفرصة لفعل ذلك بل نفت حديثها بمنتهى البرود واللامبالاة
بيبص لواحده غيري وأنا عارفه ده كويس
أكملت بغرور وعنجهية
ولو أنا مكنتش عايزاكي في القصر كنت خليتك تمشي بكلمة مني
اعتدلت تمارا تنظر إليها بشراسة قائلة بصوت جاد يشبه الصړاخ عليها
هو ده ټهديد!
تصنعت البراءة ناظرة إليها بهدوء ورفق قائلة بجدية تضغط على كل حرف يخرج من بين شفتيها
لأ خالص اهددك ليه أنا بس بحاول افهمك وأقولك تعقلي علشان جبل عنده حياة مع مراته وبنته
عارضتها الأخرى بقوة تنظر إليها بتحدي وتشفي
وعد مش بنته
اتسعت ابتسامتها ترسل إليها أسهم مشټعلة بالنيران تنهش قلبها من حالة البرود الذي انتابتها وقالت بثقة وغرور
طيب ابقي قولي الكلمتين دول لجبل ونشوف هيقول هو ايه
رأته يأتي عليهم ينظر إليها بجدية يستغرب جلوسهم سويا فقالت لها
أهو جه
وقفت تقترب منه وهو يقدم عليهم وكأنها زوجة أصيلة وزوج محب حقا يتبادلون النظرات ولكنه كان مستغربا من ابتسامة مشعة مشرقة مرتسمة على محياها في استقباله
حبيبي
لحظة واحدة كانت تقرع بها الطبول داخل أذنيها وهي مستغربة من نفسها للغاية كيف خرجت منها هذه الكلمة كيف عبرت له أنها تحبه بقول حبيبي وحتى إن كان كل ما يحدث ماهو إلا تمثيل
رفع يده يحيطها بها وقد فهم أنها تحاول كيد ابنة عمه فلم يجد شيء يفعله إلا أن يجاريها فيما تفعل فهذا يصب في مصلحته من الأساس
ارتعش جسد تمارا وهي تنظر إليهم بهذه الطريقة يبدو أن ما قالته كان حقا لا يوجد شيء يبقى على حاله
لقد نسى جبل حبه الوحيد ونظر إلى زوجة
أخيه وأحبها أيضا ينظر إليها بقوة وعيناه تقابل عينيها بجمود وكأن ما كان بينهم لم يكن يقول لها من خلال بريق عيناه أن وجودها لا يمثل فارقا لا يحدد موقفا لا يسعد أو يحزن أحد أنها هنا كما لو لم تكن هنا
عادت زينة للخلف مبتسمة متصعنة كل هذا تنظر إليها بطرف عينيها لم تكن بحاجه لاغاظتها أكثر فقد وصل إليها الغيظ والضيق ودلف إلى جسدها يجعله بالكامل في حالة غير طبيعية
وضع جبل يده على رأس زينة يمررها على خصلاتها بحنان وما كان يصدر عنه هو كان حقيقي بالكامل وليس به ذرة من التمثيل خرج صوته شغوفا قائلا
وحشتيني
ابتسمت إليه باتساع ولكن الحقيقة أنها لم تكن تستطيع مجاراته هو لقد كانت تحاول أن تتعالى به على تلك ابنة عمه وفعلت ذلك وجعلتها تعلم أنها المرأة الوحيدة بقلبه وحياته وكل هذا كان بالكذب
حقا كل قوي هناك الأقوى منه لا تستطيع النظر إلى عيناه والاستماع إلى تلك الكلمات القاټلة وكأنها حقيقة
نظرات عينيه المخيفة دائما في تلك اللحظات كانت شغوفه نحوها تلتمع بحنان وغرابتها تحدثها بالحب تلقي سهام العفو والمغفرة شفتيه الغليظة التي عذبتها دوما بكلمات من القسۏة والجمود تحركت قائلة كلمات الحب والغزل يده التي أشتدت في صفعها كثيرا من المرات تسير على خصلاتها برفق ونعومة وكأنها قطة صغيرة تحتاج لمن يحنو عليها
تبادل النظرات كان عڼيف للغاية حرب ضارية ولجوا بها سويا وكل منهم يبحر داخل أعين الآخر في محاولة بائسة منه معرفة ما المخفي داخله وما السبيل للوصول إليه
خرج من كل هذا وهو يشير إليها أمامه قائلا بصوت رجولي أجش أثرت عليه مشاعره
تعالي معايا عايزك
ذهبت معه إلى الداخل وتركوا خلفهم قلب يشتعل ېحترق نيران تأججت داخله فقټلت كل ما به الغيرة تنهش داخلها روحها تزهق بسبب نظراته نحوها وحديثه معها لم يهتف يوما لها بكلمة من كلمات الغزل لم يفعلها يوما إلى هذه الدرجة قامت بتغييره
لن تتركه لن تصمت وتتركه يسلب منها بهذه الطريقة المهينة إنه كان ملك لها هي من تركته ومن ستعيدة مرة أخرى لن تكون لغيره وهو لن يكن لغيرها
ستنشب حربا قريبا ستخرج منها فائزة فرحة
بجمع الغنائم
ولج إلى الغرفة وهي خلفه أغلقت الباب ووقفت تنظر إليه محاولة الثبات تمحي ما فعلته بالأسفل منذ قليل تتعامل بهدوء وكأن لم يحدث شيء ولكنه لم يسمح لها بهذا بل بقي ينظر إليها بابتسامة خبيثة ماكرة يتابعها بزاوية عينيه
يعلم أنها تريد أن تمحي ما حدث ولكنه انتهز الفرصة بسرعة ينظر إليها ضاحكا اغتاظت منه فاقتربت تشيح بيدها بهمجية قائلة بانفعال
ايه ايه بتبصلي كده ليه
استقام في وقفته ينظر إليها محاولا كتم ضحكته التي تريد الفرار من بين شفتيه
ولا حاجه مالك
أشارت إليه بيدها مضيقة عينيها السوداء عليه تدرك جيدا إلى ماذا يريد أن يصل فقالت موضحة
بقولك ايه أنا فهماك كويس اللي عملته ده كان بسبب تمارا دي بنت مستفزة
سألها مبتسما معتقدا أنها تبرر فعلتها ليس إلا
ليه ايه الحاجه الكبيرة أوي اللي عملتها خلتك تتخلي عن كل حاجه وتقربي مني كده
أشاحت بيدها وهي تبتعد للخلف تتحدث ببرود ولا مبالاة
كانت عايزاني أهرب ومصدقتش إني مش عايزة وإني مڠصوبة فاضطريت أعمل كده علشان تصدق زي ما أنت عملتها قبل كده
أقترب منها وتحولت ملامح وجهه للجدية التامة والحدة الخالصة يقف أمامها يسألها بقسۏة وخشونة
كانت عايزة ايه
نظرت إليه ولم تدرك ما فعلته إلا بعدما باغتها بنظراته الغاضبة والشرسة الموجهه نحوها لم يجد منها ردا بل وقفت متوترة فصاح بعصبية
انطقي كانت عايزة ايه
أردفت كاذبة كي تنهي الأمر قائلة بهدوء
استفزتني بالكلام إني حاولت أهرب قبل كده وإني ممكن أعملها
أقترب منها ليقف أمامها مباشرة عيناه منصبة على عيناها وملامحها ومن خلال توترها ونظراتها المشتتة نحوه علم أنها كاذبة فقال بقوة
أنتي كدابة قولي الحقيقة يا زينة وإلا مش هيحصل كويس
ضغطت على شفتيها پعنف وأبعدت عينيها للفراغ بعيدا عنه قائلة بإيجاز
كانت عايزة تساعدني أهرب من الجزيرة
ضغط عليها وهو يقوم بالإمساك بيدها عندما فهم أنها تريد الهرب منه ومن حديثه يهتف متسائلا مضيقا عينيه عليها
قالتلك ايه بالحرف
لم تجد مفر آخر بعيد عنه فقالت ما حدث بجدية
قالتلي أنها ممكن تساعدني يا جبل علشان أهرب من هنا وأبعد عنك من غير ما حد يعرف ولا حد يمنعني لأنها تقدر تعمل كده فأنا حاولت افهمها إني مش عايزة
استردت تكمل مبررة ما فعلته
بس هي كانت فاهمه إني بكدب وأننا مش كويسين مع بعض أصلا علشان كده لما أنت
جيت عملت كده وقربت منك
صمت للحظات وهو يتابع وجهها وملامحها المتغيرة كل لحظة والآخرى ضغط على يدها وهو ينظر إليها بعمق متسائلا
أنتي رفضتي
أومأت إليه برأسها قائلة بتأكيد
أيوه رفضت
سألها مستغربا محركا رأسه بغرابة وذهول ولم يكن يتوقع أن ما قالته سابقا ستفعله حتى وإن أتت إليها فرصة للهرب منه
ليه
جذبت يدها منه بإصرار قائلة بجدية وثقة ورأسها عاليا تنظر إليه بقوة وتأكيد
مش عايزة أخرج من الجزيرة أنا وعدتك إني هفضل ووعدت نفسي إني مش هامشي غير لما أعرف كل حاجه بتحصل ووقتها هقرر ايه اللي هعمله
تابعها للحظات ثم سار مبتعدا عنها متجها يفتح باب الغرفة قائلا بانفعال
هي اللي جابته لنفسها
علمت أنه سيتوجه إليها يحاسبها عما أرادت فعله ولم يروقها ذلك الأمر فبهذه الطريقة ستظهر أنها امرأة خبيثة حقودة
جبل رايح فين
لم يستمع إلى حديثها ولم يجيب عليها بل استمر في طريقه إلى الأسفل تخترق كلماتها المنفعلة أذنه
جبل ماينفعش كده أنت عايز تطلعني كدابة مش معقول اللي بتعمله
لحقته وهو يهبط الدرج متقدما للأسفل تمسكت بيده بقوة تحاول إقناعه قائلة بصوت جاد
أنا قولتلك اللي حصل وخلاص مش لازم تعمل مشكلة وتطلعني وحشه كده
أبعد يدها عنه مقررا عدم التنحي عما يريد فعله قائلا بقسۏة وعڼف وهو يدفعها عنه
اخرجي من الموضوع ده يا زينة
أتت والدته على صوتهم المرتفع خرجت تنظر إليه واقفة أسفل الدرج متسائلة باستفهام
في ايه يا جبل
خرجت تمارا وفرح من الغرفة خلف والدته لينظروا إلى جبل و زينة أعلى الدرج بغرابة ولا يفهم أحد منهم ما الذي يحدث
نظر إلى تمارا عندما خرجت من الغرفة پعنف وقسۏة يبعث إليها من خلال عيناه كم يكرهها ويبغض النظر إليها أبتعد عن